(عالم الحقائق )🌹 جزء 7
فقال : « ولكنهم عندما أمتحنوا بالتكاليف في العالم المادي ، أغفلوا العمل ببعض تلك الواجبات ، لأن إقرارهم الأوّل كان باللسان فقط ، فكان أن لم ينجحوا في الامتحان ، وهنا في هذه المرحلة الأولى من هذا العالم ، يجيب الجميع : مؤمنين ومنافقين ، إجابات صحيحة تتفق مع الحقيقة . إلا أن هذا السؤال الأخير امتحان يراد به معرفة ما إذا كانت العقيدة قلبية ، إذ في هذه الحالة يكون الجواب ما قلته ويكون الخلاص . أمّا إذا كان الجواب : كان الناس يقولون فقلت ، فعندئذ لا ينفع التقليد في القول بغير أن يعقد عليه القلب ، كما أنّك تعلم أن أخبار المعصومين تورد هذه التفاصيل نفسها » فقلت : « نعم ، الآن تذكّرت أن هذا هو ما ورد في الأخبار ، ولكن الخوف والاندهاش عند طرح السؤال أنساني ذلك ، وها أنت تذكرني به الآن ، فلا أبعدك الله عنّي . والأن قل لي كيف حدث أنّك تعرفني ، مع أني لم أرك من قبل ، ومع ذلك فإني لفرط حبي لك أرّى فراقك يعني الهلاك لي ؟ » فقال : « لقد كنت معك منذ البداية ، وأنا أكن لك الود ، ولكنك لم تشعر بي ، لأنّك في عالم المادة لم تكن قوي البصيرة . ما أنا إلا حبل المحبة الذي يربطك بعلي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة وسورة الهدى ، وهي المحبة التي لهم فيك بقدر قابليتك . ولذلك كان اسمي " الهادي ، أي هاديك أنت . أما هو فإنه هادي المتقين جميعا ، (دُلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمُتَّقِينَ إنه تمسّكك بتلك العروة الوثقى : فَمَن يكفر بالطاغوتِ ويؤمن بالله فقد اشتَمْسَك بالعروة الوثقى لا انفصام لها )، لذلك فأنا لا أنفصل عنك إلا إذا أبعدت نفسك عني باتباعك الهوى . أما وجه تكنيتي بأبي الوفاء وأبي تراب فيعود إلى سلوكك و انطباقه على الأقوال والوعود وتواضعك للمؤمنين . وخلاصة القول : إنّي وليد علي في مهد قلبك ، وإن مقدار استعدادي لمسالمتك وعدم مسالمتك يعود إليك ففي حاله معصيتك أهرب منك ، وفي حالة توبتك أكون جليسك . ومن هذه الناحية قلت : إني في رحلة هذا العالم لا أنفصل عنك إلا في حالة تقصيرك " أو قصورك ، وهما من صنع يديك : ذالك بماً قدّمَت أيدِيكُمْ وأنّ الله ليس بظلام للعبيد سأذهب الآن وأتركك تستريح ، فما أنا إلا تلك الأمانة الإلهية التي عهد الله بها إليك . إن القرآن مليء بحكايتي ، ولكن من المؤسف أنك قرأت القرآن كثيراً ، ومع ذلك تقول إنّك لا تعرفني
يتبع...
اللهم عجل لؤليك الفرج 🌹
اللهم صل على محمد وال محمد 🌷
قصص العلماء العرفانين 🌱
@alarfan
>>Click here to continue<<