TG Telegram Group & Channel
منبر الخطباء والدعاة | United States America (US)
Create: Update:

وقوله كالجمعة أي: كالأسبوع ,وقوله كالضرمة بالنار أي: كاحتراق السعفة.
ومن علامات قرب قيام الساعة كثرة الفتن ورفع العلم وكثرة القتل ففي الصحيحين عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ» قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ».
والشح هو البخل.
الشاهدمن هذا, كيف نستقبل ما بقي من أعمارنا في هذا الزمان؟ ونحن سائرون إلى الله ومسافرون إلى الدار الآخرة وكل يوم ونحن نقترب من الآخرة ونبتعد من الدنيا .
عباد الله: أعمالنا قليلة وأعمارنا قصيرة وآجالنا قريبة وآمالنا طويلة وأسفارنا بعيدة...
فما المخرج؟ ليس لنا إلا مخرج واحد ألا وهو العودة إلى الله سبحانه وتعالى واغتنام ما بقي من أعمارنا في طاعة الله وشكره وحسن عبادته وذكره,ومحاسبة أنفسنا على مافرطنا ومداركة ذلك بالتوبة النصوح.
فاغتنموا هذه اللحظات والساعات وما بقي من الأيام والسنوات بطاعة رب الأرض والسماوات والابتعاد عن المعاصي والبدع والمحدثات ,فإن الدنيا أيام قلائل لا تساوي شيئا أمام الآخرة, فإن المفرطين يأتون يوم القيامة يقسمون الأيمان المؤكدة بأنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا الساعات المعدودة كما قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون}[الروم:55]
وقال سبحانه: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِين * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّين * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُون }[المؤمنون:112-114]
أي وإن لبثتم فيها مئات السنين ـ على تقدير ذلك ـ فهي قليلة بمقابل الآخرة وكما قيل: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة.
وقال سبحانه: { وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون} [الحج:47]
قال ابن كثير: أي: هو تعالى لا يَعجَل، فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حكمه، لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء، وإن أجَّلَ وأنظَر وأملى؛ ولهذا قال بعد هذا: { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ }اهـ .
وقال تعالى: {تَعْرُجُ الملاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }[المعارج:4-6]
فهذا اليوم هو يوم القيامة ـ على الصحيح ـ بدلالة سياق الآيات, ومقداره خمسون ألف سنة.
فكل هذه الآيات تدل على طول الآخرة وقصر الدنيا وحقارتها ,فاجعل أملك بالآخرة ولا تجعله بالدنيا فإن الدنيا قصيرة وعمر الإنسان فيها أقصر, فاجعل هذا العمر القصير ذخرا للعمر الطويل الذي لا نهاية له ,فقد روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ".
فانظر واعقل ,فإن عمر الإنسان في الدنيا مابين الستين إلى السبعين ,لكنه في الآخرة مخلد في الجنة أو النار,فمن عمل قليلا أجر كثيرا ومن فرط في القليل خسر الخسران المبين نسأل الله العافية والسلامة.
ومع كون العمر قصيرا لكن بإمكان العبد أن يتذكر فيه ويعبد الله ويغتنمه بالباقيات الصالحات ليفوز بجنةٍ عرضها الأرض والسموات .
قال الله تعالى: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ }[فاطر:37]
فمن ضيع عمره في اللهو واللعب فلا عذر له ,لا سيما من بلغ الستين من عمره وهو لا يزال في لهوه وغفلته.
فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ الله إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» أي :زال عنه العذر فلا عذر له إن لقي الله بعيدا عن طاعته وقد أمده بهذا العمر .
وهكذا كل مكلف يلقى الله بعيدا عن دينه فلا عذر له وإن كان شابا لكن يتأكد في حق الشيخ الكبير أكثر, فطوبى لمن قضى عمره في طاعة الرحمن, وخاب وخسر من ضيع وقته في اللهو واللعب والعصيان.
قال ابن القيم رحمه الله: من لم يجعل وقته كله لله فالموت خيره له من الحياة. اهـ
وقال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: الفوت أشد من الموت.اهـ

وقوله كالجمعة أي: كالأسبوع ,وقوله كالضرمة بالنار أي: كاحتراق السعفة.
ومن علامات قرب قيام الساعة كثرة الفتن ورفع العلم وكثرة القتل ففي الصحيحين عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ» قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ».
والشح هو البخل.
الشاهدمن هذا, كيف نستقبل ما بقي من أعمارنا في هذا الزمان؟ ونحن سائرون إلى الله ومسافرون إلى الدار الآخرة وكل يوم ونحن نقترب من الآخرة ونبتعد من الدنيا .
عباد الله: أعمالنا قليلة وأعمارنا قصيرة وآجالنا قريبة وآمالنا طويلة وأسفارنا بعيدة...
فما المخرج؟ ليس لنا إلا مخرج واحد ألا وهو العودة إلى الله سبحانه وتعالى واغتنام ما بقي من أعمارنا في طاعة الله وشكره وحسن عبادته وذكره,ومحاسبة أنفسنا على مافرطنا ومداركة ذلك بالتوبة النصوح.
فاغتنموا هذه اللحظات والساعات وما بقي من الأيام والسنوات بطاعة رب الأرض والسماوات والابتعاد عن المعاصي والبدع والمحدثات ,فإن الدنيا أيام قلائل لا تساوي شيئا أمام الآخرة, فإن المفرطين يأتون يوم القيامة يقسمون الأيمان المؤكدة بأنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا الساعات المعدودة كما قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون}[الروم:55]
وقال سبحانه: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِين * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّين * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُون }[المؤمنون:112-114]
أي وإن لبثتم فيها مئات السنين ـ على تقدير ذلك ـ فهي قليلة بمقابل الآخرة وكما قيل: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة.
وقال سبحانه: { وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون} [الحج:47]
قال ابن كثير: أي: هو تعالى لا يَعجَل، فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حكمه، لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء، وإن أجَّلَ وأنظَر وأملى؛ ولهذا قال بعد هذا: { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ }اهـ .
وقال تعالى: {تَعْرُجُ الملاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }[المعارج:4-6]
فهذا اليوم هو يوم القيامة ـ على الصحيح ـ بدلالة سياق الآيات, ومقداره خمسون ألف سنة.
فكل هذه الآيات تدل على طول الآخرة وقصر الدنيا وحقارتها ,فاجعل أملك بالآخرة ولا تجعله بالدنيا فإن الدنيا قصيرة وعمر الإنسان فيها أقصر, فاجعل هذا العمر القصير ذخرا للعمر الطويل الذي لا نهاية له ,فقد روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ".
فانظر واعقل ,فإن عمر الإنسان في الدنيا مابين الستين إلى السبعين ,لكنه في الآخرة مخلد في الجنة أو النار,فمن عمل قليلا أجر كثيرا ومن فرط في القليل خسر الخسران المبين نسأل الله العافية والسلامة.
ومع كون العمر قصيرا لكن بإمكان العبد أن يتذكر فيه ويعبد الله ويغتنمه بالباقيات الصالحات ليفوز بجنةٍ عرضها الأرض والسموات .
قال الله تعالى: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ }[فاطر:37]
فمن ضيع عمره في اللهو واللعب فلا عذر له ,لا سيما من بلغ الستين من عمره وهو لا يزال في لهوه وغفلته.
فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ الله إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» أي :زال عنه العذر فلا عذر له إن لقي الله بعيدا عن طاعته وقد أمده بهذا العمر .
وهكذا كل مكلف يلقى الله بعيدا عن دينه فلا عذر له وإن كان شابا لكن يتأكد في حق الشيخ الكبير أكثر, فطوبى لمن قضى عمره في طاعة الرحمن, وخاب وخسر من ضيع وقته في اللهو واللعب والعصيان.
قال ابن القيم رحمه الله: من لم يجعل وقته كله لله فالموت خيره له من الحياة. اهـ
وقال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: الفوت أشد من الموت.اهـ


>>Click here to continue<<

منبر الخطباء والدعاة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)