قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)} [المائدة : 116-117].
يبين سبحانه في هذين الآيتين أمرا بالغا في الأهمية، يتجلى في قول عيسى عليه السلام " مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ "
فلن يقول رسول للناس ما ليس له الحق بقوله.
ويتجلى بقول عيسى " مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ".
فالرسل برآء مما نسب إليهم من الكذب والبهتان، من أكاذيب الرواة والقصاصين.
الرسل لم يقولوا للناس إلا ما أمرهم الله بقوله، وما أمرهم الله بقوله أوحاه لهم في كتابه الذي أنزله إليهم..
وبهذا يفضح الله الكاذبين على لسان الرسل أجمعين...
الرسل لم يقولوا إلا ما أمروا بقوله للناس..
صدق الله وصدق رسله وكذب القصاصون والرواة والمحدثون..
ويقول الله سبحانه {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)} [المائدة : 83-86]
يبين سبحانه في هذه الآيات حال المؤمنين، وحال الكافرين، فكان من أحوال المؤمنين أنهم إذا سمعوا ما أنزل الله على رسوله، ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق الذي أنزله الله، فيقولون: ربنا آمنا به فاكتبنا مع الشاهدين، فالحق الذي ينبغي أن يؤمن به المؤمنون هو ما أنزله الله مما أوحى به إلى رسله، وليس الحكايا والأقوال والقصص والأكاذيب التي تنسب للرسل.
ويبين سبحانه حال الكافرين، بأنهم كفروا بآيات الله وكذبوا بها، فهم أصحاب الجحيم.
فالإسلام والكفر: يتعلق بكتاب الله وما أنزله الله فحسب.
فمن آمن بآيات الله وعمل بها فقد فاز ، ومن كفر بآيات الله وكذب بها فقد خسر...
فأين ذكر ما يسمونها بالسنة؟!
هل رأيتم أن الله قال من آمن بسنن الأنبياء نجا، ومن كفر وكذب بسنن الأنبياء فقد كفر؟!
طبعا ليس للأنبياء سنة قط، لكن مثال للتقريب...
رسل الله لن يقولوا إلا ما أمرهم الله أن يقولوه مما أنزله إليهم في الكتاب...
وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة : 87]
وهنا نتوجه بالسؤال لأنصار الأكاذيب وما يسمونها بالسنة..... هل يحق لرسول الله أن يحرم ما لم يحرمه الله؟!
إن يقولوا : نعم، فقد جعلوا مع الله إلها آخر ، يشرع ما لم يأذن به الله.
وإن يقولوا: لا، وهو الحق، عندها عليهم أن يعلموا يقينا أن ما نسب إلى النبي من تحريم لم يذكره الله في كتابه، ما هو إلا كذب على الرسول، الذي لم يخالف ما أمره الله في الكتاب.
يا قوم: رسول الله ليس بمشرع، وليس له الحق بالتحليل والتحريم من عنده، بل يحرم ما حرمه الله في الكتاب، ويحل ما أحله الله في الكتاب، وكفا كذبا على رسول الله.
>>Click here to continue<<