صديقي.. أنت مُتعبٌ مني، من انعدام اهتمامي وقلة صبري. أنا مُتعبٌ من نفسي، من الشّخوص في رأسي. من العالم وحروبه التي لا تنتهي. من يومي ومن أمسي.
صديقي، أنا سبب حزنك، فقط. لكن أسباب حزني أنا عدّة. حزينٌ على فقير في الشارع، أرملة لا تملك من الأبناء واحد. حزينٌ على جاري الذي فقد زوجته. حزينٌ على أمي، أمي التي تعلّق آمالاً كبيرة علي. صديقي، أنت تفكر بكيفية إصلاحي، رغم أني لست معطوبٌ وحسب، بل مُدَمَّر. غير صالح للعيش.
صديقي، تدَّعي أنك تحمل همّي معك أينما ذهبت، رغم أن ظهرك ليس مُقصمٌ منه. كيف تكون حامِله؟!
صديقي، تحاول أن تجعل مني شخصاً سعيداً، لكن كآبتي فطرية.. لأني أبرع بامتصاص كل هذا الأسى من حولي، أبرع في حشره بين أضلعي. صديقي، تخاف من أن أتركك، وأنا أخاف من أستمر معك•
>>Click here to continue<<