TG Telegram Group & Channel
تراث آل الصدر الكرام | United States America (US)
Create: Update:

حال المؤمن بعد العيد

"أن رمضان فترة يُولد بعدها وفي يوم العيد إنسان جديد يبتدئ بحياته الجديدة فيما بعد العيد.

إن هذا الإنسان يختلف في أبعاد وجوده عن الإنسان السابق؛ إنه يعيش بإدراك أوسع امتد وتعمّق خلال الدورة التدريبية التي قضاها.

إنه يتمتع بإحساس أرهف اكتسبه من الصيام الذي أشعره بآلام المعذبين.
إنه يتحرك بطاقة جديدة تزود بها في تدريبه الإلهي، فازداد صمودًا وثباتًا ونما صبره واتزانه.

هذا الإنسان الكبير يحتفل بالتحول العميق الذي يحس به في وجوده، يحتفل شكرًا وفرحًا صبيحة العيد عندما ﴿تزكى * وذكر اسم ربه فصلى﴾ [الأعلى، 14-15].

ثم يبدأ بحياة جديدة تختلف عن حياته العادية عندما كان يسلك طريقه في إطار ذاتياته وعندما كان يسجن نفسه في قوقعة الأنا....

.. الآن -بعد العيد- فإنه يتحسس آلام المعوزين والمعذبين والكادحين ويفكر في تخفيف الأعباء عنهم ويعمل في هذا الصدد. إنه الآن يتألم عندما يرى أميًّا أو مريضًا أو منحرفًا.

إن إنساننا الجديد يرفض الاحتكار فلا يحتكر ولا يسمح بوجود الاحتكار في أمته. الاحتكار الذي يرفضه لا ينحصر في احتكار الأرزاق، بل يرفض احتكار العلم، احتكار الجاه، احتكار العمران وحتى احتكار الدين والجنة.

إنه يحب الإنسان، أي إنسان، ولكن يكره انحرافه، شذوذه، إلحاده، لامبالاته فيسعى لمعالجته كما يعالج أبناءه المرضى.

هذا هو خط المسلم بعد عيد الفطر.
جهد مستمر لمعالجة المشاكل الاجتماعية، لإنصاف الطبقات المحرومة لرفع مستوى الفئات والمناطق المتخلفة المظلومة.



🔹🔹🔹🔹🔹

#السيد_موسى_الصدر

من مقال صحفي له بمناسبة عيد الفطر السعيد، نُشِر في جريدة لسان الحال 21-11-1971

حال المؤمن بعد العيد

"أن رمضان فترة يُولد بعدها وفي يوم العيد إنسان جديد يبتدئ بحياته الجديدة فيما بعد العيد.

إن هذا الإنسان يختلف في أبعاد وجوده عن الإنسان السابق؛ إنه يعيش بإدراك أوسع امتد وتعمّق خلال الدورة التدريبية التي قضاها.

إنه يتمتع بإحساس أرهف اكتسبه من الصيام الذي أشعره بآلام المعذبين.
إنه يتحرك بطاقة جديدة تزود بها في تدريبه الإلهي، فازداد صمودًا وثباتًا ونما صبره واتزانه.

هذا الإنسان الكبير يحتفل بالتحول العميق الذي يحس به في وجوده، يحتفل شكرًا وفرحًا صبيحة العيد عندما ﴿تزكى * وذكر اسم ربه فصلى﴾ [الأعلى، 14-15].

ثم يبدأ بحياة جديدة تختلف عن حياته العادية عندما كان يسلك طريقه في إطار ذاتياته وعندما كان يسجن نفسه في قوقعة الأنا....

.. الآن -بعد العيد- فإنه يتحسس آلام المعوزين والمعذبين والكادحين ويفكر في تخفيف الأعباء عنهم ويعمل في هذا الصدد. إنه الآن يتألم عندما يرى أميًّا أو مريضًا أو منحرفًا.

إن إنساننا الجديد يرفض الاحتكار فلا يحتكر ولا يسمح بوجود الاحتكار في أمته. الاحتكار الذي يرفضه لا ينحصر في احتكار الأرزاق، بل يرفض احتكار العلم، احتكار الجاه، احتكار العمران وحتى احتكار الدين والجنة.

إنه يحب الإنسان، أي إنسان، ولكن يكره انحرافه، شذوذه، إلحاده، لامبالاته فيسعى لمعالجته كما يعالج أبناءه المرضى.

هذا هو خط المسلم بعد عيد الفطر.
جهد مستمر لمعالجة المشاكل الاجتماعية، لإنصاف الطبقات المحرومة لرفع مستوى الفئات والمناطق المتخلفة المظلومة.



🔹🔹🔹🔹🔹

#السيد_موسى_الصدر

من مقال صحفي له بمناسبة عيد الفطر السعيد، نُشِر في جريدة لسان الحال 21-11-1971


>>Click here to continue<<

تراث آل الصدر الكرام




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)