TG Telegram Group & Channel
مـنبر الخُـطـباء والـدُعـــاة📚 | United States America (US)
Create: Update:

التفكر في خلق الله - الشيخ عبدالله الطيار

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي يسبح كل شيء بحمده وتخضع جميع المخلوقات لكبريائه وجلاله وعظمته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون وانظروا ماذا في السماوات والأرض وما حولكم من العوالم لتروا فيها بديع صنع الله وعظيم خلقه كيف قامت على أحسن نظام وأدق إحكام فلا إله إلا الله الحكيم العليم تأملوا رحمكم الله كيف أن كل صنعة لها بصانعها ارتباط وهكذا الكون الفسيح العريض فلا يكون مكتوب بلا كاتب ولا مخلوق بلا خالق ولا كلام بلا مخاطب ولا نبات بلا ماء ولا بيت بلا بناء وأعمدة فكل صنعة تدل على صانعها.

أيها الإنسان فكر بالعوالم وأكنافها وأحجامها وأطرافها وتحركها ودورانها وتناسبها ونظامها، فكر في النباتات والشجر والفاكهة والثمر وفي البحر والنهر، فكر في الحيوانات على أشكالها وفي الطيور على أجناسها.

فكر في الإناث والذكور والتوالد على مر الدهور، فكر في الظلام والنور، فكر في الريح والهواء والمطر والماء، فكر في عظمة الليل والنهار والجبال والأحجار والأشجار.

أيها الإنسان إذا طاف عقلك في الكائنات ونظرك في الأرض والسماوات رأيت على صفحاتها قدرة الله الباهرة وامتلأ قلبك بالإيمان بالله وانطلق لسانك بالتنزيه والتعظيم والتسبيح والتهليل وخضعت مشاعرك وجوارحك لسلطان الخالق العظيم والمبدع الحكيم فلا خالق غيره ولا رب سواه.

وصدق الله العظيم: [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ](آل عمران الآية191).

عباد الله الكون كله بمخلوقاته العظيمة وبأحيائه من الإنس والجن والطير وبجماداته من الشجر والحجر والماء والزرع والثمار وعالم الملائكة المسبحة بحمد ربها وغيرها من العوالم التي تدل على عظمة الخالق فتبارك الله أحسن الخالقين.

لقد جاءت آيات القرآن تأخذ المسلم في جولات تعمق الإيمان في النفوس وتزيد اليقين في الصدور أحياناً في آفاق السماء وأخرى في جنبات الأرض وثالثة في مدارات النجوم ورابعة تسبح في عالم البحار تذكر بأعماقها وأسرار خلقها وإبداعها فسبحان الذي خلق ذلك كله وأبدعه.

عباد الله أليس الله جل وعلا هو الذي خلق الْحَبِّ وَالنَّوَى وأخرج الميت من الحي وأخرج الحي من الميت.

أليس خالقنا سبحانه هو الذي فلق الإِصْبَاحِ وجعل الليل ساكناً والشمس والقمر في حسبان واستمعوا إلى ذلك كله في كلمات وجيزة وعبارات بليغة تدل على عظيم صنع الله [إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ](الأنعام الآيتان 95، 96).

عباد الله وتأملوا كيف يُكون الله السحاب ويؤلف المطر ويتجمع البرد في مشهد عجيب وترتيب بديع ينتفع به أقوام ويحرم منه آخرون ويكون عذابا على من شاء الله من المعاندين الجاحدين وصدق الله العظيم: [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ] (النور الآيتان 43، 42).

تفكر أيها الإنسان أليس الله جل وعلا هو الذي يحي الأرض بعد موتها وينبت فيها من الحبوب والثمار ما يكون فيه معاش الخلائق وهم يرون ذلك بأم أعينهم صباح مساء وهي مشاهد واقعية تدل على عظمة الخالق سبحانه قال تعالى: [وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ](يس الآيات33، 34، 35، 36).

أيها الإخوة إن في مخلوقات الله عظة وعبرة لمن تأمل ووقف عندها عوالم كثيرة وأسرار عجيبة ومخلوقات متنوعة فهذا عالم الملائكة بما فيه من أسرار عظيمة وما أناط الله بهم من أعمال كثيرة وكلهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يرون وعالم النحل ومملكته التي تدل على عظيم إبداع الخالق سبحانه وعالم النمل وسائر الطير والحيوان فسبحان من أعطى كل

التفكر في خلق الله - الشيخ عبدالله الطيار

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي يسبح كل شيء بحمده وتخضع جميع المخلوقات لكبريائه وجلاله وعظمته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون وانظروا ماذا في السماوات والأرض وما حولكم من العوالم لتروا فيها بديع صنع الله وعظيم خلقه كيف قامت على أحسن نظام وأدق إحكام فلا إله إلا الله الحكيم العليم تأملوا رحمكم الله كيف أن كل صنعة لها بصانعها ارتباط وهكذا الكون الفسيح العريض فلا يكون مكتوب بلا كاتب ولا مخلوق بلا خالق ولا كلام بلا مخاطب ولا نبات بلا ماء ولا بيت بلا بناء وأعمدة فكل صنعة تدل على صانعها.

أيها الإنسان فكر بالعوالم وأكنافها وأحجامها وأطرافها وتحركها ودورانها وتناسبها ونظامها، فكر في النباتات والشجر والفاكهة والثمر وفي البحر والنهر، فكر في الحيوانات على أشكالها وفي الطيور على أجناسها.

فكر في الإناث والذكور والتوالد على مر الدهور، فكر في الظلام والنور، فكر في الريح والهواء والمطر والماء، فكر في عظمة الليل والنهار والجبال والأحجار والأشجار.

أيها الإنسان إذا طاف عقلك في الكائنات ونظرك في الأرض والسماوات رأيت على صفحاتها قدرة الله الباهرة وامتلأ قلبك بالإيمان بالله وانطلق لسانك بالتنزيه والتعظيم والتسبيح والتهليل وخضعت مشاعرك وجوارحك لسلطان الخالق العظيم والمبدع الحكيم فلا خالق غيره ولا رب سواه.

وصدق الله العظيم: [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ](آل عمران الآية191).

عباد الله الكون كله بمخلوقاته العظيمة وبأحيائه من الإنس والجن والطير وبجماداته من الشجر والحجر والماء والزرع والثمار وعالم الملائكة المسبحة بحمد ربها وغيرها من العوالم التي تدل على عظمة الخالق فتبارك الله أحسن الخالقين.

لقد جاءت آيات القرآن تأخذ المسلم في جولات تعمق الإيمان في النفوس وتزيد اليقين في الصدور أحياناً في آفاق السماء وأخرى في جنبات الأرض وثالثة في مدارات النجوم ورابعة تسبح في عالم البحار تذكر بأعماقها وأسرار خلقها وإبداعها فسبحان الذي خلق ذلك كله وأبدعه.

عباد الله أليس الله جل وعلا هو الذي خلق الْحَبِّ وَالنَّوَى وأخرج الميت من الحي وأخرج الحي من الميت.

أليس خالقنا سبحانه هو الذي فلق الإِصْبَاحِ وجعل الليل ساكناً والشمس والقمر في حسبان واستمعوا إلى ذلك كله في كلمات وجيزة وعبارات بليغة تدل على عظيم صنع الله [إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ](الأنعام الآيتان 95، 96).

عباد الله وتأملوا كيف يُكون الله السحاب ويؤلف المطر ويتجمع البرد في مشهد عجيب وترتيب بديع ينتفع به أقوام ويحرم منه آخرون ويكون عذابا على من شاء الله من المعاندين الجاحدين وصدق الله العظيم: [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ] (النور الآيتان 43، 42).

تفكر أيها الإنسان أليس الله جل وعلا هو الذي يحي الأرض بعد موتها وينبت فيها من الحبوب والثمار ما يكون فيه معاش الخلائق وهم يرون ذلك بأم أعينهم صباح مساء وهي مشاهد واقعية تدل على عظمة الخالق سبحانه قال تعالى: [وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ](يس الآيات33، 34، 35، 36).

أيها الإخوة إن في مخلوقات الله عظة وعبرة لمن تأمل ووقف عندها عوالم كثيرة وأسرار عجيبة ومخلوقات متنوعة فهذا عالم الملائكة بما فيه من أسرار عظيمة وما أناط الله بهم من أعمال كثيرة وكلهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يرون وعالم النحل ومملكته التي تدل على عظيم إبداع الخالق سبحانه وعالم النمل وسائر الطير والحيوان فسبحان من أعطى كل


>>Click here to continue<<

مـنبر الخُـطـباء والـدُعـــاة📚




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)