وكانت -أعزها الله- في ظاهرها هادئةَ الطالع، ساكنةَ النفس، كأن السكون خُلقٌ من أخلاقها، والرَّوية طبعٌ جبلت عليه، ولكن في أعماقها هديرٌ مكتومٌ وصخبٌ خفيٌّ، ما يلبث أن يثور حين تُستفزّ أنوثتها أو يغشاها طائفٌ من أهوائها. فكان إذا رآها وقد تبدّل وجهُ سكينتها، واضطربت عواطفها، وعصفت بها ريحُ الجنون الرقيق، تعجّب وتحيّر: كيف اجتمع في هذه النفس الواحدة عقلٌ وقّادٌ كالسيف، ونزقٌ متمرّدٌ كالريح!
>>Click here to continue<<