لَيْسَ السَّعِيدُ مَنْ تَكَبَّرَ فِي الدُّنْيَا وَاَللَّهِ،
وَلَيْسَ السَّعِيدُ مَنْ طَغَى فِي الدُّنْيَا وَاَللَّهِ،
وَلَيْسَ السَّعِيدُ مِنْ ظُلْمٍ وَبَغًى !! إِنَّ السَّعِيدَ مَنْ عَمَلَ أَعْمَالًا تُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ. فَهُوَ عَمَّا قَرِيبٌ سَيُحْمَلُ عَلَى الْأَعْنَاقِ إِلَى اللَّهِ، وَسَيَنْتَقِلُ فِي عَالَمِهِ إِلَى دَارِ الْآخِرَةِ، ﴿ تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِینَ لَا یُرِیدُونَ عُلُوࣰّا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادࣰاۚ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِینَ ﴾[القصص : ٨٣]
أَيْنَ الْآبَاءُ وَالْأَجْدَادُ؟
أَيْنَ الْإِخْوَانُ وَالْأَحْفَادُ؟
أَيْنَ الْأَقْرِبَاءُ وَالْأَصْحَابُ؟
أَيْنَ مَنْ فَارَقُونَا إِلَى اللَّهِ؟
زَوَوْا الْمَقَابِرَ تَنْظُرُوا فِيهَا أَحْوَالًا وَأُمُورٌ سَارُوا تَحْتَ التُّرَابِ.
كَمْ مِنْ رَجُلٍ دَاسَ الدُّنْيَا بِقَدَمِهِ وَسارَ صَاحِبَ لِسَانٍ وَبَلَاغَةٍ وَسارَ فِي مَعَاشِهِ وَأَمْرِهِ مَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ حَتَّى قِيلَ إِنَّ فُلَانٌ إِنْتَقِلَ إِلَى اللَّهِ، !! وَإِنَّ فُلَانٌ سَارَ إِلَى اللَّهِ. هَلُمُّوا لِتَحْضُرُوا جِنَازَتَهُ. وَأَكْرَمَ مَا يُقَدِّمُهُ لَكَ الْأَحْبَابُ وَالْأَصْدِقَاءُ. إِنَّهُ الدُّعَاءُ لَكَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، إِنْ أَرَادُوا ذَلِكَ، أَوْ أَكْرَمَ مَا يُقَدِّمُوهُ، لَكَ أَنْ يُهِلُّوا عَلَيْكَ التُّرْبَةَ، وَيَنْصَرِفُوا
مَعَاشِرُ الْمُسْلِمِينَ - إِنَّنَا نَشْعُرُ فِي وَقْتِنَا هَذَا، أَنَّ بَعْضَنَا وَلِلْأَسَفِ، كَأَنَّهُ سَارَ فِي نِسْيَانٍ لِلْمَوْتِ، وَكَأَنَّ بَيْنَهُو وَبَيْنَ الْمَوْتِ أَمَدًا بَعِيدًا وَمَسَافَاتٍ طَوِيلَةً وَأَيَّامٍ عَدِيدَةٌ، وَشُهُورٌ مَدِيدَةٍ، وَسَنَوَاتٌ بَعِيدَةٌ، ﴿ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسُۢ بِأَیِّ أَرۡضࣲ تَمُوتُۚ ﴾
إِنَّهُ الْمَوْتُ - يَا أُمَّةَ الْإِسْلَامِ - لَا تَغْفُلُوا عَنْ الْمَوْتِ بِاللَّهْثِ وَرَاءَ الدُّنْيَا،
لَا تَغْفُلُوا عَنْ الْمَوْتِ بِاَللَّهِف وَرَاءَ الْمُشْتَهَيَاتِ وَالْمِلَذَّاتِ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيَقْطَعُ عَنْكَ الْحَيَاهُ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيُفَرَّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَالِ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيُفَرَّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْأَوْلَادِ،... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيُفَرَّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التُّجَّارِ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيْفَرق بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْوَظَائِفِ ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيُفَرَّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْأَحْبَابِ.... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي سَيُفَرَّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْأَصْحَابِ... إِنَّهُ الْمَوْتُ الَّذِي يُفَرَّقُ بَيْنَ الصِّدِّيقِ وَصَدِيقِهِ، وَالْحَبِيبِ وَخَلِيلِهِ، إِنَّهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ..
لَرُبَّمَا صَدِيقَ مَعَ صَدِيقِهِ، تَآخِيًا مِنْ الطُّفُولَةِ، وَصَارَ فِي صَدَاقَةٍ حَمِيلَةٍ، وَفَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ، ذَاكَ مَاتَ فِي دَوْلَةٍ، وَذَاكَ فِي دَوْلَةٍ... فَرْقَ الْمَوْتِ بَيْنَهُمْ...حَتَّى فِي قُرْبِ الْقُبُورِ، لِتَعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ بِحَاجَةٍ إِلَى التَّزَوُّدِ إِلَى عَلَامِ الْغُيُوبِ بِمَا يَقْرَبُهُ إِلَيْهِ، وَبِمَا يُسْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
شَبَابُ الْإِسْلَامِ - مَا لَنَا نَرَى شَبَابَنَا غَفَلُوا عَنْ الذِّكْرِ الْمَوْتَ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْمَهِيَّاتِ وَالْمُشْتَهَيَاتِ.
مَا لَنَا نَرَى أَبْنَاءَ الْإِسْلَامِ وَشَبَابَ الْإِسْلَامِ وَحَمَاةَ الدِّينِ، وَحُرَّاسَ الْعَقِيدَةِ، غَفَلُوا عَنْ الْإِسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ. الدُّنْيَا أَشْغَلْتُكُمْ عَنْ الْمَوْتِ آأَوْضَاعًاً وَأَرْهَانُ مُؤْلِمِهِ شَغَلْتُهُمْ عَنْ الْمَوْتِ وَعَنْ تَذَكُّرِ الْمَوْتِ وَالْعَمَلِ لِلْمَوْتِ آأَوْضَاعًاً وَارْزَاقًا جُعَلَتِ الْوَاحِدَ مِنَّا يَغْفُلُ عَنِ الْمَوْتِ ﴿ تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِینَ لَا یُرِیدُونَ عُلُوࣰّا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادࣰاۚ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِینَ ﴾[القصص : ٨٣]
لَقَدْ مَاتَ الِإنْبِيَاءُ، وَكَانَ الْفَقْرُ يَعْلُوهُمْ، فَهَاهُو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُوتُ وَلَا يَجِدُ فِي بَيْتِهِ إِلَّا حَفْنَةً مِنْ الشَّعِيرِ،
هَا هُمْ الصَّحَابَةُ الْأَجِلَّاءُ دَاسُوا الدُّنْيَا بِأَقْدَامِهِمْ، وَسَارُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، فَخُذُوا الرَّكْبَ الْأَوَّلَ، وَامْشُوا عَلَى نَهْجِهِ وَطَرِيقَتِهِ، وَاسْتَعِدُّوا لِلِقَاءِ اللَّهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَمَهْمَا افْتَقَرْتَ فَإِنَّ أَمَامَكَ
>>Click here to continue<<