TG Telegram Group Link
Channel: منبر الخطباء والدعاة
Back to Bottom
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)
أما الذين يعتمدون على قوة الحق فهم أسعد الناس وهم الأصلح والبقاء والخلود والعاقبة الحسنة لهم ، وهم الذين يستندون ويعتمدون على القوة الحقيقية وهي قوة الحق والقيم والدين والأخلاق وبالتالي فهم يستمدون قوتهم من الله الذي من أسمائه الحق قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وقال (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) ، وأنه سبحانه خلق السماوات والأرض والدنيا والآخرة بالحق (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ) (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) ، وأنه جل واعلا جعل الحق قوام هذا الوجود فإذا حاد الوجود عن الحق فسد وهلك قال تعالى ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) ، كما أرسل االله الرسل وأنزل الكتب بالحق قال تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، كما تكفل سبحانه بالنصر للحق وأهله قال تعالى (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) ، (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) بل قضت إرادة الله وحكمته وسننه بأن الباطل لاشك مضمحل خاسر بائر زاهق ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى خسارة وبوار قال تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) ، والحق والخير والصلاح والإحسان أصيلة ثابتة باقية ما بقي هذا الوجود وما بقي رب هذا الوجود قال تعالى (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) ، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ، يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
وهذا الصنف من الناس هم أقوى الناس وهم باقون على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من ناوأهم ولا من خذلهم بل العاقبة والنصر لهم بذلك يحدثنا القرآن والسنة والسيرة والتاريخ والواقع وهي سنة الله الجارية التي لا تتخلف ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا وصدق الله (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) ، (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام : عناصر القوة القائمة على قاعدة الحق ثلاثة : قوة الاعتقاد وقوة الاتحاد وقوة الإعداد ، وتحصيل هذه القوى مطلوب شرعا للنصر في حدود المستطاع والله يقول (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) ، والحق وإن كان أعظم عناصر القوة لكنه لا يغني عن القوة المادية فالحق لا بد له من قوة تحميه ولذلك قال رب العزة والجلال (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ، والنصر حليف أصحاب الحق مهما تحالفت الدنيا في مواجهتهم لكن تجميع طاقات الناس مطلوبة شرعا والله يقول (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) ، وأمتنا تتوق إلى الانتصارات والنجاحات حتى ولو كان نصرا في ميدان الكرة فعلينا أن نأخذ بأمتنا إلى إحراز الانتصارات الحقيقية على أعداء الدين والعقيدة في ميدان المعركة العسكرية والفكرية والأخلاقية ، ومن واجبنا اليوم أن نكون يدا واحدة مع جيشنا وأمننا وقبائلنا المجاهدة ، نكون سندا لهم في مواجهة الحوثي ونحفزهم على الاستنفار والثبات في المواقع والجاهزية القتالية وعدم الالتفات إلى المفاوضات والحلول السلمية فإنها لن تؤتي أكلها ولن تحقق المصالح الوطنية إلا في ظل فاعلية الجبهات فالقوة العسكرية تصنع السلام العادل والشامل والدائم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) وأخيرا ننبه على أن التعبير عن الفرح بالرصاص لا يجوز لما يترتب عليه من إهدار الذخيرة في وقت الحاجة إليها ولما يترتب عليه كذلك من الإضرار بالناس فما حصل يوم الأربعاء أدى إلى عدد من الإصابات التي يتحمل إثمها من فعلها ومن تسبب في ذلك ثم الدعاء والدعوة إلى الجهاد بالمال لصالح كسوة الشتاء للجيش في المواقع عبر مؤسسة وطن ، كما نذكر بحشد الجماهير بعد صلاة الجمعة للوقفة التضامنية مع غزة في الساحة جوار مسجد عذبان في المجمع وأقم الصلاة
💥 #بدائع_الفوائد_بأسباب_رفع_البلاء_والشدائد💥

💥#خطبة_جمعة_قيمة_جدا💥

💥لفضيلة الشيخ المبارك :- 💥

*💥 أبي عبدالله #محمد_بن_علي_بن_حزام_الفضلي حفظه الله 💥*

📢 والتي ألقاها شيخنا المبارك حفظه الله ورعاه في دار الحديث السلفية بإب - حرسها الله وسائر بلاد المسلمين

🍃 في يوم الجمعة الموافق :-

💥الخطبة الأولى💥

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٧٠].

عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا...﴾.
ويقول الله سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
ويقول الله سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾.
ويقول سبحانه: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.
وقال الله جل وعلا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.
ويقول الله جل وعلا: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.

والآيات كثيرة في هذا المعنى، وقد بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وفي غيرها أن الإنسان لا بد أن تمر عليه البلاءات، وتمر عليه الشدائد، فلا بد لكل إنسان أن يبتلى.
هذه سنة من سنن الله الكونية، التي خلق الله عليها العباد، كل إنسان سيبتلى وتصيبه الشدائد، تصيبه الشدائد من الأمراض والأسقام، ومن قلة المعيشة، ومن الفقر والأذى والأعداء، وغير ذلك من الشدائد، التي يقدرها الله عز وجل على العباد.
شيء أراده الله جل وعلا، فما هو واجبك أيها المسلم أمام هذه الشدائد، التي كتبها الله على العباد، فالمؤمن التقي، هذه الشدائد تُحدث له الضراعة، والرجوع إلى الله جل وعلا، والاستكانة والخضوع إلى الله جل وعلا، هذا حال المؤمن يرجع إلى ربه، يستكين لربه، ويتضرع إليه.
قال سبحانه وتعالى عن حال الكافرين أنهم لا تؤثر بهم الشدائد ولا يرجعون إلى الله بضراعة.
قال الله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.
فليس المؤمن حاله كحال الكافرين، المؤمن يرجع إلى الله بالخضوع والضراعة، يرفع يديه إلى الله جل وعلا، ليكشف عنه الضراء، ويجلب له السراء.
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾.

فالمؤمن يرجع إلى الله جل وعلا مستكينًا متضرعًا راجعًا إلى الله، ليكشف عنه البلوى.
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾.
هكذا حال المؤمن ضراعة إلى الله جل وعلا.
قال الله سبحانه: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
فالمؤمن يتضرع لمولاه، يرجع إلى الله خاصًعا ذليلًا مستكينًا رافعًا يديه لمولاه، يرجو منه أن يكشف عنه الضر.
قال الله سبحانه:﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.

هكذا حال المؤمن يرجع إلى الله بالضراعة، يضطر إلى الله جل وعلا، وقد ذم الله الكافرين أنهم لا يرجعون إلى الله بالضراعة.
قال الله سبحانه: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ﴾.
وقال الله جل وعلا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
فالكفار ومن شابههم لا يبالي بما يمسه من البأساء، ويقول هذه تمر على الناس، قد مس آباءنا الضراء والسراء.
قال الله تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
وأما المؤمن فإذا جاءته الشدة، رجع إلى الله، وعلم أن هذا من الله، وأنه هو الذي يكشف البلوى، وهو الذي يغير الأحوال.
﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
قال الله سبحانه: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

فالمؤمن يرجع إلى الله، يرفع يديه لمولاه، يسأله أن يكشف الضر، وسبحانه وتعالى أمره عقب الكاف والنون.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، كم من صاحب حاجة رفع الله حاجته بدعائه وضراعته إلى الله سبحانه وتعالى.
كم من صاحب مرض كشف الله عنه مرضه، بسبب دعائه واستكانته ورجوعه إلى الله.
كم من فقير أغناه الله؟
﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾.
فالله يقلب الأحوال، فعليك أن تتضرع لمولاك، وأن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى.
المؤمن يواجه هذه الشدائد بتحقيق الإيمان والتوحيد والتقوى لله جل وعلا، فهو موحد لله جل وعلا، لا يشرك بالله شيئًا فلا ينزل حاجته بغير الله، ولا يستغيث بغير الله، ولا يسأل غير الله.
"إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ".
يضع حاجته عند الله جل وعلا، الذي يغير الأحوال.
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فالله سبحانه هو الذي يغير أحوال الناس، فعلى المسلم أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى.
﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾
فالمؤمن يواجه الشدائد، بتحقيق التوحيد، بتحقيق التقوى.
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

فالمعاصي سبب لرفع النعم، وسبب ليحل البلاء بالأمم.
فعلى المسلم أن يراقب الله جل وعلا، وأن يحقق التقوى لمولاه. ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.
فالأمر لله جل وعلا، عليك أن تواجه هذا البلاء بتحقيق التوكل على الله جل وعلا.
بصدق اعتماد القلوب على الله.
فإياك أن تقع في الجزع، وإياك أن تقع في الهلع، وعليك بحسن الظن بالله سبحانه، عليك بحسن الظن بالله، وأن تستيقن أن الشدة بعدها الفرج، وأن الكرب بعده فرج، وأن العسر بعده اليسر، قال الله سبحانه: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
فإياك أيها المسلم، إياك أن تسيء الظن بربك، حسن الظن بالله، حسن الظن بمولاك.
قال الله تعالى في الحديث القدسي:  "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي ".

فعليك أيها المسلم أن تحسن الظن بالله، وأن تعتقد أن هذه الشدة، يأتي بعدها الفرج، ما دمت مع الله جل وعلا بتحقيق حسن الظن، وصدق التوكل على الله، والتوكل على الله هو صدق اعتماد القلوب على الله جل وعلا مع بذل الأسباب الشرعية التي أمرنا الله عز وجل بها.

فكن صادق الاعتماد على الله جل وعلا، وإياك أن يصيبك الجزع والسخط على الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يواجه الشدائد، ويواجه البلاء بحسن ظنه بالله، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

انظر إلى هذه الآية، وتدبر هذه الآية، والله قد وعد من توكل عليه أن يكون كافيه، فكن يا أيها المسلم متوكلًا على الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ : تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا ".

رزق الله الوحوش، رزق الله الثعابين، رزق الله الحشرات، رزق الله جميع الخلائق، فكيف تخاف من الرزق؟
قال الله سبحانه: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".
وإجمال الطلب أن تكسب الحلال وأن تبتعد عن الحرام.
"لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها".
إن الأرزاق مكتوبة، كما أن الآجال مكتوبة، لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

والمسلم يواجه البلاء، ويواجه الشدائد بالصبر.
قال الله جل وعلا: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ﴾-أي نحن ملك لله- ﴿قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

هذه هي الهداية أن يكون المسلم صابرًا، يعلم أن هذا شيء مكتوب من الله جل وعلا.
فهذا بلاء لابد منه, ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

فواجه الشدائد أيها المسلم، واجهها بالصبر، اصبر، والصابر لا يتسخط على مولاه، ولا يقول لماذا ابتلانا الله، ولا يقول كيف يبتلينا الله ولا يبتلي غيرنا، ولا يقول لم فعل الله؟
لا يسأل عن شيء مما قدره الله، يواجهه بالصبر والرضا.
كما قال الله سبحانه: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾.
فالله عليم حكيم، والله يبتلي العباد، فيرى من يصبر ومن لا يصبر، فكن من الصابرين أيها المسلم، وواجه هذه الشدائد بالصبر، وإياك والسخط.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، كما في البخاري عن أبي هريرة:
"مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن أنس قال الله تعالى: اإِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ- يعني عَيْنَيْهِ-
 فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن أبي هريرة:
 " مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ".
فمن صبر فله من الأجور، ومن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط فإياك أن تكون ساخطًا، واصبر واحتسب وادع الله جل وعلا، وحسن الظن بمولاك، نسأل الله جل وعلا، أن يجعلنا وإياكم من عباده الصابرين، والحمد لله رب العالمين.


💥 بدائع الفوائد بأسباب رفع البلاء والشدائد.💥
💥الخطبة الثانية💥

الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها الناس: وعلى المسلم أن يواجه البلاء والشدائد بما أمره الله سبحانه وتعالى من الدعاء، والرجوع إلى الله سبحانه.
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
وعليه أن يكثر من الاستغفار، فالاستغفار يغير الأحوال.
قال الله سبحانه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا".
أكثروا من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فما حل بلاء إلا بذنب، فاستغفر الله جل وعلا، قال هود عليه السلام لقومه: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾.
فكن مُكثرًا من الاستغفار، فالله سبحانه وتعالى يرضى عن عباده. قال الله تعالى في الحديث القدسي: "يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ".

وعليك أيها المسلم أن تكون عونًا لأخيك المسلم على رفع البلاء، فمن رفع عن أخيه الشدائد رفع الله عنه شدائد الدنيا والآخرة، وممن فرج عن أخيه كربة، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن نفس على معسر نفس الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة:  " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ؛ نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ؛ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ؛ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
وقال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
فالمسلم يعين أخاه المسلم، لا سيما في حلول الشدائد، ولا تتبين المواقف الصالحة من أصحابها، والمواقف الصادقة من أصحابها إلا إذا حلت الشدائد، إذا حلت الشدائد يتبين بها الأخ الصادق، فيقف مع إخوانه المسلمين.
وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
فكن أيها المسلم مسارعًا في إعانة أخيك المسلم، وذلك مما يدفع الله به عنك الشدائد، إذا رفعت عن أخيك رفع الله عنك، ودفع الله عنك شدائد لا تعلمها، والجزاء من جنس العمل.
﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ﴾.
فإذا رحمت أخاك رحمك الله، وإذا رفقت به رفق الله بك، وإذا كشفت عنه كربًا، فرج الله عنك كربًا أشد.
فيا أيها المسلم تعاون مع أخيك المسلم.
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ  وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ،  تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ".
" الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ".

فعلينا أيها المسلمون أن نواجه الشدائد بالتعاون فيما بيننا.

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾

فكن أيها المسلم معينًا لإخوانك المسلمين، ومن تسبب على المسلمين بهذه الشدائد فإن الله سينتقم منه، من تسبب على المسلمين بالشدائد وغلاء الأسعار، فله من الله السُخط.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه: " مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". 
فعلى المسلمين، على كل مسلم أن يخاف الله أن يكون سببًا في غلاء الأسعار، فلا يجوز للمسلمين أن يتسبب أحدهم في غلاء الأسعار، وهكذا التجار ينبغي لهم أن يتعاونوا مع المسلمين، أن يتعاونوا معهم، ولا يكونوا سببًا في زيادة غلاء الأسعار، بالاحتكار الذي حرمه الله، ولا يجوز ذلك فإن من دخل في أسعار المسلمين ليغليه عليهم، فقد توعده الله بِعُظْمٍ من النار.
فعلى المسلم أن يخاف الله جل وعلا، وأن يراقب الله، أن يراقب الله جل وعلا وألا يكون سببًا في دخول الشدائد على المسلمين. ومن فرج عن المسلمين فرج الله عز وجل عنه.
فكن أيها المسلم عونًا للمسلمين، سواء كنت تاجرًا أو غير تاجر.
كل بقدر ما يستطيع، والله سيتولاك.
قل: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾.

نسأل الله جل وعلا أن يغفر لنا ذنوبنا، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنان والرضوان، ونعوذ بك من سخطك والنيران، اللهم إنا نسألك الجنان والرضوان، ونعوذ بك من سخطك والنيران، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين.
اللهم فرج عن المسلمين في بلادنا، وفي سائر بلاد المسلمين، اللهم فرج عن المسلمين في بلادنا وفي سائر بلاد المسلمين، اللهم عليك باليهود والنصارى والكافرين، اللهم عليك بهم، وبمن يواليهم، وبمن يتعاون معهم على الإسلام والمسلمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك يا قوي يا متين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.
*🖋 #العزة_والتمكين_لهذا_الدين_لا_للكفرة_الملحدين*
*📝خـطبـة مفـرغــة
للشيخ الفاضل / #أبي_مسلم*
*| #عبدالعزيز_المحويتي حفظه الله*

*🕌 ألقيت في #دار_الحديث_ومركز_السلام_العلمي_بمدينة الحديدة_اليمن*

*🗓 بتأريخ ٥ ربيع الآخر ١٤٤٥ هجرية*

*ـ֓҉ऺـ༻❁༻​ ﷽  ༺❁​༺ـ֓҉ऺـ​*

~ *الخطبة الأولى* ~

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

*﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢]*

*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء: ١]*

*﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(٧٠)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١]*

أما بعد:-
فإن أصدق الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

*أيها المسلمون عباد الله:*
آلامٌ وأحزان وأتراحٌ وأسقام، وقتلٌ وقتال، يمر بالأمة الإسلامية، ومع هذا كله فلا نحزن، فالعاقبة للمتقين، والمستقبل لهذا الدين، والمستقبل للإسلام.

*قال الله عز وجل:*
﴿ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ ﴾[آل عمران : ١٣٩]

فمهما طال الظلم، ومهما طال البغي، ومهما طال الذل، فإنه سيضمحل وسينتهي، مهما طال الليل، واشتدَ ظلامه، فإن النهار سيعقبه، فالمستقبل للإسلام.

قال الله عز وجل:
*﴿ بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَـٰطِلِ فَیَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقࣱۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَیۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾[الأنبياء : ١٨]*
فمتى علا الباطل، وكثر أتباعه وكثر أزلامه، فإن مآله إلى الإضمحلال، فإنه مدفوع مدموغ بالحق وأهله، وإن كانوا ضعفاء، فربنا سبحانه وتعالى قال هذه الآية، أعني قوله:
﴿ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ ﴾[آل عمران : ١٣٩]

قالها بعد معركة أُحد، والمسلمون في جراحهم، وقد شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه، من خيرة الرجال والأبطال، منهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه وأرضاه، ومع ذلك قال الله لهم: فلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ

فالعزة والرفعة لهذه الأمة، في جميع أحوالها، في قِلتها وكثرتها، في انتصارها وخسارتها، العزة والتمكين، لهذه الأمة، ولهذا الدين، أيظن اليهود والنصارى، أعداء الإسلام، أعداء الدين اعداء المؤمنين، أعداء الأخلاق، أعداء المروءة، أعداء الإنسانية، أيظن أنهم بظلمهم الغاشم، بظلمهم البائر الاجرامي؛ على إخواننا في غزة، أو على إخواننا في أي مكان، من أماكن المسلمين، أيظنوا أنهم سيمحون الإسلام، أنهم سيمحون الدين، أنهم سيحطمون مقدسات المسلمين، ..لا.. وألف..لا.. لا وألف لا؛ ففجر الإسلام قادم، كقدوم الليل والنهار، فجر الإسلام قادم، كقدوم الليل والنهار.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام، لا تزال طائفةٌ من أمتي، قائمة بأمر الله... لا يضرهم من خذلهم، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله.. وهم ظاهرون على الناس، حتى يأتي أمر الله.. أي تأتي الساعة وهم ظاهرون على الناس..
هذه بشارة .. من الرسول عليه الصلاة والسلام، أن الدين سيبقى، وسيكون له التمكين بإذن الله سبحانه وتعالى، الأمة الإسلامية قد تمرض، لكنها لا تستأصل،، لكنها لا تموت،، بفضل الله سبحانه وتعالى، بفضل الله عز وجل- لا تموت،، قد تصيبها الجراحات، قد تصيبها الأمراض، لكنها لا تموت،، فالمستقبل قادم ..الإسلام قادم والنصر قادم،، فما من نكبة حلت بالأمة الإسلامية،، وما من ظلم حل بالمسلمين، إلا كان قوة وعزة لهم، إلا كان قوة وعزة لهم، وما نزل بهم من بلاء، إلا كان تمحيصًا لما في قلوبهم، وتمييزًا للخبيث من الطيب..

*قال الله سبحانه:*
﴿الۤمۤ(١) أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ(٢) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ ﴾[العنكبوت : ٣]
لقد هجم القرامطة، على المسلمين، في بيت الله الحرام، فذبحوا الطائفين، واستباحوا حرمة البيت الحرام، واقتلع ابو طاهر القرمطي، الحجر الأسود، وجعل يجول في صرح الحرم.. ويقول أين الطير الابابيل؟
أين الحجارة من سجيل؟
واستمر الحجر الأسود، عندهم عشرين سنة، والناس يحجون إلى الحرم، إلى البيت العتيق، بدون حجر أسود، ثم دحرهم الله.. ورد الله الحجر الأسود، وانتصر المسلمون على القرامطة، وهزموهم شر هزيمة، وهجم التتار على المسلمين ببغداد، وقتلوهم واستباحوا حرماتهم، واستمر القتل، أربعين يومًا، حتى سالت شوارع بغداد بالدماء، ثم دحرهم الله، وانتصر المسلمون عليهم، وهزموهم شر هزيمة.

فالنصر قادم بإذن الله.. على الكفرة من اليهود والنصارى.. سمعتم وسمع الجميع، ما حصل ويحصل.. لإخواننا المسلمين في فلسطين، ما يحصل لإخواننا المسلمين في غزة،،
من قتل وتشريد ..
وضرب وتدمير ..
والناس في غفلة، بأي ذنب قُتلت، ما هو الجُرم حتى يفعل بهم ما يفعل ؛؛ ومن أخر الضحايا، ومن أخر الإجرام... اليهودي الأمريكي.. ما حصل في مستشفى المعمداني؛؛ وصار الضحايا بالمئات عياذًا بالله،، فلا نستبطئ فلا نستبطئ نصر الله، ولا نستبطئ عقوبة الله للكافرين، فإنها قادمة ؛؛؛

قال الله عز وجل: ﴿ فَلَا تَعۡجَلۡ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمۡ عَدࣰّا ﴾[مريم : ٨٤]
قال أهل التفسير.. نعدُ سيئاتهم، نعدُ مخالفاتهم، نعدُ منكراتهم، ثم نعاقبهم عليها جميعا، فلا نستخطئ عقوبة الله لليهود والنصارى، والكفار والمشركين، الذين اذاقوا إخواننا الويلات؛؛ وسنة الله عز وجل- أن الباغي إذا زاد في بغيه،، فإن الله عز وجل- يُنزل عليه عقوبته، ينزل عليه عقوبته، سبحانه جل في علاه-
فالله أرحم بهم منا، والله عز وجل- حليم يمهل ولا يهمل جل في علاه..

*أيها المسلمون:*
إليكم هذه البشارات.. من كتاب رب الأرض والسماوات، ومن سيد الأنبياء والمرسلين، تدلنا على أن الإسلام قادم، وأن النصر قادم، وأن المستقبل للإسلام، وأن المستقبل دين الإسلام.

* قال الله سبحانه:*
﴿ یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ(٣٢) هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾[التوبة : ٣٣]

*وقال الله عز وجل:*
﴿ یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ(٨)هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾[الصف : ٩]

*وقال الله عز وجل:*
﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُونَ ﴾[الأنفال : ٣٦]

فمهما انفق الكفار، من أموالهم الطائلة؛؛ لإطفاء نور الله- لإطفاء نور الله عز وجل- لإطفاء دين سبحانه، لأخذ مقدسات المسلمين،، فلن يستطيعوا؛؛
سيغلبون ..
ويدحرون ..
ويدمغون ..
وعندنا يقين، أن الله عز وجل- سيهيئ لهذه الأمة من يرد لها.
عزتها..
ومكانتها..
وشرفها..
وعلو مكانتها..
عندنا يقين وإيمان، كما في كتاب الله - وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وسيحرر القدس- وإن رغمت يهود، وإن رغمت أنوف الكفار..

في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما- قال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ستقاتل اليهود" حتى يختبئ اليهودي، وراء الحجر" ويقول يا عبد الله، إن ورائي يهودي تعال فاقتله،،
الله أكبر يا عبد الله.. ورائي يهودي تعال فاقتله،، وهذا يدل على جبن، وخور وذعر اليهود، أنهم جبناء لا يستطيعون المواجهة..

*كما قال الله:*
﴿ لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ ﴾[الحشر : ١٤]
والواقع خير شاهد بذلك، إنهم يرمون بالصواريخ والمتفجرات،،
على ضعفاء ..
وأرامل..
وأطفال..
وما استطاعوا أن يواجهوا الأبطال؛؛ وما استطاعوا أن يواجهوا في الميدان، لماذا؛؛ لأنهم جبناء،، لأنهم أصحاب خوف وذعر وذل،، وسيأتي اليوم الذي يبادون فيه.. باذن الله سبحانه وتعالى..

في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: النبي صلى الله عليه وسلم- إن الله زوى لي الأرض.. فرأيت مشارقها ومغاربها،،. وإن ملك أمتي وإن أمتي،، سيبلغ ملكها ما زوي لي منها،، وفي هذا بشارة،، أن الإسلام سيسيطر على الكرة الأرضية،، في هذا بشارة،، أن الإسلام سيسيطر على الكرة الأرضية، ويستلزم هذا أن الدين سينتشر في ربوع البلاد كلها،، فلا نيأس فلا نيأس..
وأيضًا في مسند الإمام أحمد من حديث تميم الداري،، رضي الله عنه قال قال- النبي صلى الله عليه وسلم- ليبلغن هذا الأمر.. والله ليبلغن هذا الأمر. ما بلغ الليل والنهار، ما بلغ الليل والنهار، ما ان الله لا يترك بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز، أو ذل ذليل، عزًا يعز الله فيه الإسلام، وذلًا يذل الله به الكفر..

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في البخاري، من حديث خباب بن الأرك.. رضي الله عنه قال قال: عليه الصلاة والسلام- واسمع إلى هذا الحديث، قاله عليه الصلاة والسلام، وهو يطارد وأصحابه مهاجرون،، قال والله ليتمن ليتمن الله هذا الأمر.. يعني الإسلام، يعني الدين.. حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت،، لا يخاف إلا الله،، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون،،
فلا نيأس فاليأس يزيد العدو نشاطا،، وقوة ،، ويزيد اليائس.. يأسًا وقنوطًا وإعراضا - فالله عز وجل- يمهل ولا يهمل - وإذا أخذ فإن أخذه أليمٌ شديد، إن بطش ربك لشديد..

ومن الإحصائيات الأخيرة في أمريكا.. أن الدين الثاني في أمريكا.. هو دين الإسلام.. أن الدين الثاني في أمريكا، هو دين الإسلام.. وهكذا احصائيات في بريطانيا،، وروسيا وغيرها من دول الكفر.. أن الإسلام ينتشر في كل ساعة،، بل هناك احصائيات،، أن الإسلام ينتشر في كل دقيقة.. فلنبشر.. فالإسلام قادم.. والنصر قادم.. والمستقبل لهذا الدين.. لا للكفرة الملحدين..
قلت ما سمعتم.. وأستغفر الله العظيم لي ولكم، من كل ذنب فاستغفروه..

*_الخطبة الثانية_*

الحمد لله.. وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

*أما بعد أيها المؤمنون عباد الله:*
والسؤال الذي يطرح نفسه،، كانت لنا الريادة،، وكانت لنا السيادة،، وستكون ولكن ما السبب،، في ضعف المسلمين؟ في ضعف أهل العقيدة؟ أهل القرآن؟ في ضعف أمة محمد عليه الصلاة والسلام،؟ ما الأمر ؟! ما السبب؟

والجواب..
*في قول الله:*
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ ﴾[الرعد : ١١]

فوالله الذي لا إله إلا هو..إن الأمة غيرت
وانحرفت.. إلا من رحم الله..
نرى انحرافًا في العقيدة..
انحرافًا في الأخلاق..
انحرافًا في العبادة..
انحرافًا في التحاكم إلى القرآن والسنة..
انحرافًا في كثير من قضايا الدين..
فعندما رأى اليهود والنصارى هذا الإنحراف..
استغلوا هذا الضعف..
واستغلوا هذه الفرصة..
بعد أن كانوا تحت أقدام المسلمين..
نحن السبب..
كما جاء في المسند، من حديث ثوبان رضي الله عنه قال قال: النبي صلى الله عليه وسلم- يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق..
كما تداعى الاكلة إلى قصعتها..
فاستغرب الصحابة. الأمم الكافرة.. تستطيع على المسلمين، قالوا أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله،، قال أنتم يومئذٍ كثير ،، ولكنكم غثاء كغثاء السيل،، يوشك أن يقذف الله عز وجل- في قلوبكم الوهن، ويجعل في قلوب عدوكم المهابة،.
ما الأمر..؟!
لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت،، هذا هو السبب,,. فاليهود والنصارى,, استغلوا ضعف المسلمين,, فطبقوا مخططاتهم.. وبثوا سمومهم.. وهكذا..

وهذا مصداق
*قول الله عز وجل:*
﴿ ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۖ ﴾[المائدة : ٨٢]
*وهكذا قال الله:*
﴿ وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ ﴾[البقرة : ١٢٠]
معنى ذلك، أنهم سيستمرون في عداوتهم,, وفي ظلمهم,, وفي بغيهم,, وفي عدوانهم,,
إذا لم يجدوا ردًا، كرد رسول الله صلى الله عليه وسلم- على يهود خيبر,, ويهود بني النظير,, ويهود بني قينقاع,, سيستمرون، طالما لم يجدوا ردًا، كرد ابني عفراء،، عندما سمعوا أبا جهل يسب رسول الله، صلى الله عليه وسلم- قالوا لا نجونا إن نجا، لا نجونا إن نجا،، طالما لم يجدوا ردًا كرد صلاح الدين الأيوبي،، عندما كان الأقصى تحت أيدي الصليبيين،، قال إني لأستحي أن أضحك،، والمسجد الأقصى تحت أيدي الصليبيين..
أبطال "
رجال "
*نعم يا عباد الله..*
فالمسألة.. فالمسألة تحتاج إلى علاج .. والعلاج..
*في قوله تعالى*
إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ. إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ.
*وقال سبحانه:*
﴿وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ ﴾[الحج : ٤٠]
*وقال سبحانه:*
﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ (بشرط) یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ ﴾[النور : ٥٥]
هنا الأمر الذي يفوز به المجاهدون.. وينتصر به المؤمنون.. توحيد الله عز وجل- وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.. والإبتعاد عن المعاصي..
أبشروا بالتمكين..
أبشروا بالنصر..
لكن إذا كانت الأمة.. في معرض عن دين الله.. وعن دين محمد عليه الصلاة والسلام.. فإن الأمم الكافرة،، ستلعب بها كيف ما شاءت،، وكيف ما أرادت،،
فهذا هو الحل الذي به ننتصر.. لا الرجوع إلى الكفار واليهود والنصارى.. وننتظر تقريراتهم.. فاليهود يجتمعون على المسلمين.. اليهود والنصارى.. يجتمعون على أهل الإسلام..
وإلا مع هذه الجرائم.. وهذه الموبقات.. التي تحل بإخواننا في فلسطين..

*أين مجلس (الأمن) ؛؛*
الذي ينبغي أن يسمى..
بمجلس (الفتن)..
مجلس الخوف..
مجلس الذعر..
مجلس الظلم والفجور..
*أين هيئة الأمم المتحدة؛*
التي هي ظالمة جائرة..
*أين من ينادون بالسلام؛*
أهذا هو سلامهم"
رجال يقتلون..
ونساء تنتهك أعراضهن..
وأطفال يبادون..
وبيوت تدمر على أهلها..
واصبحت قبورهم
أهذا هو السلام" الذي ينشدون إليه, اعقل أيها المسلم..
فالكفار لا يأتي منهم خير أبدا.. لا يأتي منهم خير.. نلجأ إلى الله..
ولا ننتصر بكثرة العدد والعدة..
إنما ننتصر بما قام في القلوب..
من الإيمان.. والعمل الصالح..
في غزوة نهر الدم، بقيادة خالد بن الوليد،، رضي الله عنه وأرضاه.. كان عدد المسلمين ثمانية عشر ألفا.. بينما عدد الكفار من الروم.. ما يقارب المئة والخمسين الألف.. النتيجة بانتصار المسلمين.. في معركة اليرموك، كان المسلمون كان المسلمون، ما يقارب ستة وثلاثين ألفا.. بينما الكفار ما يقارب مائتي ألف،، وكانت النتيجة للمسلم بالانتصار.. في معركة ملاذ كردي، بين البيزنطيين والسنادقة من المسلمين.. كان عدد المسلمين. يتراوح بين خمسة عشر ألفا، إلى عشرين ألفا، بينما عدد الكفار يقارب ثلاث مئة ألف،، وكانت النتيجة بانتصار المسلمين.. ماذا عندهم؛ أولئك أعداد هائلة.. لكن أولئك عندهم القوة التي لا تغلب، عندهم الإيمان، عندهم طاعة الرحمن، عندهم اتباع سيد ولد عدنان، صلوات الله وسلامه عليه،، سننتصر بالاجتماع بالاتحاد، بنبذ التفرق والتحزب والشحناء والبغضاء، فالاجتماع قوة،، والفرقة عذاب..
*قال الله:*
وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ
يقول النبي عليه الصلاة والسلام الإجتماع الإجتماع الجماعة رحمة، والفرقة عذاب .

*وربنا سبحانه وتعالى يقول:*
وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟. وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟
*ويقول ربنا:*
﴿وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ ٱللَّه مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ ﴾[الأنفال : ٤٦]

فندعُ المسلمين جميعا حكامًا ومحكومين، إلى التوبة إلى الله، والرجوع الصادق إلى الله،، ولنبشر بالنصر والتمكين، والعزة والتمكين، لهذا الدين، وأيضًا ندعُ المسلمين جميعًا إلى الإلحاح في الدعاء لاخواننا المسلمين في فلسطين، وفي كل مكان، فقضية فلسطين، هي قضية المسلمين أجمع، هي قضية المسلمين كلهم، لا قضية الفلسطينيين فحسب..

*نعم يا عباد الله.*
قد قال النبي عليه الصلاة والسلام، مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له السائر الجسد بالسهر والحمى، فندعُ الله عز وجل لاخواننا الفلسطينيين، خاصة في أوقات الإجابة فالدعاء سلاح فتاك، سلاح فعال، إذا استخدم بصدق وإخلاص..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.. القتال يكون بالدعاء.. كما يكون بالسلاح.. القتال يكون بالدعاء كما يكون بالسلاح.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم- إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم.. بدعائهم وإخلاصهم.. والحديث يحسنه العلامة الألباني، رحمه الله تعالى..

*فما أحوجنا عباد الله:*
إلى أن ندعو بصدق وإخلاص، لإخواننا المسلمين في فلسطين،، أو البوسنة، أو الهرسك أو غير ذلك من بلاد المسلمين.

أسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يجنبنا وإياكم كل سوء ومكروه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، من اليهود والنصارى المعتدين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واغفر اللهم اغفر لنا ذنوبنا واكشف همومنا وغمومنا. واصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.
اللهم اصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.. اللهم أصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.
اللهم اصلح أحوال بلادنا يا ذا الجلال والإكرام.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في وفي كل مكان.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.. اللهم كن لهم مصيرا ومعينا.. اللهم كن لهم نصيرا ومعينا.. اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين.. اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين.. اللهم دمرهم تدميرا.. اللهم اجعل الدائرة عليهم.. اللهم أرنا فيهم يومًا أسودا.. اللهم إنهم قد أرونا بأسهم في إخواننا.. فأرنا اللهم بأسك فيهم.. اللهم أرنا بأسك فيهم..
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.. يا ذا الجلال والإكرام.. يا قوي يا متين..
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
─━━━━━━━━━━━━─
🙋🏽‍♂️♥️
🚨الأمر في قمه الخطر
الأمر في قمه الخطر🚨
🙋🏽‍♂️
يوجد بعض المصلين وأنت تصلي بجانبهم تريد ان تلصق القدمين من اجل تراص الصفوف اثناء الصلاة تتفاجئ وتجده يسحب قدمه، وتشعر انه يريد ان يقف وحده، والذي يصلي على انفراد مع نفسه، والذي يقدم رجل على رجل
🚨 الامر في قمه الخطر🚨

• عَنْ أَبِي مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ
كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ: (اسْتَوُوا، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) رواه مسلم (432)
🙋🏽‍♂️
• عَنْ عَبْدِالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ ﷺ قَالَ: (أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله) صححه الألباني
🙋🏽‍♂️
• عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
(سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ) رواه البخاري (690) ومسلم (433)، وفي رواية للبخاري (723): (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ).
اللَّهُم صَلِّ وسَـلِّم علَى نَبِينَا
םבםב ﷺ🤲🏽
🌺🌹🌸
😊
✋🏻
قصة الشاعر الاعشى بن قيس الذي خسر الدنيا و الاخرة :

الأعشى بن  قيس هو من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية ، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس ،  وكان من اكبر الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، عاش عمرًا طويلًا حتى أدرك الإسلام  و كان شيخاً كبيراً .. فخرج من موطنه باليمامة .. من نجد .. يريد النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة .. راغباً في دخول الإسلام ..

مضى على راحلته .. مشتاقاً للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل كان يسير وهو يردد الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وما زال يقطع الفيافي والقفار..يحمله الشوق  إلى النبي عليه السلام  راغباً في الإسلام .. ونبذ عبادة الأصنام ..

فلما كان قريباً من المدينة..اعترضه بعض المشركين من قريش  فسألهوه عن أمره؟

فأخبرهم أنه جاء يريد لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم ..

فخافوا أن يسلم هذا الشاعر .. فيقوى شأن النبي صلى الله عليه وسلم .. فشاعر واحد وهو حسان بن ثابت قد فعل بهم الأفاعيل .. فكيف لو أسلم شاعر العرب الأعشى بن قيس ..

فقالوا له : الى أين يا أعشى
قال: أردت صاحبكم هذا لأُسْلِمَ
قالوا : يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك ..
قال : بل دينه خير وأقوم ..
قالوا: إنه ينهاك عن خلال، ويحرمها عليك، وكلها لك موافق.
قال: وما هن؟
قال أبو سفيان بن حرب: الزنا.
قال: لقد كبرت و لقد تركني الزنا ، ثم ماذا؟
قال: القمار.
قال: لعلي إن لقيتُه أن أصيب منه عوضًا من القمار، ثم ماذا؟
قال: الربا.
قال: ما دنت ولا ادَّنت.
قال: ثم ماذا؟
قالوا: الخمر.
قال: أوه! أرجع إلى صبابة قد بقيت لي في المهراس فأشربها.

فقال له أبو سفيان: هل لك في خير ممَّا هَمَمْتَ به؟
فقال: وما هو؟

قال أبو سفيان : نحن وما هو الآن في هدنة، فتأخذ مائة من الإبل، وترجع إلى بلدك سنتك هذه، وتنظر ما يصير إليه أمرُنا، فإن ظهرنا عليه كنت قد أخذت خلفًا وإن ظهر علينا أتيتَه.

فوافق الاعشى و قال : ما أكره ذلك.

فقال أبو سفيان: يا معشر قريش، هذا الأعشى واللهِ لئن أتى محمدًا واتبعه ليُضْرِمَنَّ عليكم نيران العرب بشِعْرِه، فاجمعوا له مائة من الإبل. ففعلوا، فأخذها وانطلق إلى بلده،  و ارتد على عقبيه .. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره ..

واستاق الإبل أمامه .. فرحاً بها مستبشراً .. فلما كاد أن يبلغ دياره .. سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات ... فلا امن بمحمد صلى الله عليه و سلم ولا تاجر بالبعير ....

( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ ) ..
*#همسة_نبوية*
٢٩ / *رمضان* / ١٤٤٥هـ

عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قال :
[ كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ ]. رواه البخاري

🔹الأَقِطْ :هو لَبَنٌ مُحَمَّضٌ يُجَمَّدُ حتى يَستحجِر ويُطْبَخ ، أَو يطبخ به.

🔶 *#هداية_الحديث* :
ـ في الحديث بيان للأطعمة التي
كان الصحابة رضوان الله عليهم يخرجونها زكاة فطر عنهم وعن أهليهم.
ـ ما يُخرج من الزكاة يكون من
غالب طعام أهل البلد ، سواء أكان طعامهم الأرز أو التمر ونحو ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 26 رمضان 1445هـ الموافق 6 أبريل 2024م
بعنوان : وداعا رمضان
الخطبة الأولى : الحمد لله خضعت لعظمته الرقاب، وتيسرت بحكمته الأسباب، ولانت لقوته الصِّعاب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه متاب،  سبحانه ما ذُكر اسمه في قليل إلا كثَّره، ولا في همٍّ إلا فرَّجه، ولا في كرب إلا كشفه ولا في عسر إلا يسره ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له، ولا مِثْلَ له، من تكلَّم سمِع نطقه، ومن سكت علِم سرَّه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه ،  وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، اعتز بالله فأعزه، واستنصر بالله فنصره، وتوكل على الله فكفاه ، وتواضع لله فرفعه وشرح صدره، ووضع عنه وزره، ويسر له أمره، ورفع له ذكره، وذلل له رقاب عدوه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان بغفرانك، وجد علينا بعفوك وامتنانك واعتق رقابنا من نيرانك واجعل مآلنا إلى رضوانك ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته وحسن الختام لهذه الفريضة ، والثبات على الطاعات حتى الممات عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أما بعد:فيا أيها المؤمنون الكرام كنا نقول: أهلًا رمضان، ثم مهلًا رمضان، والآن نقول: وداعًا رمضان:
رمضان طِبتَ مباركًا مقبولًا  ... ‏ما لي أراك على الفراق عَجُولا
وداعًا رمضان: فقد بكت العيون على الفراق، كنت ضيفًا حلَّ بعد اشتياق، ضيفًا مليئًا بفضائل الأخلاق؛ صيامٍ وقيام وتسابق في الإنفاق ، كنت بركةً في الأعمار والأرزاق، وضيفًا كريما طيب الأعراق.
 وداعًا رمضان: فقد رحلتَ بروحانية التراويح ، وخشوع التهجد ، وتلاوة القرآن ، ونقاء النفوس، ومائدة الإفطار، وبركة الأسحار، وحديث القلوب، يا ألله! ما أروعك يا رمضان! وما أسرعك يا شهر القرآن!
 وداعًا رمضان: نودِّعك ونحن نعلم أن الصوم لن ينتهي، والقرآن لن يرحل، والمساجد لن تُغلَق، والاستجابة لن تتوقف، والأجر - بإذن الله - لن ينقطع، لكن شتان بين روحانياتك وبقية العام.
وداعًا رمضان: فقد كنتَ خيرَ جليس، وأحبَّ أنيس، كنت عونًا لنا على الطاعة، وتربية لنا على القناعة، وزادًا لنا إلى قيام الساعة.
 وداعًا رمضان: فقد تركتنا بين قارئ وصائم، ومتصدق وقائم، وواصل وغانم، ومعتمر وراحم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.
 وداعًا رمضان: تركتنا والمساجد تعمر، والآيات تُذكَر، والقلوب تُجبَر، والذنوب تُغفَر، كنت للمتقين روضًا وأنسًا، وللعاصين قيدًا وحبسًا، أي شهر رمضان، تمهَّل، لا تُحزِنِ الصائمين، تمهَّل؛ ألَا تسمع أنين العاشقين، وآهات المحبين.
 وداعًا رمضان: نراك تُلَمْلِمُ حقائبك، وترفع أشياءك، وتتهيأ للرحيل، بعد أن كنت ترطب القلوب، وتثلج الصدور، وتُهذِّب النفوس، وتُغذِّي الأرواح.
 وداعًا رمضان : طوبي لمن أحسن وفادتك، وهنيئًا لمن أكرم زيارتك، وبشرى لمن أجمل ضيافتك، ويا خسران من رحلت عنهم وأنت تحمل لهم أسوأ الذكريات، علاوة على الذنوب والسيئات.
 وداعًا رمضان: فقد علمتنا أنه لا قيمة إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوز إلا بالطاعة، ولا ينال الدرجات العلا إلا رجل مجاهد ينصر العقيدة، ويحمي الحق، ويجابه الباطل، إذا قرئ عليه القرآن يستمع، وإذا نُودِيَ بالإيمان يلبي: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ ، ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
وداعًا رمضان: رغم أننا نعلم أنك ستعود في كل عام وفي نفس الموعد، لكن الذي لا نعرفه، هل سنكون في استقبالك، أو ستنقطع الأسباب، ونفارق الأحباب، ويوارينا التراب؟
 فماذا علينا الآن ونحن نودِّع شهر رمضان؟ ودِّعوا رمضانَ بمثل ما استقبلتموه بالطاعة والإيمان،
والبر والإحسان، والتوبة والغفران ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ ، وهي قصة امرأة اسمها رابطة وتلقب بخرقاء مكة عاشت في زمن ما قبل الإسلام كانت تسكن بالجعرانة بين مكة والطائف، كانت تجمع كل يوم مجموعة من الجواري والعاملات لديها، تأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشَّعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار، وانتهَيْنَ من أداء عملهن في الغزل، أمرتهن بنقض غزلهن ، وإفساده ، وإرجاعه أنكاثًا، على أن يقُمْنَ بغزله مجددًا في
اليوم التالي وهكذا ؛ فلا تكونوا مثل هذه الحمقاء، تعودون للمعصية بعد الطاعة، وللهجر بعد الوصل، وللإمساك بعد الإنفاق، ولا تكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾.
 عباد الله: إن من أعظم الجُرم أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسرًا، وبعد الطاعة إلى المعصية راكضًا، وبعد البذل ممسكًا، وبعد تلاوة القرآن هاجرًا، وبعد صلة الأرحام قاطعًا، وبعد برِّ الوالدين عاقًّا ومانعًا. وإن من أكبر خسران العبد أن يبدِّدَ المكاسب التي يسَّرها الله عز وجل له في هذا الشهر الكريم، وأن يرتد بعد الإقبال مدبرًا، وبعد المسارعة إلى الخيرات هاجرًا، وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات مُعرِضًا، فإن هذه الأمور لَتدل على أن القلوب لم تحيَ حياة كاملة بالإيمان، ولم يتلألأ نورها بنور القرآن، وأن النفوس لم تذُقْ حلاوة الطاعة والغفران، وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفًا، وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهنًا.
غدًا تُوفَّى النفوس ما كسبت  ... ويحصد الزارعون ما زرعوا 
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم  ... وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا
 ربُّ شوال هو رب رمضان، هو رب الشهور كلها، فمن كان يعبد رمضان، فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت.
 إخوة الإسلام عباد الله: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه يركِّز على إذكاء روح المداومة في العبادة، وفي الأعمال التي يعود نفعها على المرء في الدنيا والآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه:  أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قلَّ)، فودِّعوا رمضان بالاستمرار في الصيام
 ودِّعوا رمضان بالحفاظ على الصلاة ، فهي مناط الفلاح، وطريق النجاح، والفاصل بين الإيمان والكفر، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
 ودِّعوا رمضان بالاستمرار في البذل والإنفاق: فقد كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان  
عباد الله: إن شهر رمضان قد آذن بالرحيل، ولم يبقَ منه إلا القليل، فمن أحسن ، فعليه التمام، ومن فرط فليتدارك فيما بقِيَ من الليالي اليسيرة والأيام ولا زال فيها فرص ترجا فكم من ليلة قرب وعبادة وتوبة يكتب لصاحبها الفوز والفلاح إلى يوم القيامة ، فاستودعوا رمضان عملًا صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلَّام،  قال الحسن البصري رحمه الله : "إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخَلْقِهِ، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون". فتحققوا بالثبات على الطاعات والمسارعة إلى الخيرات والاستقامة على فعل المأمورات وترك المحظورات واجتناب الشبهات والتنافس في المبرات وبذلك أمرنا الله في قوله (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) وقوله (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ، وقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أحمعين أما بعد فإن من أهم مراسيم الختام لشهر الصيام والقيام والقرآن أن نتواصى بمواصلة الطاعات والحفاظ على الحسنات والبعد عن المعاصي والسيئات (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
كما نذكر بفريضة زكاة الفطر والتي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ، فعجلوا بأدائها قبل فوات أوانها ، وهي صاع من غالب قوت الناس من البر أو الدقيق أو الأرز أو قيمتها يخرجها رب الأسرة عن نفسه وعمن تجب عليه نفقته من الصغار والكبار والذكور والإناث رفقا بالفقراء والمساكين وفي الحديث ( اغنوهم في هذا اليوم )
كما نتواصى بختام الفريضة بالتكبير والتحميد والتهليل شكرا لله على نعمة الدين والتوفيق والهداية لقول الله (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
كما نذكر بواجب التفقد للأقارب المحتاجين وأسر الشهداء والمعتقلين وأسر المرابطين والجرحى فذلك واجب المجتمع تجاه المجاهدين الذين يضحون من أجل دينهم ووطنهم وفي الحديث (ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزى )
ثم من واجبنا أن نقف مع المجاهدين في غزة وفي كل أنحاء فلسطين فهم يقومون بواجب الأمة في الدفاع عن الأقصى وعن البقاع المقدسة نقف معهم بأموالنا ودعائنا ودعمنا المالي والسياسي والإعلامي ومن ضمن الدعم الواجب القيام به تفعيل المقاطعة للبضائع التي تعود على الكيان الصهيوني بمردود اقتصادي سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهنالك مبادرة شبابية صداها واضح في عدد من البلدان العربية والإسلامية فلنتفاعل معها براءة للذمة وقياما بالممكن ، والآثار الاقتصادية السلبية لا شك مؤثرة على العدو وسياساته ، كما ندعوكم اليوم للمشارك في الوقفة التضامنية مع غزة بعد صلاة الجمعة في ساحة مسجد عذبان في المجمع وذلك كله جهاد في سبيل الله
كما نوجه نفقاتنا المالية هذا اليوم لصالح الحلقات القرآنية عبر جمعية المعرفة العلمية فقد أحسنت في تبني عدد من الحلقات القرآنية في مخيمات النازحين وثمارها ظاهرة واضحة وفي الحديث (خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
ثم الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأقم الصل
🧠 @sensibly مـتع ذهـنك


@Behappe أرح قلبك اللطيف حبيبي


@ragi3 خواطر حزن وعتاب

@Almajdhospital1 مستشفى المجد
@SenareoHayah98 سيناريو حياة

@realestates12 عقارات صنعاء
@ACC_4527 خربشات محاسب
@wealth21 صناع الثراء الصحي

@Gooodt سيسألكِ الله عني
@hala7777 وظائف للنساء
@hrooof2020 حرووف

@Sdwegs حنين الروح
@x6b5x مطبخ الربيع
@see7753 مسجات

٢
@kull_yawm_suna خواطر
@agaratyemen سوق اليمن
@syriaaa77 طوق الياسمين

@Gif_phy متحركات ساخره
@SabaTechnology برامج

@sofaraa السعاده الزوجيه
@anteshke انت عشقي

@oldsyria بنت سوريا
@tireef جديداليمن
@httpv برامـج

٣
@WAFA009977 احاسيس مبعثره
@alkhataba2016 منبرالخطباء
@Hamsat3ghram همسةغرام

@Saronh_8 للجنة من يرافقني
@atealcom وظائف سعودية

@Raohaniat غذاء الروح
@fa969529 بوح الكلام
@rowred الادب العالمي

@bamrne بيسيات غزل
@Dinfo معلومات طبيه

@kunnAnt كن أنت
@khwateir خواطر
@Ggirlss بنات

٤
@mahdey20000 قصص وخواطر
@Tarigh_alsaade کلمات ثقافیه
@lmam1234567 مشآعرمبعثره
@android008 برامج اندرويد

@anasheed7 تهكيرالعاب
@Kisasb قصص وروايات
@Hooms_s حبك إدمان
@dhkeoh تموت ضحكـ

@telcool اروع ماقيل
@thekri1 حياة الروح
@nukat19 نكـت

٥
@vocabulary4arab تعلم الانجليزيه
@mgahdwon10 كلام من القلب
@Arabicpoetry111 بيت القصيد

@AIArabiya_BrK العربيةعاجل
@Ghrworld غرائب من العالم

@khawaterw دراماتركيه
@sorh_1 صور رومنسيه

٦
@khwaterKlamRage خواطراسلاميه
@TeleCoin_Two الربح من الانترنت
@doyoulik324 هل تعلم ومعلومات

@horror_novel قـصص وروايات
@TMSecrets اسرارتيليجرام
@googl_4 تطبيقات
@Noooookt نكت

٧
@Hadeelsae مقالات تنمية بشرية
@Wahih2017 شعرالاصدقاء
@qasah كل يوم قصه

٨
@Yemen_Books كتب مدفوعة
@elmatb4welgmal الجمال
@New_m3lomat معلومات
@telhdth تنميه بشريه

٩
@alsaada رسائل واتسآب وتليجرام
@Accountings1 محاسبه أ+ب
@stickers101 اجمل تصاميم

@hhhhhh100 نكت حصريه
@grammars اللغه العربيه
@ssaa231 عالم الكبرياء

١٠
@proappsea تطبيقات مهكرة
@alhilal2020 الوسم للشيلات
@Dr_Ab_FQ د.ابراهيم الفقي

١١
@Accounting2books كتب محاسبة
@connieanty5 اهتمي ببشرتك
@carto0on مسلسلات كرتون

@USDT_2022 عالم البيتكوين
@azkary1 ادعـيه + اذكـار
@ARAA8 منبع الخواطر
@eoaud ٲَنآقة خَوآطِر
@telyou تطويرالذات

١٤
@nukat_New نكت ومقالب
@shaa6r ❥أعذب الحب
@Karkaar 2020 نكت
@ffsaaw ادعيه واذكار

٢٠
@AQTPS007 صور وفديوهات
@F15FF1 شيلات ابوحنظله
@tlgrm_ar روابط تيليجرام
@my_chosen مما راق لي

42 @Behappe مستوى مشاعر جميله
55 @sensibly حقائق صادمه ومعلومات


خلفيات ومقاطع جديده وحصريه 📺 وشوي قصيد😍
https://hottg.com/+4EDls0_fF3EyZDhk

🔊
@tarq3 لزيادة متابعين
HTML Embed Code:
2024/04/26 23:37:37
Back to Top