📜دروس في علم الأخلاق📜

الدرس 🎙 109

🔰بحث اليقين 🔰
قصة موسى وشعيب (عليهما السلام)

الدرس 19

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

(بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاه على النبي واله ومن ولاه اللهم عجل لوليك الفرج
لقد كان الكلام في الدرس السابق حول لقاء موسى وشعيب على نبينا والهما السلام
قَصَّ موسى على شعيب القصص وحدثه بما حصل معه واخبره بانه كان قد شكل نواة مشروعا اخلاقيا وتوحيدي في مجتمع مصر المتكون من بني اسرائيل والاقباط والفراعنه
ثم اكتشف امره بسبب الحادثة التي حصلت وقد ذكرناها في الدرس السابق وقبل شعيب موسى على ان يعمل عند شعيب وفي هذه الفتره صار موسى يتزوج بنت شعيب اشترط الزواج ان يشتغل موسى عند شعيب ثمان سنوات او عشره يعني هو الحد الادنى ثمانيه اذا يريد موسى يجعلهن عشره جزاه الله خير
فاشتغل موسى عنده شعيب عشر سنوات بالرعي
هنا في الحقيقه القصه وهي قصه الرعي
لها ظاهر وباطن او قل لها عباره واشاره العباره او الظاهر ان موسى بن عمران يرعى الغنم
يعني يكون وجوده في بيت شعيب مقترنا بالعمل
ويعمل ايضا له نسبة من الأغنام الامر هكذا
لكن اشاره الموضوع هو ان موسى ابن عمران كان في الفترة السابقة يعيش في دلال والترف لانه نشا في بيت فرعون
ولما انسان يعيش هذه الحياة السهلة والمترفة يصعب عليه أن يكون قائد حكيم وقوي
بل يجب أن يدخل في مشاكل المجتمع الكثيرة
ويرى مشاكل والقهر ويرى التعب به
ويقاسي مايقاسي
بنفس الوقت هذا الشاب سوف يحتك بطبقات المجتمع فاذا كان مدللا ومترفا وهكذا
سوف لن يتحمل امزجة الناس وطبائعهم المختلفة فالله عز وجل بتربيته يهيئ موسى لقيادة كبيرة ومقام عالي فسينقله من حياه الترف والدلال والابهه والقصور والفخامه الى حياه البدو والصحراء وما شابه ذلك لاحظوا معي انه اغلب الانبياء الله عز وجل يتعبهم
مثلا أحدهم يشغله مع الخشب فالنجار يتعامل مع الجمادات اشياء قاسيه لا تتاقلم مع الذات الانسانيه المرنه
واحدهم يشغله مع الحديد
والنجار نوح و زكريا واحدهم يشغله مع حديد مثلا داود عليه السلام الآن نحن أحدنا خلقه ويخلق الحديد مع كعمل له فيحتاج كثير من الصبر والتحمل واحدهم يشغله مع الاغنام
يعني عالم الرعي والاغنام عالم لايأتي على المزاج تخيل أن تسيطر على خلق كالاغنام وهي حيوانات تمشي من هنا وهناك عندها سوف تتعلم الصبر لما تتعامل مع هكذا نماذج كل هذا الغايه من عنده حتى إذا الله عز وجل ارسلهم الى البشر سوف يتحملوهم لان سوف يسقطون ويتهمونهم ويكذبوهم ويحاربوهم ولاياتون بالمزاج لايرضون ويوافقون ويمكن أن لا يوافقون
فانت اذا كان لك قدرة على الحيوانات جيدة
اذا بالتأكيد ستكون لك قدرة على ابن ادم
فهذه تربيه جبريه تربيه قصريه هو فيها يربي الله عز وجل بهذه الطريقة يربي اوليائه من حيث لا يشعرون وهم بعدهم شبابا يعني هو شاب الله يبتلي بزوجه تتعبه أو زوجة صالحة الله عز وجل يبتليها بزوج يسقطها يتعبها يكذب عليها يغلط بحقها
بمعنى من المعاني أن الله تعالى يعلم الصبر للإنسان عندما يشتغل بالرعي أتى بموسى وجعله راعيا في بيئة قاسية وشديدة بحيث ان الانسان كيف سيتحمل كما في قصه يوسف على سبيل المثال جعل اعداء ببيته وتحمله هذا معناه اذا هو تحمل الناس الذين ببيته سوف يتحمل الناس الذين في الشارع فالامر فيه سر من اسرار الله
ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يربي الانسان لن يقول له انا سوف اربيك أو اعذرني ليس هكذا
وانما ينزله في البلاء وغيرها بالنتيجة الله يريد مصلحتك
ومصلحتك هي الابتلاء بهذا البلاء حتى تتكامل فيعترض البعض نعم فاليعترض فبالنتيجة ابتلاه بهذا البلاء وفي الحقيقة هو تربية فرباه بهذه التربيية التي هي رعاية الاغنام في هذه القصة
ولخصها انه انت ارع الاغنام فإذا رعيتها انت حينها اذا ارسلتك الى ال فرعون والى الاقباط انت سوف تتحملهم لان انت عشر سنوات تتحمل خلق الاغنام فمن غير المعقول لن تتحمل خلق البشر وكانت هذه من اجمل واعقد واصعب مراحل عمر موسى عليه بالنتيجه هكذا القصة كانت
وهناك ملاحظه اخرى نشير إليها
أن موسى لم يكن يرعى الاغنام فقط بل كان يرعي اغنام نفسه أيضا
يعني موسى بالعبارة كان يرعى الاغنام
لكن بالاشارة واللطافة يرعى اغنام نفسه
الان لدينا ثلاث مستويات عبارة واشاره ولطيفه
باللطافة موسى كان يتعبد ويختفي ويذكر الله ويناجيه عشر سنوات
انت تخيل شخصا لعشر سنوات بالصحراء بالصحراء كيف سيكون مولانا هو لايرى بهذه العشر سنوات مشاكل وغيرها في المجتمع وهو لديه اذكاره واوراده وشعيب حدد له عمله والله يربيه أيضا
وهو شاب بمقتبل العمر الله قد أدخره
لمرحله مهمه في حياة البشريه واليوم بيننا وبين موسى بن عمران لعله الفين لو اكثر من 2500 سنه تقريبا او اكثر والآن نحن نتكلم به
والقران الكريم كذلك تكلم عن النبي موسى بكثرة لأنها قصة متكاملة ومختصرة وتحتوي على كل مطالب العرفان العملي والسير والسلوك والاخلاق والعقائد

دروس الشيخ الدكتور علي المياحي

📜دروس في علم الأخلاق📜

الدرس 🎙 109

🔰بحث اليقين 🔰
قصة موسى وشعيب (عليهما السلام)

الدرس 19

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

(بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاه على النبي واله ومن ولاه اللهم عجل لوليك الفرج
لقد كان الكلام في الدرس السابق حول لقاء موسى وشعيب على نبينا والهما السلام
قَصَّ موسى على شعيب القصص وحدثه بما حصل معه واخبره بانه كان قد شكل نواة مشروعا اخلاقيا وتوحيدي في مجتمع مصر المتكون من بني اسرائيل والاقباط والفراعنه
ثم اكتشف امره بسبب الحادثة التي حصلت وقد ذكرناها في الدرس السابق وقبل شعيب موسى على ان يعمل عند شعيب وفي هذه الفتره صار موسى يتزوج بنت شعيب اشترط الزواج ان يشتغل موسى عند شعيب ثمان سنوات او عشره يعني هو الحد الادنى ثمانيه اذا يريد موسى يجعلهن عشره جزاه الله خير
فاشتغل موسى عنده شعيب عشر سنوات بالرعي
هنا في الحقيقه القصه وهي قصه الرعي
لها ظاهر وباطن او قل لها عباره واشاره العباره او الظاهر ان موسى بن عمران يرعى الغنم
يعني يكون وجوده في بيت شعيب مقترنا بالعمل
ويعمل ايضا له نسبة من الأغنام الامر هكذا
لكن اشاره الموضوع هو ان موسى ابن عمران كان في الفترة السابقة يعيش في دلال والترف لانه نشا في بيت فرعون
ولما انسان يعيش هذه الحياة السهلة والمترفة يصعب عليه أن يكون قائد حكيم وقوي
بل يجب أن يدخل في مشاكل المجتمع الكثيرة
ويرى مشاكل والقهر ويرى التعب به
ويقاسي مايقاسي
بنفس الوقت هذا الشاب سوف يحتك بطبقات المجتمع فاذا كان مدللا ومترفا وهكذا
سوف لن يتحمل امزجة الناس وطبائعهم المختلفة فالله عز وجل بتربيته يهيئ موسى لقيادة كبيرة ومقام عالي فسينقله من حياه الترف والدلال والابهه والقصور والفخامه الى حياه البدو والصحراء وما شابه ذلك لاحظوا معي انه اغلب الانبياء الله عز وجل يتعبهم
مثلا أحدهم يشغله مع الخشب فالنجار يتعامل مع الجمادات اشياء قاسيه لا تتاقلم مع الذات الانسانيه المرنه
واحدهم يشغله مع الحديد
والنجار نوح و زكريا واحدهم يشغله مع حديد مثلا داود عليه السلام الآن نحن أحدنا خلقه ويخلق الحديد مع كعمل له فيحتاج كثير من الصبر والتحمل واحدهم يشغله مع الاغنام
يعني عالم الرعي والاغنام عالم لايأتي على المزاج تخيل أن تسيطر على خلق كالاغنام وهي حيوانات تمشي من هنا وهناك عندها سوف تتعلم الصبر لما تتعامل مع هكذا نماذج كل هذا الغايه من عنده حتى إذا الله عز وجل ارسلهم الى البشر سوف يتحملوهم لان سوف يسقطون ويتهمونهم ويكذبوهم ويحاربوهم ولاياتون بالمزاج لايرضون ويوافقون ويمكن أن لا يوافقون
فانت اذا كان لك قدرة على الحيوانات جيدة
اذا بالتأكيد ستكون لك قدرة على ابن ادم
فهذه تربيه جبريه تربيه قصريه هو فيها يربي الله عز وجل بهذه الطريقة يربي اوليائه من حيث لا يشعرون وهم بعدهم شبابا يعني هو شاب الله يبتلي بزوجه تتعبه أو زوجة صالحة الله عز وجل يبتليها بزوج يسقطها يتعبها يكذب عليها يغلط بحقها
بمعنى من المعاني أن الله تعالى يعلم الصبر للإنسان عندما يشتغل بالرعي أتى بموسى وجعله راعيا في بيئة قاسية وشديدة بحيث ان الانسان كيف سيتحمل كما في قصه يوسف على سبيل المثال جعل اعداء ببيته وتحمله هذا معناه اذا هو تحمل الناس الذين ببيته سوف يتحمل الناس الذين في الشارع فالامر فيه سر من اسرار الله
ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يربي الانسان لن يقول له انا سوف اربيك أو اعذرني ليس هكذا
وانما ينزله في البلاء وغيرها بالنتيجة الله يريد مصلحتك
ومصلحتك هي الابتلاء بهذا البلاء حتى تتكامل فيعترض البعض نعم فاليعترض فبالنتيجة ابتلاه بهذا البلاء وفي الحقيقة هو تربية فرباه بهذه التربيية التي هي رعاية الاغنام في هذه القصة
ولخصها انه انت ارع الاغنام فإذا رعيتها انت حينها اذا ارسلتك الى ال فرعون والى الاقباط انت سوف تتحملهم لان انت عشر سنوات تتحمل خلق الاغنام فمن غير المعقول لن تتحمل خلق البشر وكانت هذه من اجمل واعقد واصعب مراحل عمر موسى عليه بالنتيجه هكذا القصة كانت
وهناك ملاحظه اخرى نشير إليها
أن موسى لم يكن يرعى الاغنام فقط بل كان يرعي اغنام نفسه أيضا
يعني موسى بالعبارة كان يرعى الاغنام
لكن بالاشارة واللطافة يرعى اغنام نفسه
الان لدينا ثلاث مستويات عبارة واشاره ولطيفه
باللطافة موسى كان يتعبد ويختفي ويذكر الله ويناجيه عشر سنوات
انت تخيل شخصا لعشر سنوات بالصحراء بالصحراء كيف سيكون مولانا هو لايرى بهذه العشر سنوات مشاكل وغيرها في المجتمع وهو لديه اذكاره واوراده وشعيب حدد له عمله والله يربيه أيضا
وهو شاب بمقتبل العمر الله قد أدخره
لمرحله مهمه في حياة البشريه واليوم بيننا وبين موسى بن عمران لعله الفين لو اكثر من 2500 سنه تقريبا او اكثر والآن نحن نتكلم به
والقران الكريم كذلك تكلم عن النبي موسى بكثرة لأنها قصة متكاملة ومختصرة وتحتوي على كل مطالب العرفان العملي والسير والسلوك والاخلاق والعقائد

hottg.com/alahalhob/82

333 viewsJun 7, 2022 at 23:12