تكمله قصه عالم البرزخ 🌿❤️
(التؤم المخيف) 🌿🍀الجزء 17
التفت إلى الوراء وإذا بقادم نحوي ، ففرحت وشكرت الله على هذا الرفيق ، وانتظرت حتى وصل إلي ، وإذا به رجل أغبر ، طویل القامة ، غليظ الشفتين ، ذو أسنان كبيرة بارزة ، مفرطح الأنف ، مخيف ، نتن الرائحة . ألقي علي السلام بغير أن ينطق باللام ، قائلا : « سام عليك » فوقعت في شك . كان ظاهر العداء ، حسب ما كان يشهد بذلك مظهره النحس ، واستخفاف لسانه بنطق اللام . فاكتفيت بالرد عليه من باب الاحتياط وقلت : وعليك . فسألته : « أين تقصد ؟ » فقال : « أنا معك » لكني لم أحب أن يكون معي ، لأنني خفت منه . وسألته عن أسمه . فقال : « أنا توأمك ، اسمي الجهل ، ولقبي الأعوج ، وكنيته أبو الهول ، وعملي الإفساد والفتنة » . فكان خوفي يتزايد كلما ذكر اسمة من هذه الأسماء وقلت في نفسي : ما أغربه من رفيق سفر ! كانت الوحدة خيرا لي . سألته : « أتعرف الطريق إذا وصلنا إلى مفترق طرق ؟ » قال : « لا أعرف » سألته : « أبعید مقصدنا أم قريب ؟ » قال : « لا أعرف » سألته : « أشعر بالعطش ، أفي هذه النواحي ماء ؟ » قال : « لا أعرف » قلت : « الوجود والمعرفة واحد ، فلماذا لا تعرف ؟ » قال : « كل الذي أعرفه هو أنني منذ أول يوم من عمرك کنت ملازمة لك ، ولن أفارقك ، إلا إذا وفقك الله لمفارقتي » .. فقلت في نفسي : يبدو أن هذا هو الشيطان الذي كنت في الدنيا أقع أحيانا فريسة لوساوسه فأرتكب بعض الخطايا . فما هذه البلوى التي نزلت علي اللهم رحمتك ! ثم مشيت ومشي خلفي على بعد أقدام ، وأخذنا نصعد المرتفع . وصلت إلى قمة الجبل ، فجلست لأخفف من تعبي ، فلحقني جهل ، وقال : « يظهر أنك قد تعبت ، لذلك سأجعل لك كل خمسة فراسخ بفرسخ واحد حتى تصل بسرعة » ! فقلت : « يبدو أنك على جهلك تصنع المعجزات » يتبع...
اللهم صل على محمد وال محمد ؛💐
قصص العلماء العرفانين 🍁
@alarfan
>>Click here to continue<<