TG Telegram Group & Channel
منبر الخطباء والدعاة | United States America (US)
Create: Update:

اللهم إنا نسألك التوفيق والسداد اللهم اعمر أوقاتنا بذكرك وشكرك وحسن عبادتك ووفقنا لكل خير.














الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه, وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وإخوانه.
أما بعد:
فيا أيها الناس إنه لا بد من محاسبة الأنفس ولومها على تقصيرها فالمؤمن اللبيب والرجل العاقل هو الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب , فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن ,فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ,فإن أهل الدنيا من أهل الأموال و التجارات يحاسبون أنفسهم على تقصيرهم في باب المكاسب ويندمون إذا حصل فيها نقص غاية الندم , ويخصصون أوقاتا للحساب كل يوم من ليلٍ أو نهار , بل ويجعلون في رأس كل سنة حصرا لتجاراتهم لمعرفة ماذا قدموا وماذا أخروا وماذا كسبوا وكم خسروا ليتداركوا ما فاتهم ويعوضوا ما خسروا ,أليس من باب أولى أن يحاسب العبد نفسه على تجارة الآخرة التي فيها الفوز السرمدي والنجاة من العذاب الأبدي ؟فلماذا ما يجعل العبد لنفسه ساعة كل يوم يحاسب نفسه فيها ماذا قدم وماذا أخر؟فإن عمل خيرا سأل الله الإخلاص والقبول وإن عمل شرا استغفر وتاب وأصلح ما أفسد .
فإنه ما من عبد إلا وسيحاسب على الصغير والكبير وعلى النقير والقطمير فالمؤمن يحاسب الحساب اليسير والكافر يحاسب الحساب العسير قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِه * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا}[الانشقاق:7-12]
فأين لوم النفس على تقصيرها وتدارك ما فات بإصلاح العمل؟,فإن كل نفس تأتي يوم القيامة تلوم صاحبها, والله سبحانه وتعالى أقسم بالنفس اللوامة لكثرة لومها لصاحبها يوم القيامة فإن كان صاحبها مقصرا تلومه على التقصير وإن كان صالحا تلومه على عدم الإكثار من الخير قال تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة } [القيامة: 1].
قال المفسر السعدي رحمه الله: وهي جميع النفوس الخيرة والفاجرة، سميت {لوامة} لكثرة ترددها وتلومها وعدم ثبوتها على حالة من أحوالها، ولأنها عند الموت تلوم صاحبها على ما عملت ، بل نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه، من تفريط أو تقصير في حق من الحقوق. اهـ
وقال المفسر البغوي رحمه الله:أي: تَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ وَتَقُولُ لَوْ فَعَلْتُ وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَلُومُ نَفْسَهَا، إِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ خَيْرًا قَالَتْ: هَلَّا ازْدَدْتُ، وَإِنْ عملت شرا قالت: لَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلْ. قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ النَّفْسُ الْمُؤْمِنَةُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ وَالله مَا تَرَاهُ إِلَّا يَلُومُ نَفْسَهُ مَا أَرَدْتُ بِكَلَامِي مَا أَرَدْتُ بِأَكْلَتِي وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَمْضِي قُدُمًا لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ ولا يعاتبها. قال مُقَاتِلٌ: هِيَ النَّفْسُ الْكَافِرَةُ تَلُومُ نَفْسَهَا فِي الْآخِرَةِ عَلَى مَا فَرَّطَتْ فِي أَمْرِ الله فِي الدُّنْيَا.اهـ
وقال المفسر ابن كثيررحمه الله بعد أن ذكر نحوا من هذه الأقوال: قَالَ ابْنُ جَرِير الطبريٍ: وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُتَقَارِبَةُ المعْنَى، الْأَشْبَهُ بِظَاهِرِ التَّنْزِيلِ أَنَّهَا الَّتِي تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَتَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ. هذه هي النفس اللوامة وبقي قسمان في الأنفس وهما النفس الامارة بالسوء والنفس المطمئنة ولا تعارض فإن نفس المؤمن مطمئنة ولوامة فأما النفس الأمارة بالسوء فهي التي تأمر صاحبها بالسوء والمعاصي.اهـ
وقال السعدي رحمه الله في قوله تعالى: { إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان. اهـ.
قال تعالى عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم}[يوسف:53]
وأما النفس المطمئنة فهي النفس التي اطمأنت بربها وسكنت بحبه وصدَّقت بوعده وارتاحت بجانبه وآمنت بدينه وانقادت لشرعه ورضيت بأقداره وفازت بثوابه وجنته قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة }[الفجر:27-28].

اللهم إنا نسألك التوفيق والسداد اللهم اعمر أوقاتنا بذكرك وشكرك وحسن عبادتك ووفقنا لكل خير.














الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه, وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وإخوانه.
أما بعد:
فيا أيها الناس إنه لا بد من محاسبة الأنفس ولومها على تقصيرها فالمؤمن اللبيب والرجل العاقل هو الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب , فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن ,فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ,فإن أهل الدنيا من أهل الأموال و التجارات يحاسبون أنفسهم على تقصيرهم في باب المكاسب ويندمون إذا حصل فيها نقص غاية الندم , ويخصصون أوقاتا للحساب كل يوم من ليلٍ أو نهار , بل ويجعلون في رأس كل سنة حصرا لتجاراتهم لمعرفة ماذا قدموا وماذا أخروا وماذا كسبوا وكم خسروا ليتداركوا ما فاتهم ويعوضوا ما خسروا ,أليس من باب أولى أن يحاسب العبد نفسه على تجارة الآخرة التي فيها الفوز السرمدي والنجاة من العذاب الأبدي ؟فلماذا ما يجعل العبد لنفسه ساعة كل يوم يحاسب نفسه فيها ماذا قدم وماذا أخر؟فإن عمل خيرا سأل الله الإخلاص والقبول وإن عمل شرا استغفر وتاب وأصلح ما أفسد .
فإنه ما من عبد إلا وسيحاسب على الصغير والكبير وعلى النقير والقطمير فالمؤمن يحاسب الحساب اليسير والكافر يحاسب الحساب العسير قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِه * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا}[الانشقاق:7-12]
فأين لوم النفس على تقصيرها وتدارك ما فات بإصلاح العمل؟,فإن كل نفس تأتي يوم القيامة تلوم صاحبها, والله سبحانه وتعالى أقسم بالنفس اللوامة لكثرة لومها لصاحبها يوم القيامة فإن كان صاحبها مقصرا تلومه على التقصير وإن كان صالحا تلومه على عدم الإكثار من الخير قال تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة } [القيامة: 1].
قال المفسر السعدي رحمه الله: وهي جميع النفوس الخيرة والفاجرة، سميت {لوامة} لكثرة ترددها وتلومها وعدم ثبوتها على حالة من أحوالها، ولأنها عند الموت تلوم صاحبها على ما عملت ، بل نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه، من تفريط أو تقصير في حق من الحقوق. اهـ
وقال المفسر البغوي رحمه الله:أي: تَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ وَتَقُولُ لَوْ فَعَلْتُ وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَلُومُ نَفْسَهَا، إِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ خَيْرًا قَالَتْ: هَلَّا ازْدَدْتُ، وَإِنْ عملت شرا قالت: لَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلْ. قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ النَّفْسُ الْمُؤْمِنَةُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ وَالله مَا تَرَاهُ إِلَّا يَلُومُ نَفْسَهُ مَا أَرَدْتُ بِكَلَامِي مَا أَرَدْتُ بِأَكْلَتِي وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَمْضِي قُدُمًا لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ ولا يعاتبها. قال مُقَاتِلٌ: هِيَ النَّفْسُ الْكَافِرَةُ تَلُومُ نَفْسَهَا فِي الْآخِرَةِ عَلَى مَا فَرَّطَتْ فِي أَمْرِ الله فِي الدُّنْيَا.اهـ
وقال المفسر ابن كثيررحمه الله بعد أن ذكر نحوا من هذه الأقوال: قَالَ ابْنُ جَرِير الطبريٍ: وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُتَقَارِبَةُ المعْنَى، الْأَشْبَهُ بِظَاهِرِ التَّنْزِيلِ أَنَّهَا الَّتِي تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَتَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ. هذه هي النفس اللوامة وبقي قسمان في الأنفس وهما النفس الامارة بالسوء والنفس المطمئنة ولا تعارض فإن نفس المؤمن مطمئنة ولوامة فأما النفس الأمارة بالسوء فهي التي تأمر صاحبها بالسوء والمعاصي.اهـ
وقال السعدي رحمه الله في قوله تعالى: { إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان. اهـ.
قال تعالى عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم}[يوسف:53]
وأما النفس المطمئنة فهي النفس التي اطمأنت بربها وسكنت بحبه وصدَّقت بوعده وارتاحت بجانبه وآمنت بدينه وانقادت لشرعه ورضيت بأقداره وفازت بثوابه وجنته قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة }[الفجر:27-28].


>>Click here to continue<<

منبر الخطباء والدعاة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)