TG Telegram Group & Channel
قناة عبد العزيز بن داخل المطيري | United States America (US)
Create: Update:

ولذلك كان القول المحقق في تعريف البلاغة أنها بلوغ الخطاب غاية المقصد، وذلك يتحقق بالإيجاز في موضعه، وبالإطناب في موضعه، وقول بعضهم: "البلاغة الإيجاز" لا يصحّ بهذا الإطلاق إلا إذا أريد به حذف الحشو وما يعاب من التطويل والتكرار، وليس ما يقابل الإطناب.
ولو التزم القول بأنّ البلاغة الإيجاز لخرجت كثير من المدائح والمراثي والاعتذارات عن حدّ البلاغة لأن عمدتها على التفنن في الإطناب لغرض التأثير على القلوب.
إذا تبيّنت هذه المقدمة فإنّ النص على ذكر الليل والنهار في قول الله تعالى: {أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً} فيه النصّ على ما يثير ترقّب وقوع هذه العاقبة ليدرَك مثلها في عاقبة المغترين بالحياة الدنيا؛ فيبقى القلب متوقعاً وقوع هذه العاقبة في الليل وفي النهار.
وهذا نظير قول الله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ‌بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)}.
وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ ‌بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠)}
فإنه إذا أصبح لم يكن بمأمن من أخذة الله له في ساعة من ساعات نهاره، وإذا أمسى لم يكن بأمن من أن يأخذه الله في ساعة من ساعات ليله؛ فيبقى في حال ترقب من وقوع الوعيد في ليله ونهاره ولو كذّب به، وهذا المعنى لا يؤدى بغير النص على الليل والنهار.
- قال ابن عطية: (وتقسيمه {‌لَيْلًا ‌أَوْ ‌نَهاراً} تنبيه على الخوف وارتفاع الأمن في كل وقت).
- وقال ابن عاشور: (وقوله: {‌ليلا ‌أو ‌نهارا} ترديد في الوقت لإثارة التوقع من إمكان زوال نضارة الحياة في جميع الأزمنة؛ لأنَّ الشيء الموقت بمعين من التوقيت يكون الناس في أمن من حلوله في غير ذلك الوقت).

ولذلك كان القول المحقق في تعريف البلاغة أنها بلوغ الخطاب غاية المقصد، وذلك يتحقق بالإيجاز في موضعه، وبالإطناب في موضعه، وقول بعضهم: "البلاغة الإيجاز" لا يصحّ بهذا الإطلاق إلا إذا أريد به حذف الحشو وما يعاب من التطويل والتكرار، وليس ما يقابل الإطناب.
ولو التزم القول بأنّ البلاغة الإيجاز لخرجت كثير من المدائح والمراثي والاعتذارات عن حدّ البلاغة لأن عمدتها على التفنن في الإطناب لغرض التأثير على القلوب.
إذا تبيّنت هذه المقدمة فإنّ النص على ذكر الليل والنهار في قول الله تعالى: {أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً} فيه النصّ على ما يثير ترقّب وقوع هذه العاقبة ليدرَك مثلها في عاقبة المغترين بالحياة الدنيا؛ فيبقى القلب متوقعاً وقوع هذه العاقبة في الليل وفي النهار.
وهذا نظير قول الله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ‌بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)}.
وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ ‌بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠)}
فإنه إذا أصبح لم يكن بمأمن من أخذة الله له في ساعة من ساعات نهاره، وإذا أمسى لم يكن بأمن من أن يأخذه الله في ساعة من ساعات ليله؛ فيبقى في حال ترقب من وقوع الوعيد في ليله ونهاره ولو كذّب به، وهذا المعنى لا يؤدى بغير النص على الليل والنهار.
- قال ابن عطية: (وتقسيمه {‌لَيْلًا ‌أَوْ ‌نَهاراً} تنبيه على الخوف وارتفاع الأمن في كل وقت).
- وقال ابن عاشور: (وقوله: {‌ليلا ‌أو ‌نهارا} ترديد في الوقت لإثارة التوقع من إمكان زوال نضارة الحياة في جميع الأزمنة؛ لأنَّ الشيء الموقت بمعين من التوقيت يكون الناس في أمن من حلوله في غير ذلك الوقت).


>>Click here to continue<<

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)