#قصتي_النجفية
(الحلقة الأولى)
اليوم هو السبت الرابع من شوال لسنة 1445 المصادف 13 ـ نيسان (4) ـ 2024
زرت استاذي السيد ناظم الصافي الموسوي واخبرته اني متوجه الى النجف الأشرف لحضور الدرس وطلبت نصيحته فقال :
( طالب العلم يسمع أكثر مما يتكلم ، تعلم أدب الإستماع في محضر العلماء ، ودير بالك من الجدال والمراء وانتبه لنفسك من الغرور فإن النفس خدَّاعة والعلم بيه بهرج ! )
في الساعة 8:30 مساءً تقريبا توجهت إلى النجف الأشرف لحضور الدرس الحوزوي الذي سيُستأنف يوم غدٍ ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد رافقني في الطريق محمد طالب العبودي من الشطرة ، وفي الطريق وأنا اتخطى بيوت مدينة الفجر الطيبة بأهلها اتصلت بأخي الشيخ ( هـ ، ت ) والذي جمعتني معه مواقف ملؤها الغيرة والشهامة والشجاعة منه .
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام والرحمة حبيبي شيخ علي مشتاقين مولاي .
ـ عيدك مبارك ، وأيامك سعيدة ، وان شاء الله حجي ...
ـ كل عام وانت بخير شيخ علي ، وينك بالنجف لو بالحي ؟
ـ جاي للنجف شيخنا ، باجر يبدي الدرس ...
ـ عاشت ايدك اخوي اخوي ولو انتم الخطباء صعب تواظبون على الحضور بحكم كثرة مجالسكم الله يساعدكم .
ـ الله الموفق حبيبي شيخ ، انت وين ؟!
ـ بديالى خويه وان شاء الله جاي ... اكلك شيخ علي !
ـ گول شيخنا !
سكت هنيئة وكأنه يستحضر أمرا وتنحنح قليلًا ثم قال :
شيخنا : أفضل طريقة يعمل عليها الناجحون في التغلب على الصعوبات ، وتجاوز العقبات ، ودرء الشبهات ، هي التدرج في حل المشاكل بهدوء وصمت ورويَّة ، فإن التصدي لكل المشاكل وحلها بوقت واحد وبجهد شديد سيؤدي بالانسان إلى التشتت وعدم التركيز وبالتالي الى عدم الاستطاعة لحل المشاكل ، والوقوع في وحل اليأس والاستسلام للبلاء !
شتكول كلامي صح لو لا ؟!
ـ أكيد صحيح ، التدرج بحل المشاكل شيء منطقي ومريح ودبلوماسي وبنفس الوقت يدل على سعة الأفق عند الشخص ويعلمه الصبر وطول الخلگ ، نكدر نسمي هذا الي تفضلت بيه استراتيجية ( جر الحبل ) !!
ـ شلون يعني ؟ّ!
ـ يعني انت تسحب المشكلة الك مثل ما تسحب الحبل الي بيد الآخر لكن بهدوء وشويه شويه راح يصير حتى عدوك إلى جنبك !
ـ حتى اذا ما صار الى جنبك اقلها راح تقوضه وتحاصره بابداعك ونتاجك واستقامتك وسيرك على الطريقة المشروعة والمتعبة لأخيار الطائفة وعلمائها وفوق كل ذلك تبقى توفيقات الله عز وجل وعنايات صاحب الزمان .
وبعد كلام في عدة امور انهيت المكالمة مع هذا الرجل الطيب وواصلت مسيري نحو النجف الأشرف ...
• لقد اشرأبت أعناق الملايين من الناس نحو السماء هذه الليلة وهي تنظر الى عشرات الطائرات المسيرة المنطلقة من ايران نحو اسر،ئي،ل وقد مرت على سماء العراق وهو حدث لم تألفه امتنا الاسلامية المنكسرة نفسيا واليائسة من الرجوع إلى أمجادها العتيدة كفتح خيبر ، او الحفاظ على مكانتها على أقل تقدير فقد صرنا نزهة الشارب ومذقة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الاقدام ، وصار التفكير برجوع هذه الامة الى سالف عهدها المجيد حلما من أحلام الخيال وفكاهة يتندر بها الصبيان ، فاين صولات الشباب المسلم في القرون الاولى من الانهماك بلعبة البوبجي ، واين مئات المصنفات العلمية في الطب والتشريح والهندسة والرياضيات من مشاهدة مئات الحلقات من الافلام والمسلسلات التركية والمكسيكية واين الترنم في معلقات الشعر العربي من مسلسل صراع العروش الامريكية ؟!
وانا غارق بهذا التفكير العميق والصمت الحزين كسر محمد حجاب سكوتي
وقال :
هاي سيطرة ابو صخير !
لبست عمامتي وسلمت على الشرطة في السيطرة والذين كانت أخلاقهم عالية جدا في استقبال القادمين الى النجف حيث تعلو وجوههم الابتسامة اسأل الله تعالى أن يوفقهم ويرعاهم بحق محمد وآل محمد الطاهرين .
استقر بنا المقام في بيتنا في النجف الأشرف وقد كان ينتظرني الحبيبان حسين الخفاجي وسجاد العامري ولم يبق من الليل الا ثلثه الأخير فتهيأنا لقيامه وبعد صلاة الصبح أخذت قسطا قليلا من النوم لأخرج الى الدرس في الساعة السادسة صباحا ...
يتبع ...
رواية : قصتي النجفية
الشيخ علي المياحي
لقراءة حلقات الرواية اشترك هنا 👇🏻
https://hottg.com/+d41tgmggE_s5MWIy
>>Click here to continue<<