TG Telegram Group & Channel
قصص العلماء العرفانين | United States America (US)
Create: Update:

《تأملات في عالم الحقيقة》🌿 جزء الخامس

سكتُ أنتظر أن يطرحا على أسئلة أخرى ، ولكنهما لم يسألا تلك الأسئلة ، وإنما سألاني : « من أين لك هذه الإجابات ، وممّن تعلمتها ؟ » . " فلم أجب ، بل احتواني التفكير ، وسألت نفسي : الأدلة والبراهين التي كنا قد أعددناها في دار الغفلة والجهالة والخطأ والسهو ، مَن يضمن أنّها كانت بعيدة عن السهو والخطأ في المادة ، أو في الصورة ، أو في ظروف وضعها ؟ وكيف ندري أننا لم نحسب العقيم ولودا ؟ وكيف نعلم أنّها تنطبق على المقاييس المنطقية ، وأن المقاييس المنطقية تنسجم مع الواقع ، وأنّ أرسطو نفسه الذي وضع تلك المقاييس لم يك على خطأ؟ فكثيراً ما ننتبه في ذلك العالم نفسه إلى بعض أخطائنا ومزالقنا . وعلى فرض صحة تلك البراهين ، فإنّها لا تنفع إلا في ذلك العالم الذي هو عالم العمى والجهل ، حيث تكون الحاجة إلى تلك " المقاييس كحاجة الأعمى إلى العصا أو كحاجة البصير إليها حيث الظلام المتراكم . أمّا في هذا العالم الذي يسطع فيه النور على الحقائق ، وحيث يكون البصر حديدا ، فلن تكون حاجة إلى عصا . وعليه ، فما الذي يريده مني هذان ؟ إلهي ، إنني حديث الولادة في هذا العالم ، ولا أعرف شيئاً من " مصطلحاته ، فأدركني بحق علي بن أبي طالب . كنتُ غارقاً في بحر هذه التأملات عندما سمعت صيحتهما كصاعقة من السماء ، وهما يطلبان جواب سؤالهما الأخير : من أين لك هذا الذي قلته ؟ نظرث ، وليتني لم أنظر ؛ فقد رأيت علامات الغضب الشديد على ملامحهما ، وقد برزت عيونهما محمرة كشعلة من النار ، واسود وجهاهما ، فغرا فميهما كأفواه الإبل بدت فيهما الأنياب الصفر الطويلة ، وقد رفعا هراوتيهما تهيّؤاً للضرب . فأصابني فزع شديد وخوف لا مزيد عليه ، فغشي علي ، ولكني في تلك اللحظة ألهمت أن أقول بصوت ضعيف وأنا أغمض عيني من شدة الخوف : « ذلك ما هداني الله إليه » فسمعتهما يقولان : « نَمَ نومة العروس » ، وذهبا استولى علي النوم أو الإغماء ، ولكني شعرت بأني قد تحرّرت من ذلك الخوف . وبعد برهة عدت إلى رشدي وفتحت عيني ، وإذا بي في غرفة مفروشة ، ورأيت شابا صبيحا ، جميل الشعر ، طيب الرائحة ، يضع رأسي في حجره ينتظرني أن أفيق . فرفعت رأسي عن حجره أدباً وتواضعاً وسلمت عليه ، فتبسّم في وجهي ونهض وهو يرد علي السلام ، وعانقني بكل محبة ومودّة ، وقال : « اجلس ، فما أنا بنبي ولا إمام ولا ملك ، بل انا حبيبك ورفيقك » فسألته : « من أنت ، وما إسمك ، وإلى من تنتسب ؟ وما أحلى أن تكون أنت رفيقي ، وأكون بصحبتك دائماً ! » .

يتبع.....

اللهم صل على محمد وال محمد 🌴

قصص العلماء العرفانين 🌹

@alarfan

《تأملات في عالم الحقيقة》🌿 جزء الخامس

سكتُ أنتظر أن يطرحا على أسئلة أخرى ، ولكنهما لم يسألا تلك الأسئلة ، وإنما سألاني : « من أين لك هذه الإجابات ، وممّن تعلمتها ؟ » . " فلم أجب ، بل احتواني التفكير ، وسألت نفسي : الأدلة والبراهين التي كنا قد أعددناها في دار الغفلة والجهالة والخطأ والسهو ، مَن يضمن أنّها كانت بعيدة عن السهو والخطأ في المادة ، أو في الصورة ، أو في ظروف وضعها ؟ وكيف ندري أننا لم نحسب العقيم ولودا ؟ وكيف نعلم أنّها تنطبق على المقاييس المنطقية ، وأن المقاييس المنطقية تنسجم مع الواقع ، وأنّ أرسطو نفسه الذي وضع تلك المقاييس لم يك على خطأ؟ فكثيراً ما ننتبه في ذلك العالم نفسه إلى بعض أخطائنا ومزالقنا . وعلى فرض صحة تلك البراهين ، فإنّها لا تنفع إلا في ذلك العالم الذي هو عالم العمى والجهل ، حيث تكون الحاجة إلى تلك " المقاييس كحاجة الأعمى إلى العصا أو كحاجة البصير إليها حيث الظلام المتراكم . أمّا في هذا العالم الذي يسطع فيه النور على الحقائق ، وحيث يكون البصر حديدا ، فلن تكون حاجة إلى عصا . وعليه ، فما الذي يريده مني هذان ؟ إلهي ، إنني حديث الولادة في هذا العالم ، ولا أعرف شيئاً من " مصطلحاته ، فأدركني بحق علي بن أبي طالب . كنتُ غارقاً في بحر هذه التأملات عندما سمعت صيحتهما كصاعقة من السماء ، وهما يطلبان جواب سؤالهما الأخير : من أين لك هذا الذي قلته ؟ نظرث ، وليتني لم أنظر ؛ فقد رأيت علامات الغضب الشديد على ملامحهما ، وقد برزت عيونهما محمرة كشعلة من النار ، واسود وجهاهما ، فغرا فميهما كأفواه الإبل بدت فيهما الأنياب الصفر الطويلة ، وقد رفعا هراوتيهما تهيّؤاً للضرب . فأصابني فزع شديد وخوف لا مزيد عليه ، فغشي علي ، ولكني في تلك اللحظة ألهمت أن أقول بصوت ضعيف وأنا أغمض عيني من شدة الخوف : « ذلك ما هداني الله إليه » فسمعتهما يقولان : « نَمَ نومة العروس » ، وذهبا استولى علي النوم أو الإغماء ، ولكني شعرت بأني قد تحرّرت من ذلك الخوف . وبعد برهة عدت إلى رشدي وفتحت عيني ، وإذا بي في غرفة مفروشة ، ورأيت شابا صبيحا ، جميل الشعر ، طيب الرائحة ، يضع رأسي في حجره ينتظرني أن أفيق . فرفعت رأسي عن حجره أدباً وتواضعاً وسلمت عليه ، فتبسّم في وجهي ونهض وهو يرد علي السلام ، وعانقني بكل محبة ومودّة ، وقال : « اجلس ، فما أنا بنبي ولا إمام ولا ملك ، بل انا حبيبك ورفيقك » فسألته : « من أنت ، وما إسمك ، وإلى من تنتسب ؟ وما أحلى أن تكون أنت رفيقي ، وأكون بصحبتك دائماً ! » .

يتبع.....

اللهم صل على محمد وال محمد 🌴

قصص العلماء العرفانين 🌹

@alarfan


>>Click here to continue<<

قصص العلماء العرفانين




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)