《تدوين صحيفة الأعمال》🌿 جزء 8
عندما بقيت وحدي رحت أفكر في حالي وفي ما قاله الهادي ، فأدركتُ أن حالات الإنسان ومسيرته في العالم الماد ي ما هي إلا حلم تراه ، ثم نستيقظ ونصحو ، وتُرى تعبيره في الظاهر آلمرئي ، إن قول ذي القرنين في الظلمات : « إن من " يحمل معه من هذا الحصى ويصل إلى حيث النور يندم على ما فعل ، ومن لم يحمل معه منه يندم أيضاً » كناية عن هذه الحال المزدوجة التي تمر بالإنسان في الدنيا والآخرة ، إذ إن كل فرد يشعر بالندم بقدر ما : يَا خشيتي عَلى ما فَرَطت في جنب الله ، إلا أن الندم لا ينفع الآن ، فقد أغلق باب التوبة . وفيما أنا في هذا الغم والهم غلبني إلنعاس ، ولم تمض فترة طويلة حتى أحسست أن شخصين أحدهما حسن الوجه ، والآخر قبيحه ، يجلسان على يمين ويساري ، ويتشممان كل عضو من أعضائي على انفراد ، من أخمص قدمي حتى هامة رأسي ، ثم يُكتبان شيئاً في ورقة طويلة بيديهما ، ومعهما علب صغيرة وكبيرة يضعان فيها أشياء ، ثم يختمانها بالشمع الأحمر ، وكانا يكرران اسم بعض الأعضاء مرات ، كالقلب ، والمخيلة ، والتوهم ، والعينين ، واللسان ، والأذن ويتحادثان ثم يعودان إلى التشمم مرة ثانية وثالثة ، ثمّ يكتبان أشياء ، ويضبطانها في تلك العلب . وقد بقيت بلاحراك حتى لا أشعرهما بيقظتي ، ولكني كنت شديد الخوف من دقتهما في تفتيش صادرات و وارداتي . لقد أدركت إجمالاً أنّهما يكتبان ويضبطان سيئاتي وحسناتي ، وأن ذلك الحسن الصورة كان يريد لي الخير ، لأني عرفت مما كان يجري بينهما من حديث أنه كان يمنع الآخر من تسجيل السيئات التي تُبت عنها ، أو من إزالة عمل صالح ، وكان هذا الشخص كالإكسير الذي يحيل النحاس إلى ذهب ، فأحببته لذلك
يتبع ،،،،
اللهم عجل لؤليك الفرج 🌹
اللهم صل على محمد وال محمد 🌷
قصص العلماء العرفانين 🌱
@alarfan
>>Click here to continue<<