السؤال :
⚪ حكم صلاة الغائب على شهداء فلسطين ؟

الجواب :
المقصود بـ صلاة الغائب هي صلاة الجنازة التي تصلى على من مات ببلد آخر.

وقد اختلف العلماء في حكم صلاة الغائب :
1️⃣ القول الأول: تشرع الصلاة على كل غائب عن البلد ، ولو صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.

❂ وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه يوم مات النجاشي ملك الحبشة رحمه الله ، فنعاه لهم ، وصفهم وصلى عليه صلاة الجنازة). وهذا الحديث دليل على مشروعية الصلاة على الغائب.

❂ قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله في "المجموع" (5/211) : " مذهبنا جواز الصلاة على الغائب عن البلد ودليلنا حديث النجاشي وهو صحيح لا مطعن فيه ".

❂ وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله في "المغني" (2/195) : " وتجوز الصلاة على الغائب في بلد آخر بالنية فيستقبل القبلة , ويصلي عليه كصلاته على حاضر , وسواء كان الميت في جهة القبلة أو لم يكن , وسواء كان بين البلدين مسافة القصر أو لم يكن . وبهذا قال الإمام الشافعي ".

❂ وقال المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/533) : " ( ويصلي على الغائب بالنية ) هذا المذهب مطلقا ( يعني سواء صُلِّي عليه أم لا ، وسواء كان له نفع عام للمسلمين أم لا ) , وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم ".

2️⃣ القول الثاني: لا تشرع صلاة الغائب وأن الصلاة عليه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا مذهب الحنفية والمالكية.

❂ قال الخرشي (مالكي) (2/142) : " وصلاته عليه الصلاة والسلام على النجاشي من خصوصياته ". ونحوه في " بدائع الصنائع " للكاسائي ( حنفي ) ( 1/ 312).

❂ وقد رد جمهور العلماء عليهم : بأن الخصوصية لا تثبت إلا بدليل صحيح ، والأصل : أن الأمة مأمورة بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به.

3️⃣ القول الثالث: تشرع الصلاة على الغائب بشرط ألا يكون قد صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه ، فإن صُلِّي عليه فلا تشرع صلاة الغائب عليه. وهذا القول رواية أخرى عن الإمام أحمد ، واختارها ابن تيمية وابن القيم.

4️⃣ القول الرابع: تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين ، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك. وهذ القول رواية ثالثة عن الإمام أحمد. ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه قال: إذا مات رجل صالح صلي عليه ، واحتج بقصة النجاشي.

⏹️ والخلاصة : الصلاة على الغائب مشروعة ، لما ثبت من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على النجاشي ، وأنه لم يقم دليل على أن ذلك خاص به صلى الله عليه وسلم. فتشرع الصلاة على كل غائب عن البلد شق على الناس حضور جنازته، ولو صُلي عليه في المكان الذي مات فيه، كما هو معتمد مذهب السادة الشافعية والحنابلة. وبناء عليه فصلاة الغائب على شهداء غزة صحيحة وجائزة. بل وندعو المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وأئمة المساجد لإقامة صلاة الغائب وإن من أوجب الواجبات علي كل مسلم أن يسهم في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومة الإحتلال الصهيوني بما يستطيع.
____
📚 ((بدائع الصنائع)) للكاسائي (1/312)، ((مختصر خليل)) للخرشي (2/142)، ((المجموع)) للنووي (5/211)، ((المغني)) لإبن قدامه (2/195).

دروس وفوائد في الرقية الشرعية

السؤال :
⚪ حكم صلاة الغائب على شهداء فلسطين ؟

الجواب :
المقصود بـ صلاة الغائب هي صلاة الجنازة التي تصلى على من مات ببلد آخر.

وقد اختلف العلماء في حكم صلاة الغائب :
1️⃣ القول الأول: تشرع الصلاة على كل غائب عن البلد ، ولو صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.

❂ وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه يوم مات النجاشي ملك الحبشة رحمه الله ، فنعاه لهم ، وصفهم وصلى عليه صلاة الجنازة). وهذا الحديث دليل على مشروعية الصلاة على الغائب.

❂ قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله في "المجموع" (5/211) : " مذهبنا جواز الصلاة على الغائب عن البلد ودليلنا حديث النجاشي وهو صحيح لا مطعن فيه ".

❂ وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله في "المغني" (2/195) : " وتجوز الصلاة على الغائب في بلد آخر بالنية فيستقبل القبلة , ويصلي عليه كصلاته على حاضر , وسواء كان الميت في جهة القبلة أو لم يكن , وسواء كان بين البلدين مسافة القصر أو لم يكن . وبهذا قال الإمام الشافعي ".

❂ وقال المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/533) : " ( ويصلي على الغائب بالنية ) هذا المذهب مطلقا ( يعني سواء صُلِّي عليه أم لا ، وسواء كان له نفع عام للمسلمين أم لا ) , وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم ".

2️⃣ القول الثاني: لا تشرع صلاة الغائب وأن الصلاة عليه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا مذهب الحنفية والمالكية.

❂ قال الخرشي (مالكي) (2/142) : " وصلاته عليه الصلاة والسلام على النجاشي من خصوصياته ". ونحوه في " بدائع الصنائع " للكاسائي ( حنفي ) ( 1/ 312).

❂ وقد رد جمهور العلماء عليهم : بأن الخصوصية لا تثبت إلا بدليل صحيح ، والأصل : أن الأمة مأمورة بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به.

3️⃣ القول الثالث: تشرع الصلاة على الغائب بشرط ألا يكون قد صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه ، فإن صُلِّي عليه فلا تشرع صلاة الغائب عليه. وهذا القول رواية أخرى عن الإمام أحمد ، واختارها ابن تيمية وابن القيم.

4️⃣ القول الرابع: تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين ، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك. وهذ القول رواية ثالثة عن الإمام أحمد. ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه قال: إذا مات رجل صالح صلي عليه ، واحتج بقصة النجاشي.

⏹️ والخلاصة : الصلاة على الغائب مشروعة ، لما ثبت من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على النجاشي ، وأنه لم يقم دليل على أن ذلك خاص به صلى الله عليه وسلم. فتشرع الصلاة على كل غائب عن البلد شق على الناس حضور جنازته، ولو صُلي عليه في المكان الذي مات فيه، كما هو معتمد مذهب السادة الشافعية والحنابلة. وبناء عليه فصلاة الغائب على شهداء غزة صحيحة وجائزة. بل وندعو المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وأئمة المساجد لإقامة صلاة الغائب وإن من أوجب الواجبات علي كل مسلم أن يسهم في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومة الإحتلال الصهيوني بما يستطيع.
____
📚 ((بدائع الصنائع)) للكاسائي (1/312)، ((مختصر خليل)) للخرشي (2/142)، ((المجموع)) للنووي (5/211)، ((المغني)) لإبن قدامه (2/195).

hottg.com/akadimiat_iihya_litahil_alroqat/8513

188 viewsMar 17 at 22:13