TG Telegram Group & Channel
تقييدات أبي الحسن | United States America (US)
Create: Update:

(ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻴﻀﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺣﺮﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ)

قال ابن عباس : "ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي إني قد احترقت فأغثني ، فيقول : إن الله حرمهما على الكافرين" أخرجه ابن أبي حاتم.

في هذا الموقف يوم القيامة معان ، أولها شدة عذاب الكفار ، وأنه يجتمع عليهم مع عذاب الأجساد عذابُ النفوس بفقد المغيث وخذلان القريب.

وفي هذا المعنى نكتة ، وهي أن الكافر قد قرَّح قلب المؤمن وسخَّن عينه في الدنيا ، إذ كان يدعوه للإيمان ويرجو صحبته في الجنة ويخاف عليه النار فيأبى ، فعوض الله المؤمن بقرة العين في الآخرة ، وأذاق الكافر حسرة إعراض القريب جزاء وفاقا.

وقد أشار لذلك المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، فقال : "والله لقد بعث النبي ﷺ على أشد حال بعث عليها نبي قط ، في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان ، ويعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وإنها للتي قال الله عز وجل : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)" أخرجه البخاري في الأدب المفرد "٨٧".

وثاني هذه المعاني تكرر البراءة من الكفر وزيادة رسوخه في النفوس ، إذ لا ينقطع استقباحه بانقطاع التكليف ، فالمؤمنون مع انشغالهم بنعيم الجنة لم يضعف في نفوسهم ذلك ، فهم يبرؤون من الكفر وأهله ، ويهونون عليهم ولا يبالون بهم.

وهم في تلك الحال أكمل منهم في الدنيا ، فإن المؤمن يبقى بنفسه حدب - لا يضره - على قريبه الكافر في الدنيا مع معاداته له ، ثم إذا رآه على حال أهل النار القبيحة زالت علائق القرابة كلها من نفسه ، فكان على أكمل أحوال البغضاء ، وكانت نفسه أتم نعيما بزوال المنغص منها.

وقد جاء هذا المعنى في الصحيح في قصة إبراهيم عليه السلام ، إذ يقول إبراهيم : "يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟!

فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذِيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".

والذيخ المتلطخ : ذكر الضباع الملطخ بالقذر ، فإذا رآه إبراهيم عليه السلام على تلك الحالة خرجت شفقته عليه من نفسه.

نسأل الله بعظمة منته وكرمه أن يجعلنا من أهل كرامته ويعيذنا من عذابه ، وألا يرينا ما نكره فيه على من نحب ، وأن يقر أعيننا بهم في الدارين ، آمين.

#الفهم_المعطى

(ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻴﻀﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺣﺮﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ)

قال ابن عباس : "ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي إني قد احترقت فأغثني ، فيقول : إن الله حرمهما على الكافرين" أخرجه ابن أبي حاتم.

في هذا الموقف يوم القيامة معان ، أولها شدة عذاب الكفار ، وأنه يجتمع عليهم مع عذاب الأجساد عذابُ النفوس بفقد المغيث وخذلان القريب.

وفي هذا المعنى نكتة ، وهي أن الكافر قد قرَّح قلب المؤمن وسخَّن عينه في الدنيا ، إذ كان يدعوه للإيمان ويرجو صحبته في الجنة ويخاف عليه النار فيأبى ، فعوض الله المؤمن بقرة العين في الآخرة ، وأذاق الكافر حسرة إعراض القريب جزاء وفاقا.

وقد أشار لذلك المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، فقال : "والله لقد بعث النبي ﷺ على أشد حال بعث عليها نبي قط ، في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان ، ويعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وإنها للتي قال الله عز وجل : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)" أخرجه البخاري في الأدب المفرد "٨٧".

وثاني هذه المعاني تكرر البراءة من الكفر وزيادة رسوخه في النفوس ، إذ لا ينقطع استقباحه بانقطاع التكليف ، فالمؤمنون مع انشغالهم بنعيم الجنة لم يضعف في نفوسهم ذلك ، فهم يبرؤون من الكفر وأهله ، ويهونون عليهم ولا يبالون بهم.

وهم في تلك الحال أكمل منهم في الدنيا ، فإن المؤمن يبقى بنفسه حدب - لا يضره - على قريبه الكافر في الدنيا مع معاداته له ، ثم إذا رآه على حال أهل النار القبيحة زالت علائق القرابة كلها من نفسه ، فكان على أكمل أحوال البغضاء ، وكانت نفسه أتم نعيما بزوال المنغص منها.

وقد جاء هذا المعنى في الصحيح في قصة إبراهيم عليه السلام ، إذ يقول إبراهيم : "يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟!

فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذِيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".

والذيخ المتلطخ : ذكر الضباع الملطخ بالقذر ، فإذا رآه إبراهيم عليه السلام على تلك الحالة خرجت شفقته عليه من نفسه.

نسأل الله بعظمة منته وكرمه أن يجعلنا من أهل كرامته ويعيذنا من عذابه ، وألا يرينا ما نكره فيه على من نحب ، وأن يقر أعيننا بهم في الدارين ، آمين.

#الفهم_المعطى


>>Click here to continue<<

تقييدات أبي الحسن




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)