TG Telegram Group & Channel
منبر الخطباء والدعاة | United States America (US)
Create: Update:

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة2 جمادى الآخر 1445هـ الموافق 15 ديسمبر 2023 م
بعنوان : حقوق الإنسان في الإسلام
 
الخطبة الأولى : الحمد لله الذي فضل الإنسان على جميع الكائنات ، وسخر له ما في الأرض والسماوات ، وجعله خليفة في هذه الدنيا يعبدها لربها ويقيم عليها جميع التشريعات ، أحمده تعالى أوجب على عباده أداء الحقوق والواجبات ، ورغبهم في الإحسان إلى خالقهم وإلى جميع المخلوقات ، وربط ذلك بالإيمان والأخلاق والعبادات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل سعادة الإنسان وحريته وكرامته وقيمته في الدنيا والآخرة مرتبطة بقيم الدين وبشرائع الأنبياء والمرسلين وبمنهج الإسلام الذي به هداية العالمين فقال سبحانه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وهاديا للسائرين ومحررا للمظلومين وقاصما لظهور الجبابرة والمستبدين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فكانوا أعدل الناس، وأنفع الناس للناس، وأرحم الناس بالناس، وخير أمة أخرجت للناس.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وحسن عبادته والجهاد في سبيله ، وتذكروا أن الله تبارك وتعالى قد اصطفى لكم الدين ونظم به حياتكم فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أسأل الله تعالى في هذه الساعة المباركة التي تستجاب فيها الدعوات وتقضى فيها الحاجات وتفتح فيها أبواب السماوات أن يكتبنا جميعا من المتقين الفائزين المفلحين وأن يعجل بالنصر للمجاهدين في اليمن وفي غزة وفي كل بلاد المسلمين وأن يعجل بالهزيمة الساحقة الماحقة للصهاينة الغاصبين والصليبيين المعتدين والروافض الحاقدين
 أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي وقعت فيه الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر عام 1948م والذي يحتفل فيه العالم الغربي اليوم مفتخرا وهو في نفس الوقت في حالة إخفاقات واضحة وتدن مشهود في مراعاة حقوق الإنسان عموما وحقوق المسلمين على وجه الخصوص ، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم انتهاك حقوق المسلمين وإهانة مقدساتهم وسفك دمائهم والقتل الممنهج والتهجير القسري واحتلال البلدان ونهب الثروات وكبت الحريات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وكل حلفائه في العالم
وكأنهم يقولون بلسان الحال والمقال بأن الإنسان الذي جاء القانون لخدمته هو الإنسان الأوربي فقط ولا قيمة لغير هذا الجنس من البشر
في هذه الظلال المليئة بالتضليل والخداع والتي يجتمع فيها العالم الغربي الظالم على قتل الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وتهجيرهم من بلادهم ومن مقدساتهم والتمكين للكيان الصهيوني الغاصب من احتلال للبلاد والمقدسات ، في هذه الأجواء الملبدة بالسحب المتراكمة من الخراب والدمار يطيب الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام ، في هذا المنهج المعصوم المنزه عن الهوى والتحيز والظلم والجهل الذي بلغ أعلى درجات الكمال في كل تشريعاته كيف لا وهو منهج أنزله
صاحب الكمال المطلق القائل في كتابه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي للطريقة التي هي أقوم وأعدل وأصوب وأكمل وأجمل
نعم أيها المؤمنون لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله على كثير من خلقه بأنواع من التكريم، فخلقه لعبادته، وهيأه لحمل أمانته، وتكفل برزقه وهدايته، وأقام حياته على دينه وشريعته ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
ومن مظاهر التكريم أن خص الله هذا الإنسان بالعقل والاختيار والتمييز وخص هذه الملة باليسر والسعة ورفع الضيق والحرج وصدق الله (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، ومن مظاهر التكريم التلازم بين الحقوق والواجبات وبين الصلاحيات والمسؤوليات والشمول لحقوق الله وحقوق الإنسان وحقوق بقية الكائنات الحية أو الجمادات وصدق رب العزة القائل (الر كِتَابٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة2 جمادى الآخر 1445هـ الموافق 15 ديسمبر 2023 م
بعنوان : حقوق الإنسان في الإسلام
 
الخطبة الأولى : الحمد لله الذي فضل الإنسان على جميع الكائنات ، وسخر له ما في الأرض والسماوات ، وجعله خليفة في هذه الدنيا يعبدها لربها ويقيم عليها جميع التشريعات ، أحمده تعالى أوجب على عباده أداء الحقوق والواجبات ، ورغبهم في الإحسان إلى خالقهم وإلى جميع المخلوقات ، وربط ذلك بالإيمان والأخلاق والعبادات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل سعادة الإنسان وحريته وكرامته وقيمته في الدنيا والآخرة مرتبطة بقيم الدين وبشرائع الأنبياء والمرسلين وبمنهج الإسلام الذي به هداية العالمين فقال سبحانه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وهاديا للسائرين ومحررا للمظلومين وقاصما لظهور الجبابرة والمستبدين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فكانوا أعدل الناس، وأنفع الناس للناس، وأرحم الناس بالناس، وخير أمة أخرجت للناس.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وحسن عبادته والجهاد في سبيله ، وتذكروا أن الله تبارك وتعالى قد اصطفى لكم الدين ونظم به حياتكم فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أسأل الله تعالى في هذه الساعة المباركة التي تستجاب فيها الدعوات وتقضى فيها الحاجات وتفتح فيها أبواب السماوات أن يكتبنا جميعا من المتقين الفائزين المفلحين وأن يعجل بالنصر للمجاهدين في اليمن وفي غزة وفي كل بلاد المسلمين وأن يعجل بالهزيمة الساحقة الماحقة للصهاينة الغاصبين والصليبيين المعتدين والروافض الحاقدين
 أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي وقعت فيه الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر عام 1948م والذي يحتفل فيه العالم الغربي اليوم مفتخرا وهو في نفس الوقت في حالة إخفاقات واضحة وتدن مشهود في مراعاة حقوق الإنسان عموما وحقوق المسلمين على وجه الخصوص ، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم انتهاك حقوق المسلمين وإهانة مقدساتهم وسفك دمائهم والقتل الممنهج والتهجير القسري واحتلال البلدان ونهب الثروات وكبت الحريات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وكل حلفائه في العالم
وكأنهم يقولون بلسان الحال والمقال بأن الإنسان الذي جاء القانون لخدمته هو الإنسان الأوربي فقط ولا قيمة لغير هذا الجنس من البشر
في هذه الظلال المليئة بالتضليل والخداع والتي يجتمع فيها العالم الغربي الظالم على قتل الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وتهجيرهم من بلادهم ومن مقدساتهم والتمكين للكيان الصهيوني الغاصب من احتلال للبلاد والمقدسات ، في هذه الأجواء الملبدة بالسحب المتراكمة من الخراب والدمار يطيب الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام ، في هذا المنهج المعصوم المنزه عن الهوى والتحيز والظلم والجهل الذي بلغ أعلى درجات الكمال في كل تشريعاته كيف لا وهو منهج أنزله
صاحب الكمال المطلق القائل في كتابه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي للطريقة التي هي أقوم وأعدل وأصوب وأكمل وأجمل
نعم أيها المؤمنون لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله على كثير من خلقه بأنواع من التكريم، فخلقه لعبادته، وهيأه لحمل أمانته، وتكفل برزقه وهدايته، وأقام حياته على دينه وشريعته ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
ومن مظاهر التكريم أن خص الله هذا الإنسان بالعقل والاختيار والتمييز وخص هذه الملة باليسر والسعة ورفع الضيق والحرج وصدق الله (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، ومن مظاهر التكريم التلازم بين الحقوق والواجبات وبين الصلاحيات والمسؤوليات والشمول لحقوق الله وحقوق الإنسان وحقوق بقية الكائنات الحية أو الجمادات وصدق رب العزة القائل (الر كِتَابٌ


>>Click here to continue<<

منبر الخطباء والدعاة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)