السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 6
.....التدوين الرسمي للحديث......
إن اعتبار أحاديث النبي حجة شرعية ومصدرا للتشريع، قد فتح الباب على مصراعيه أمام الزنادقة ليألفوا أحاديثا وقصصا، يوهمون الناس أنها من الدين لينصروا بذلك مذاهبهم وأهواءهم، فكان شر باب فتحه إبليس على الناس ليضلهم عن سبيل الله.
فبلغت الأحاديث في فترة وجيزة ..مليون حديث .. وهنا نسأل سؤالا: من أين أتوا بمليون حديث!!!!!؟؟؟؟؟
إن كان الحديث مصدرا للتشريع أتعلمون ماذا يعني؟!
يعني أن الله سبحانه سيسألنا يوم القيامة عن هذه الأحاديث، وسيعاقبنا إن خالفناها أو جهلنا شيئا منها.
فكيف إذا سألنا الله عن حديث ما، لماذا ضعفته ولم تعمل به؟؟ أنقول لله لأن فلان ضعفه فضعفناه!! أو سألنا عن حديث ضعيف، لماذا صححناه، أفنقول لأن فلانا صححه فصححناه؟!
أنبني ديننا على فلان وفلان، وما أدرانا أصدق فلان وفلان أم كذبوا، هذا ما لا يمكن أن نتيقن منه.
وكل من يضعف فهو يضعف لأن فيه رجلا قال عنه فلان وفلان أنه سيء الحفظ!!! ولا أدري أصدق فلان وفلان فيه أم كذبوا وهكذا....
دين بنوه على آراء الناس وأكاذيبهم.
وكما هو مشهور عن المحدثين فقد بدأ التدوين الرسميّ للحديث والسُنَّة في عهد الخليفة عُمر بن عبد العزيز، حيث أمر محمد بن مُسلم بن شهاب بن زُهرة المعروف بالزُّهريّ بجَمَعها، وجعل معه أبو بكر بن عمرو بن حزم، فبدآ بذلك من غير ملل.
فكان يُقال إنَّ الزُّهريّ هو أوّل من دَوَّن السُنّة، فكان الزُّهريّ من أعلام السُنَّة.
وقال مُسلم عن الزهري: إنَّ له تسعين حديثاً لا يرويها غيره.
وقيل: لولاه لضاعت الكثير من السُنن، فدوَّنها من غير تبويبٍ لها، وكانت مُختلطة مع بعض أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ثُمّ انتشر التدوين في باقي الأمصار؛ كمكة، والمدينة، والبصرة، والكوفة، والشام، واليمن، وغيرها من الأمصار.
إذن فكان الزهري هذا من أوائل من دونوا السنة، وكان من أعلامهم، وكما زعموا أنه لولاه لضاعت السنة، فتعالوا نرى ماذا يقول الزهري!!!
جاء في " صحيح البخاري " برقم ( 6581 ) ، في كتاب " التعبير " ، باب " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ".
ولفظه :
قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ " .
فالقائل هو الزهري فيما بلغه!!!!!!
جعل الزهري من رسول الله رجلا مريضا نفسيا يفكر بالإنتحار، ويذهب مرارا لينتحر فيتبدى له جبريل فيرجع، فإذا غاب عاد لذلك مرة أخرى...
أهكذا كان رسول الله؟! ألا يكفي ما قاله هذا طعنا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
جعل الزهري من رسول الله مريضا مختلا عقليا يريد الإنتحار مرار ليس لديه إيمان ولا يقين بالله.....!!!
لا والله لا يقبل مسلم ما قاله الزهري، وليس رسول الله بمجنون ولا بمريض ولا بفاسق ولا بمن يريد الإنتحار....
بل من الله على المؤمنين برسول الله، يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، قال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].
هذا هو رسول الله، وليس بذاك المجنون المريض نفسيا الذي يريد أن ينتحر..
وقال تعالى{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب : 21].
أفتكون الأسوة الحسنة إذا حزن أحدنا أن يصعد رؤوس الجبال لينتحر؟!
أيعصي رسول الله ربه الذي قال { وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء : 29].
لكنه الإيذاء لرسول الله، آذوه في حياته، وآذوه بعد موته ..صلى الله عليه وسلم..، قال تعالى {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة : 61].
>>Click here to continue<<