TG Telegram Group & Channel
منبر الخطباء والدعاة | United States America (US)
Create: Update:

خطبة جمعة 17 جمادى الأول 1445هـ الموافق 1 ديسمبر 2023م
جهاد الشعوب في مواجهة الاحتلال وذكرى يوم الجلاء
الخطبة الأولى:
بعد الحمدلله والشهادتين والتذكير بالتقوى أما بعد:
ففي ظل الفتن والمحن والمصائب التي تعصف بالحياة! وفي ظل الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الإيمان والنفاق؛ كان لابد من قوة يركن إليها المؤمنون ويثق بها الموحدون ويستأنس بها المجاهدون وينتصر بها الضعفاء ويرجع بها الحق إلى أصحابه، والأرض إلى أهلها. وقد عانى اليمانيون في شمال الوطن من عصر مظلم وليل معتم تحت سيطرة الإمامة السلالية العنصرية التي صادرت حق الشعب في أن يعيش حياة كريمة، بينما عانى شعبنا في جنوب الوطن كما عانى الشعب الفلسطيني من الرضوخ تحت الاحتلال البريطاني الذي رسخ سياسة الفرقة والتنافس والتنافر وفق خطة عقود من الزمن على مبدأ (فرق تسد) في ظل تجهيل واستضعاف ومصادرة للحريات واستغلال لخيرات البلدان المحتلة البشرية والجغرافية والمادية وفي المقابل تم إيجاد قيادات عميلة تسبح بفكره وتسير في ركابه على حساب وطنها وشعبها، مما جعل الشعوب الحية الباحثة عن الحرية والخروج من تسلط المحتلين تنتفض انطلاقا من قوله تعالى في أول آية نزلت في مواجهة المستبدين: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى) تحت قيادة الثوار الأحرار وعلى رأسهم علماء و قيادات الأمة في شتى بلداننا الإسلامية المحتلة للتحرر من الاحتلال الأجنبي، في ظل نضال التاريخ وكفاح الحاضر.
وتأتي مواجهة المحتل البريطاني التي توجت بثورة الرابع عشر من أكتوبر ليتحقق انتصار ثورات اليمن كل اليمن في ٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧م برحيل آخر جندي بريطاني عن ثغر اليمن الباسم درة المدائن عدن، بعد فترة احتلال استمرت أكثر من ١٢٨ عاما من ضمن احتلال غربي غاشم سطا على عالمنا العربي والإسلامي على أثر اتفاقية سايكس بيكو للإجهاز على آخر قلاع وحدة المسلمين المتمثل في دولة الخلافة العثمانية التي سميت زورا وبهتانا بالرجل المريض، في حال غفلة وسذاجة وتنافس رخيص من قيادات الأمة، أو قل عمالة وتبعية ووعودا جوفاء على حساب وحدة وكرامة الأمة لينفذ الاحتلال من خلال ذلك لمحو تمسك واعتزاز الأمة بمنهجها الصافي وينبوعها الرقراق متناسين توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه، ومتعلقين بوعود الاستعمار الجوفاء، فأكلت بلداننا واحدا بعد الآخر، كما أكل الثور الأبيض وبذلك حقق الاستعمار مراده ونفذ إلى تحقيق أهدافه التي في مقدمتها ما قاله الله تعالى: (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون).
عباد الله: إن الأحداث النضالية والمواقف التحريرية، أظهرت لكل لبيب حقيقة الأمور في جوانب كثيرة، فانكشف النفاق وظهرت طبائع أهله، فتم فضحهم وتعرى زيفهم وكذبهم، ففي الأيام الحرجة ظهرت حقيقتهم وارتباطهم بأوليائهم من الكافرين، كما قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾.
وما أشبه الليلة بالبارحة وانظروا كيف يتبادل المنافقون مع اليهود المودة في حربهم على غزة بالنصح والتملق والدعاية والتثبيط والسكوت خشية أن يصيبهم ما أصاب غزة (تشابهت قلوبهم). ولكن الرد الإلهي ألجم كل فصيح وفضح كل منافق وبين كل مستور "فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ". فالأحداث المتشابهة والمذابح المتكررة، كشفت عورة دول الغرب، وأبانت عنصريتها وزيف شعاراتها، وإلا ماذا يسمى ما فعله المجرمون الصهاينة في فلسطين وغزة على وجه الخصوص؟! وسيرجع الطرف خاسئاً وهو حسير حينما يتَّهمون أصحاب الحق المشروع المقاومين للظلم والبغي والاحتلال بالإرهاب، سبحانك هذا بهتان عظيم.
عباد الله: لم يرحل محتل من البلاد الإسلامية إلا بالجهاد وقوافل من الشهداء في كل البلدان التي تحررت كالجزائر بلد المليون شهيد وليبيا واليمن وغيرها من دول عالمنا الإسلامي والعربي.
أيها المؤمنون: لا شك أن الإسلام ربى أبناءه على الأخذ بعوامل النصر المؤزر والفتح المبين، فمن فعل ذلك فقد وعده ربه بالنصر والتمكين، ألا وإن من أعظم هذه الأسباب الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة فيما عنده وبذل الأسباب المقدور عليها، كما قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ)، والثبات على الدين والقيم والمبادئ والحق الذي أمر الله به، والصبر والمصابرة والمرابطة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ

خطبة جمعة 17 جمادى الأول 1445هـ الموافق 1 ديسمبر 2023م
جهاد الشعوب في مواجهة الاحتلال وذكرى يوم الجلاء
الخطبة الأولى:
بعد الحمدلله والشهادتين والتذكير بالتقوى أما بعد:
ففي ظل الفتن والمحن والمصائب التي تعصف بالحياة! وفي ظل الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الإيمان والنفاق؛ كان لابد من قوة يركن إليها المؤمنون ويثق بها الموحدون ويستأنس بها المجاهدون وينتصر بها الضعفاء ويرجع بها الحق إلى أصحابه، والأرض إلى أهلها. وقد عانى اليمانيون في شمال الوطن من عصر مظلم وليل معتم تحت سيطرة الإمامة السلالية العنصرية التي صادرت حق الشعب في أن يعيش حياة كريمة، بينما عانى شعبنا في جنوب الوطن كما عانى الشعب الفلسطيني من الرضوخ تحت الاحتلال البريطاني الذي رسخ سياسة الفرقة والتنافس والتنافر وفق خطة عقود من الزمن على مبدأ (فرق تسد) في ظل تجهيل واستضعاف ومصادرة للحريات واستغلال لخيرات البلدان المحتلة البشرية والجغرافية والمادية وفي المقابل تم إيجاد قيادات عميلة تسبح بفكره وتسير في ركابه على حساب وطنها وشعبها، مما جعل الشعوب الحية الباحثة عن الحرية والخروج من تسلط المحتلين تنتفض انطلاقا من قوله تعالى في أول آية نزلت في مواجهة المستبدين: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى) تحت قيادة الثوار الأحرار وعلى رأسهم علماء و قيادات الأمة في شتى بلداننا الإسلامية المحتلة للتحرر من الاحتلال الأجنبي، في ظل نضال التاريخ وكفاح الحاضر.
وتأتي مواجهة المحتل البريطاني التي توجت بثورة الرابع عشر من أكتوبر ليتحقق انتصار ثورات اليمن كل اليمن في ٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧م برحيل آخر جندي بريطاني عن ثغر اليمن الباسم درة المدائن عدن، بعد فترة احتلال استمرت أكثر من ١٢٨ عاما من ضمن احتلال غربي غاشم سطا على عالمنا العربي والإسلامي على أثر اتفاقية سايكس بيكو للإجهاز على آخر قلاع وحدة المسلمين المتمثل في دولة الخلافة العثمانية التي سميت زورا وبهتانا بالرجل المريض، في حال غفلة وسذاجة وتنافس رخيص من قيادات الأمة، أو قل عمالة وتبعية ووعودا جوفاء على حساب وحدة وكرامة الأمة لينفذ الاحتلال من خلال ذلك لمحو تمسك واعتزاز الأمة بمنهجها الصافي وينبوعها الرقراق متناسين توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه، ومتعلقين بوعود الاستعمار الجوفاء، فأكلت بلداننا واحدا بعد الآخر، كما أكل الثور الأبيض وبذلك حقق الاستعمار مراده ونفذ إلى تحقيق أهدافه التي في مقدمتها ما قاله الله تعالى: (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون).
عباد الله: إن الأحداث النضالية والمواقف التحريرية، أظهرت لكل لبيب حقيقة الأمور في جوانب كثيرة، فانكشف النفاق وظهرت طبائع أهله، فتم فضحهم وتعرى زيفهم وكذبهم، ففي الأيام الحرجة ظهرت حقيقتهم وارتباطهم بأوليائهم من الكافرين، كما قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾.
وما أشبه الليلة بالبارحة وانظروا كيف يتبادل المنافقون مع اليهود المودة في حربهم على غزة بالنصح والتملق والدعاية والتثبيط والسكوت خشية أن يصيبهم ما أصاب غزة (تشابهت قلوبهم). ولكن الرد الإلهي ألجم كل فصيح وفضح كل منافق وبين كل مستور "فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ". فالأحداث المتشابهة والمذابح المتكررة، كشفت عورة دول الغرب، وأبانت عنصريتها وزيف شعاراتها، وإلا ماذا يسمى ما فعله المجرمون الصهاينة في فلسطين وغزة على وجه الخصوص؟! وسيرجع الطرف خاسئاً وهو حسير حينما يتَّهمون أصحاب الحق المشروع المقاومين للظلم والبغي والاحتلال بالإرهاب، سبحانك هذا بهتان عظيم.
عباد الله: لم يرحل محتل من البلاد الإسلامية إلا بالجهاد وقوافل من الشهداء في كل البلدان التي تحررت كالجزائر بلد المليون شهيد وليبيا واليمن وغيرها من دول عالمنا الإسلامي والعربي.
أيها المؤمنون: لا شك أن الإسلام ربى أبناءه على الأخذ بعوامل النصر المؤزر والفتح المبين، فمن فعل ذلك فقد وعده ربه بالنصر والتمكين، ألا وإن من أعظم هذه الأسباب الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة فيما عنده وبذل الأسباب المقدور عليها، كما قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ)، والثبات على الدين والقيم والمبادئ والحق الذي أمر الله به، والصبر والمصابرة والمرابطة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ


>>Click here to continue<<

منبر الخطباء والدعاة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)