📜 دروس في الأخلاق 📜

بحث التوبة 🔰

الدرس السادس 6 : أركان التوبة الستة ( 2 )

اللهم صل على محمد وآل محمد 💛 🍀

(( كان الكلام في الدرس السابق حول حديث الاستغفار الرواية التي وردت عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
الاستغفار : إسم واقع على ستة معانٍ :

أولها : الندم على ما مضى ثم العزم على ترك العود إليه أبداً وأن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة . وأن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها
في الدرس السابق أكملنا شرح ثلاث خطوات من المعنى الأول للمعاني الستة واليوم نكمل الخطوة الرابعة : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها :- هنا يجب على الإنسان أن يجلس مع نفسه جلسة المحاسب
كم من الصلوات مطلوب من البلوغ إلى يومنا هذا ، وكم مرة تهاونت بها ، كم مرة تركت الصلاة ، كم مرة قصرت فيها ، وكم مطلوب صلاة الآيات الواجبة مثلاً .. ⁉️
وكم مطلوب صيام ، وكم معه من فدية ويعني ثلاثة أرباع الكيلو .. ⁉️

ثم انتقل الى الحقوق الشرعية يعني الزكاة والخمس
عليك خمس ولم تخمسه ⁉️
وزكاة ولم تزكيها إلى الآن ⁉️

وتجردها جميعا ، وعندما يؤديها جميعاً انتقل للخطوة الأخرى وهي حقوق الله عز وجل
ناذر نذر شرعي ولم تؤديه إلى الآن ⁉️
وهذه كلها يجب أن يلتفت الإنسان إليها ويؤدي حقها ، عليك عهد لله وغيرها ...

ثم قال عليه السلام : وأن تعمد على اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالصيام حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحمٌ جديد
احيانا يكون مورد الإنسان المادي فيه حرام وشبهات نستجير بالله ، وهذه مسألة حقيقة جدا خطيرة ، لكن لم يبتلى بها كثير من الناس ولله الحمد ، على أي حال انسان رأس ماله حرام او مثلاً يعمل بعمل محرم نستجير بالله ، بعضهم مثلا يعمل بالربا ، أمواله أموال ربا فلما يأكل له ولأهله فهذه الأموال حرام وسيأكل الحرام جسمه سينبني بالحرام وأبنائه وعائلته كذلك ، هذا تغادره البركة وتنزل عليه البلائات والمصائب عاجلاً أو آجلاً .. فلايخلوا من البلاء من كان هذا حاله واراد أن يتوب .. يجب أن يبدأ من جديد ويتوب ويصفي أحواله وقدر الإمكان أن يصوم ، تبني نفسك من جديد وهذه مسأله بغاية الخطر فحتى هذا جسدك الذي بني بالحرام يجب أن تعيده من جديد وترتبه ..
ولذلك قوله سلام الله عليه : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان فليس بالترك فقط نعم قال الامام بالأحزان يعني بالبكاء والندم والحزن والخضوع والتوجه إلى الله تعالى لدرجة أن تبدء جديد ..
العين التي رأت الحرام تغسلها بالدموع والقلب يغسل بالحزن والندم على مامضى ..
ثم قال عليه السلام : وأن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، وعند ذلك تقول أستغفر الله ..
وهذه العبارة جدا مهمة لان البعض يعتقد أن السير إلى الله عز وجل يقترن بتعذيب النفس وهذا الكلام لاصحة له أبدا ، لأن طريقة أهل البيت عليهم السلام في تربية النفس طريقة مثلى وهي الطريقة الوحيدة التي توصل إلى الحقيقة فلاتعمد إلى تعذيب النفس كما تفعل بعض الفرق وبعض الديانات وغيرها
فطريقة اهل البيت عليهم السلام هي طريقة وسطى .. فهكذا يعبر الامام أن نفسك إذا ذاقت حلاوة المعصية فأذقها ألم ومرارة الطاعة والعجيب هل أن الطاعة فيها ألم ⁉️
القصد هنا هو أن تتعبها بالطاعة ، كما كانت كسولة عن صلاة الفجر مثلا عليك أن تجدها بالصلوات الواجبة واوقاتها وقيام الليل بصلاة الليل والتهجد بالاسحار والعبادات الصالحة .

فإن فعلت هذا عندها إستغفر الله : حقيقة هذا الحديث في غاية العمق وهو كما لا يخفى عليكم مصدره من كتاب نهج البلاغة باب المختار من الحكم ص ٤١٧

الآن يقول المألف : ومن المفيد أن يتدارك التائب بطاعة من جنس المعصية فمثلا إذا سافر سفر معصية فليقم بسفر طاعة كالحج والزيارة وصلة الرحم وماشابه ذلك ..
هذه الملاحظة جدا مهمة وهو أن الذنب الذي تتوب منه إعمل طاعة من جنس ذلك الذنب يعني على سبيل المثال أن الإنسان قد كذب لاسامح الله كذب بلسانه فمورد مكان المعصية في اللسان فكما كذبت باللسان عليك أن تذيقه الطاعة بذكر الله تعالى ، أو سافر إلى معصية يتوب منها ويسافر إلى طاعة يعني تكون الطاعة من جنس المعصية ))

نسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لان نكون من التائبين الحقيقيين بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ❤️

لاتنسوا خادمكم محتاج دعائكم 🍀💚

متابعة بقية البحوث والدروس الصوتية والمكتوبة لسماحة الشيخ علي المياحي 💛🍂
https://hottg.com/alahalhob

دروس الشيخ الدكتور علي المياحي

📜 دروس في الأخلاق 📜

بحث التوبة 🔰

الدرس السادس 6 : أركان التوبة الستة ( 2 )

اللهم صل على محمد وآل محمد 💛 🍀

(( كان الكلام في الدرس السابق حول حديث الاستغفار الرواية التي وردت عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
الاستغفار : إسم واقع على ستة معانٍ :

أولها : الندم على ما مضى ثم العزم على ترك العود إليه أبداً وأن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة . وأن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها
في الدرس السابق أكملنا شرح ثلاث خطوات من المعنى الأول للمعاني الستة واليوم نكمل الخطوة الرابعة : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها :- هنا يجب على الإنسان أن يجلس مع نفسه جلسة المحاسب
كم من الصلوات مطلوب من البلوغ إلى يومنا هذا ، وكم مرة تهاونت بها ، كم مرة تركت الصلاة ، كم مرة قصرت فيها ، وكم مطلوب صلاة الآيات الواجبة مثلاً .. ⁉️
وكم مطلوب صيام ، وكم معه من فدية ويعني ثلاثة أرباع الكيلو .. ⁉️

ثم انتقل الى الحقوق الشرعية يعني الزكاة والخمس
عليك خمس ولم تخمسه ⁉️
وزكاة ولم تزكيها إلى الآن ⁉️

وتجردها جميعا ، وعندما يؤديها جميعاً انتقل للخطوة الأخرى وهي حقوق الله عز وجل
ناذر نذر شرعي ولم تؤديه إلى الآن ⁉️
وهذه كلها يجب أن يلتفت الإنسان إليها ويؤدي حقها ، عليك عهد لله وغيرها ...

ثم قال عليه السلام : وأن تعمد على اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالصيام حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحمٌ جديد
احيانا يكون مورد الإنسان المادي فيه حرام وشبهات نستجير بالله ، وهذه مسألة حقيقة جدا خطيرة ، لكن لم يبتلى بها كثير من الناس ولله الحمد ، على أي حال انسان رأس ماله حرام او مثلاً يعمل بعمل محرم نستجير بالله ، بعضهم مثلا يعمل بالربا ، أمواله أموال ربا فلما يأكل له ولأهله فهذه الأموال حرام وسيأكل الحرام جسمه سينبني بالحرام وأبنائه وعائلته كذلك ، هذا تغادره البركة وتنزل عليه البلائات والمصائب عاجلاً أو آجلاً .. فلايخلوا من البلاء من كان هذا حاله واراد أن يتوب .. يجب أن يبدأ من جديد ويتوب ويصفي أحواله وقدر الإمكان أن يصوم ، تبني نفسك من جديد وهذه مسأله بغاية الخطر فحتى هذا جسدك الذي بني بالحرام يجب أن تعيده من جديد وترتبه ..
ولذلك قوله سلام الله عليه : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان فليس بالترك فقط نعم قال الامام بالأحزان يعني بالبكاء والندم والحزن والخضوع والتوجه إلى الله تعالى لدرجة أن تبدء جديد ..
العين التي رأت الحرام تغسلها بالدموع والقلب يغسل بالحزن والندم على مامضى ..
ثم قال عليه السلام : وأن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، وعند ذلك تقول أستغفر الله ..
وهذه العبارة جدا مهمة لان البعض يعتقد أن السير إلى الله عز وجل يقترن بتعذيب النفس وهذا الكلام لاصحة له أبدا ، لأن طريقة أهل البيت عليهم السلام في تربية النفس طريقة مثلى وهي الطريقة الوحيدة التي توصل إلى الحقيقة فلاتعمد إلى تعذيب النفس كما تفعل بعض الفرق وبعض الديانات وغيرها
فطريقة اهل البيت عليهم السلام هي طريقة وسطى .. فهكذا يعبر الامام أن نفسك إذا ذاقت حلاوة المعصية فأذقها ألم ومرارة الطاعة والعجيب هل أن الطاعة فيها ألم ⁉️
القصد هنا هو أن تتعبها بالطاعة ، كما كانت كسولة عن صلاة الفجر مثلا عليك أن تجدها بالصلوات الواجبة واوقاتها وقيام الليل بصلاة الليل والتهجد بالاسحار والعبادات الصالحة .

فإن فعلت هذا عندها إستغفر الله : حقيقة هذا الحديث في غاية العمق وهو كما لا يخفى عليكم مصدره من كتاب نهج البلاغة باب المختار من الحكم ص ٤١٧

الآن يقول المألف : ومن المفيد أن يتدارك التائب بطاعة من جنس المعصية فمثلا إذا سافر سفر معصية فليقم بسفر طاعة كالحج والزيارة وصلة الرحم وماشابه ذلك ..
هذه الملاحظة جدا مهمة وهو أن الذنب الذي تتوب منه إعمل طاعة من جنس ذلك الذنب يعني على سبيل المثال أن الإنسان قد كذب لاسامح الله كذب بلسانه فمورد مكان المعصية في اللسان فكما كذبت باللسان عليك أن تذيقه الطاعة بذكر الله تعالى ، أو سافر إلى معصية يتوب منها ويسافر إلى طاعة يعني تكون الطاعة من جنس المعصية ))

نسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لان نكون من التائبين الحقيقيين بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ❤️

لاتنسوا خادمكم محتاج دعائكم 🍀💚

متابعة بقية البحوث والدروس الصوتية والمكتوبة لسماحة الشيخ علي المياحي 💛🍂
https://hottg.com/alahalhob

hottg.com/alahalhob/148

2.3K viewsSep 1, 2022 at 01:54