هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يُؤْذِي الْجِيرَانَ؟!
هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يَتَعَامَلُ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ؟!
هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يَتَعَامَلُ بِنَهْبِ أَمْوَالِ الْيَتَامَى؟!
هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يَتَعَامَلُ بِمَنْعِ النِّسَاءِ مِنْ الْمِيرَاثِ؟!
هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يَظْلِمُونَ النَّاسَ بِإِلْقَاءِ السِّحْرِ وَالتَّنْجِيمِ لَهُمْ؟!
هَلْ تَذْكُرُ الْمَوْتَ مَنْ يَظْلِمُونَ الْخَلْقَ؟!
لَوْ تَذَكَّرَ هَؤُلَاءِ الْمَوْتَ. لَمَا أَقْبَلُوا عَلَى الْمُنْكَرَاتِ وَالْمَعَاصي، فَلْيَكُنْ فِي حُسْبَانِكَ الْمَوْتُ، وَلَا تَعِشْ عِيشَةٌ بَعِيدَةٌ عَنْ تَذَكُّرِ الْمَوْتِ،
﴿ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ﴾[المؤمنون : ٩٩]
هَذِهِ أَمْنِيَّةٌ فِي الْكِبَارِ، وَأَمْنِيَّةِ التُّجَّارِ، وَأَمْنِيَّةُ الشَّبَابِ، وَأَمْنِيَّةِ أَهْلِ الْخَيْرِ، وَأَمْنِيَّةُ أَهْلِ الصَّلَاحِ، أَنَّهُ إِذَا عَايَنَ الْمَوْتَ تَمَنَّى لَوْ تَزَوَّدَ مِنْ الْعَمَلِ.
وَأَنَا لَكَ أَنْ تَعُودَ، وَقَدْ مَضَتْ أَيَّامُكَ الَّتِي كُتِبْتَ لَكَ، وَسَاعَاتُكَ الَّتِي مَشَتْ عَلَيْكَ.
أَمَّا أَمْوَالُكَ فَيَقْتَسِمُهَا الْأَوْلَادُ، وَيَقْتَسِمُهَا أَهْلُ الْمِيرَاثِ، ...وَتَخْرُجُ مِنْ الدُّنْيَا بِالْكُفْن الْأَبْيَضِ... لَا تَمْتَلِكُ فِيهِ خَيْطًا، وَلَا تَمْتَلِكُ فِيهِ جُيُوبًا، وَلَا تَمْتَلِكُ فِيهِ أَكْمَامًا... تَخْرِجُ حَافِي الْقَدَمَيْنِ، تُخْرِجُ حَافَ الْقَدَمَيْنِ. لِبَاسٌ يَلْبَسُهُ الْأَغْنِيَاءُ.. وَلِبَاسٌ يَلْبَسُهُ الْفُقَرَاءُ، وَهُوَ الْأَكْفَانُ..
هَلْ تُذَكِّرُنَا هَذِهِ الْحَالَ؟ - يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ- وَهَلْ اسْتَعْدَيْنَا لِمِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ؟! أَكْرَمَ مَا يَفْعَلُهُ لَكَ أَنْ يُقَالَ طَيِّبُوا لَهُ كَفَنَهُ، لِأَنَّهُ سَيَذْهَبُ إِلَى قَبْرِهِ.
هَذِهِ أَحْوَالٌ لَا نَنْسَاهَا، وَسَاعَاتٌ لَنْ تَمْضِيَ عَنَّا، وَأَيَّامٌ لَا بُدَّ مِنْ دُخُولِهَا، وَحُمِلَتْ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ وَسَارَ الْجَمِيعُ إِلَى اللَّهِ.
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. لِمَا مَرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِذَا حُمِلَتْ الْجِنَازَةُ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ،» أَيُّهَا الرَّجُلُ، أَيُّهَا الْأَبُ، أَيُّهَا الشَّابُّ، وَاَللَّهُ سَيَأْتِي الْيَوْمُ الَّذِي لَا مَحَالَةَ مِنْهُ مِنْ الْمَوْتِ، وَلَا مَحَالَةَ فِيهِ مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ، فَتَخَيَّلَ إِذَا حُمِلَتْ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ ، اقْدَامًا خَالِيَةً عَنْ الْحَرَكَةِ،
لِسَانٌ خَالِي عَنْ الْكَلَامِ،
أَمَّا الْعَيْنَانِ فَأَغْمَضَتَا.
أَيْنَ الْعَيْنُ الَّتِي شَاهَدَتْ الْمُسَلْسَلَاتِ الْمَاجِنَةَ؟
أَيْنَ الْعَيْنُ الَّتِي شَاهَدَتْ الْمُسَلْسَلَ الْمُنْكَرَةَ؟
أَيْنَ الْعَيْنُ الَّتِي تَطَلَّعَتْ إِلَى بَنَاتِ الْمُسْلِمِينَ؟
أَصْبَحَتْ مُغْمِضَةً، شَاخِصَةً، لَا تَمْتَلِكُوا حَرَكَتًا وَلَا شَيْءَ؟
أَيْنَ السَّمْعُ الَّذِي سَمِعَ الْحَرَامَ؟
أَيْنَ الَّذِي سَمِعَ الْأَغَانِيَ؟
أَيْنَ الَّذِي سَمِعَ الْمَزَامِيرَ؟
أَيْنَ هَذَا اللِّسَانُ الَّذِي سَبَّ وَشَتَمَ وَلَعن وَكَذَبَ؟
أَيْنَ هَذِهِ الْيَدُ الَّتِي كَتَبَتْ الْبَصَائِرَ الْمُزَوَّرَةَ؟
أَيْنَ الَّتِي كُتِبَتْ وَوَقَعَتْ عَلَى الْمُنْكَرَاتِ، وَوَقَعَتْ عَلَى الظُّلْمِ وَالْإِعْتِدَاءِ؟
أَيْنَ هَذِهِ الْيَدُ الَّتِي سَفَكَتْ الدِّمَاءَ؟
أَصْبَحَتْ لَا حَرَكَةَ لَهَا، وَلَا سُكُونَ يُلْقَى عَلَيْهَا الْكَفَنُ، وَيَكُونُ غَيْرُهَا، هُوَ الَّذِي يَضُمُّهَا !
أَيْنَ هَذِهِ الرَّجُلُ الَّتِي مَشَتْ؟! لَرُبَّمَا مَشَتْ إِلَى الْمُنْكَرَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ! هَلْ نَسِينَا هَذِهِ الْحَالَ يَا أُمَّةَ الْإِسْلَامِ؟!
اسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ، فَسَيَأْتِي الْيَوْمُ الَّذِي نَحْمِلُ فِيهِ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ،
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: « فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدَّمُونِي قَدِّمُونِي » هَذَا هُوا نِدَاءَ الصَّالِحِينَ لِرَبُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ اتُّهِمَ وَسَبَّ وَشَتَمَ وَلَعَنَ ، هَا هُوَ يُنَادِي عَلَى الْأَعْنَاقِ ، قَدَّمُونِي قَدَّمُونِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ، إِنْ كَانَتْ مِمَّنْ قَطَعَ الصَّلَاةَ سَبَّ الْمُسْلِمِينَ أَذَى الْأَرْحَامِ، تَعَامَلَ بِالْمُنْكَرَاتِ، قَالَ: فَيُنَادِي يَا وَيْلَاهُ ياوَيَلَاهُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهِ؟»
>>Click here to continue<<