(منطق الجهل ) 🍀الجزء 18

فقال : « تعال انظر إلى بياض الطريق الذي يشبه القوس ، وطوله لا يقل عن خمسة فراسخ ، ثم انظر إلى ؤتر هذا القوس أقصره ! » . والمعروف في الهندسة أنه كلما كبر القوس عن نصف الدائرة ، كان وتره " أقصر . فإذا سرنا على وتر هذا القوس و تزيد المسافة عن فرسخ واحد من مكاننا هنا حتى نعود إلى الطريق الرئيس مرة أخرى . أما الطريق الرئيس نفسه فلا يقل طوله عن خمسة فراسخ ، والعاقل لا يختار الطريق الطويل على القصير، قلت : « إن الطريق الرئيس لا يصير طريقا رئيس إلا بكثرة المارة ، فهل كان كل أولئك الذين مروا فيه مجانين لتفضيلهم الطريق الطويل على القصير ؟ مع أن العقلاء قالوا : آمش في طريق سلکه السالكون . فقال : « ماأخف عقلك ! هذا قول شاعر ، أو تحسب الشعراء من العقلاء حتى تتبع أقوالهم ، مع أنك بالحس والعيان تری خلاف ذلك ؟ ! أما كثرة المارة من هذا الطريق فلأنهم كانوا راكبين يقع في بداية الوتر عائق في طريقهم ، ولكننا خفيفا الحمل ، فما الذي يحملنا على ترك الطريق الأقصر ؟ »فركبني الحمق ، وحسبته يحب لي الخير ، فانحدرنا إلى ذلك الوادي ، وارتفعنا إلى طرفه الآخر ، وإذا بواد آخر في طريقنا أعمق من الأول وهلم جرا . فرحنا نهبط الوديان ونرتقي التلال وتقرحت قدماي من الأشواك
وتهالكت أعضائي تعبا ، وانتاب قلبي هلع شديد ، بينما كان السيد جهل يستهزئ بي ضاحكا ويشمت بي متشفية . وبعد عذاب وتعب وقضاء وقت طويل ، وصلنا إلى الطريق الرئيس بعد أن قطعنا عشرة فراسخ ، في كل خطوة منها ألف بلاء ونصب . جلست أستريح بعض الوقت ، وقد أحسست نفسي بكره شديد لهذا الجهل الذي لازمني ، فقلت : يا اليت بيني وبينه بعد المشرقين ! وكان هو وقف بعيدا عني . وعدت أواصل السير وقد أضرا العطش ، وكان الجهل يتبعني على مبعدة . ورأيت على جانب الطريق ، وعلى بعد ربع فرسخ أرضا ... يتبع

اللهم صل على محمد وال محمد 🍁

قصص العلماء العرفانين 💐

@alarfan

قصص العلماء العرفانين

(منطق الجهل ) 🍀الجزء 18

فقال : « تعال انظر إلى بياض الطريق الذي يشبه القوس ، وطوله لا يقل عن خمسة فراسخ ، ثم انظر إلى ؤتر هذا القوس أقصره ! » . والمعروف في الهندسة أنه كلما كبر القوس عن نصف الدائرة ، كان وتره " أقصر . فإذا سرنا على وتر هذا القوس و تزيد المسافة عن فرسخ واحد من مكاننا هنا حتى نعود إلى الطريق الرئيس مرة أخرى . أما الطريق الرئيس نفسه فلا يقل طوله عن خمسة فراسخ ، والعاقل لا يختار الطريق الطويل على القصير، قلت : « إن الطريق الرئيس لا يصير طريقا رئيس إلا بكثرة المارة ، فهل كان كل أولئك الذين مروا فيه مجانين لتفضيلهم الطريق الطويل على القصير ؟ مع أن العقلاء قالوا : آمش في طريق سلکه السالكون . فقال : « ماأخف عقلك ! هذا قول شاعر ، أو تحسب الشعراء من العقلاء حتى تتبع أقوالهم ، مع أنك بالحس والعيان تری خلاف ذلك ؟ ! أما كثرة المارة من هذا الطريق فلأنهم كانوا راكبين يقع في بداية الوتر عائق في طريقهم ، ولكننا خفيفا الحمل ، فما الذي يحملنا على ترك الطريق الأقصر ؟ »فركبني الحمق ، وحسبته يحب لي الخير ، فانحدرنا إلى ذلك الوادي ، وارتفعنا إلى طرفه الآخر ، وإذا بواد آخر في طريقنا أعمق من الأول وهلم جرا . فرحنا نهبط الوديان ونرتقي التلال وتقرحت قدماي من الأشواك
وتهالكت أعضائي تعبا ، وانتاب قلبي هلع شديد ، بينما كان السيد جهل يستهزئ بي ضاحكا ويشمت بي متشفية . وبعد عذاب وتعب وقضاء وقت طويل ، وصلنا إلى الطريق الرئيس بعد أن قطعنا عشرة فراسخ ، في كل خطوة منها ألف بلاء ونصب . جلست أستريح بعض الوقت ، وقد أحسست نفسي بكره شديد لهذا الجهل الذي لازمني ، فقلت : يا اليت بيني وبينه بعد المشرقين ! وكان هو وقف بعيدا عني . وعدت أواصل السير وقد أضرا العطش ، وكان الجهل يتبعني على مبعدة . ورأيت على جانب الطريق ، وعلى بعد ربع فرسخ أرضا ... يتبع

اللهم صل على محمد وال محمد 🍁

قصص العلماء العرفانين 💐

@alarfan

hottg.com/alarfan/2779

4.8K viewsJun 11, 2020 at 03:34