TG Telegram Group & Channel
نِثارُ أَحرُف | United States America (US)
Create: Update:

هنا الى جانب تلك المرأة، بائعة طعام الطيور جلسنا قِبالة مقبرة الحجون (مقبرة المُعلّاة) في مكة المكرمة، حيث مثوى أعاظم البشر، آباء النبي المصطفى، قصي، وهاشم، وعبد مناف، وعبد المطلب ومعهم عمّه والذائد عنه أبو طالب، وزوجته المُعينة له خديجة بنت خويلد...
أسماء يخشع القلب لطروّها على الأسماع ورؤية محتدها، ولو عن بُعد لأن فِرقة غير ناجية تعتبر القرب منهم وملامسة آثارهم وتنسّم عطر قبورهم شركاً بالله!

جلسنا بين الطيور المطمئنة لنقرأ زيارة هؤلاء العظماء بما ورد في زيارتهم عن أئمتنا عليهم السلام، فنسلم على عبد مناف بـ: «السلام عليك أيها السيّد النبيل والغصن المثمر من شجرة إبراهيم... السلام عليك يا سيد الحرم...»
ونسلّم على عبد المطلب بـ: «السلام عليك يا سيد البطحاء... السلام عليك يا ساقي الحجيج وحافر زمزم... السلام عليك يا من طاف حول الكعبة وجعله سبعة أشواط...»
ونسلّم على أبو طالب بـ: «السلام عليك يا سيد البطحاء وابن رئيسها، السلام عليك يا وارث الكعبة بعد تأسيسها، السلام عليك يا كافل الرسول وناصره...».
ونسلّم على خديجة الكبرى بـ:«السلام عليكِ يا أول المؤمنات، السلام عليكِ يا من أنفقت مالها في نصرة سيد الأنبياء...».

وما إن انتهينا حتى استأذنت هذه المرأة، بائعة طعام الطيور مني بأن أسمح لها بالتقاط صورة للكتاب الذي قرأنا فيه الزيارات كي تقتني مثله، لأنها قالت بما نصّه: «هذا كلام مزبور لم أسمع به من قبل»، لقد عبّرت عن هذه الزيارات بأنها كلام مزبور وتلهفت لقراءته، فأعطيتها الكتاب ليكون مُلكاً لها، فسُرّت أيّما مسرّة وأخذت تُقلّب صفحاته بشغف.

فلم أُشفق على حالها الذي اضطرها لبيع طعام الطيور وهي تضع طفلها في حضنها بقدر ما أشفقتُ على حرمانها هي والكثيرين من كلام آل محمّد (صلوات اللّه عليهم)، بل أحسستُ أنها استغنت بامتلاكها هذا الكتاب الصغير، فحديثهم غنىً للروح وسلوى للأيام، وقد استحضرتُ قول الإمام الصادق (عليه السّلام): «.. فإن النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا».
وها قد رأيتُ بأم عيني ماذا فعل كلامهم.

_ زهراء حسام.
٣ رجب الأصب، ١٤٤٥هـ.

نِثارُ أَحرُف
Photo
هنا الى جانب تلك المرأة، بائعة طعام الطيور جلسنا قِبالة مقبرة الحجون (مقبرة المُعلّاة) في مكة المكرمة، حيث مثوى أعاظم البشر، آباء النبي المصطفى، قصي، وهاشم، وعبد مناف، وعبد المطلب ومعهم عمّه والذائد عنه أبو طالب، وزوجته المُعينة له خديجة بنت خويلد...
أسماء يخشع القلب لطروّها على الأسماع ورؤية محتدها، ولو عن بُعد لأن فِرقة غير ناجية تعتبر القرب منهم وملامسة آثارهم وتنسّم عطر قبورهم شركاً بالله!

جلسنا بين الطيور المطمئنة لنقرأ زيارة هؤلاء العظماء بما ورد في زيارتهم عن أئمتنا عليهم السلام، فنسلم على عبد مناف بـ: «السلام عليك أيها السيّد النبيل والغصن المثمر من شجرة إبراهيم... السلام عليك يا سيد الحرم...»
ونسلّم على عبد المطلب بـ: «السلام عليك يا سيد البطحاء... السلام عليك يا ساقي الحجيج وحافر زمزم... السلام عليك يا من طاف حول الكعبة وجعله سبعة أشواط...»
ونسلّم على أبو طالب بـ: «السلام عليك يا سيد البطحاء وابن رئيسها، السلام عليك يا وارث الكعبة بعد تأسيسها، السلام عليك يا كافل الرسول وناصره...».
ونسلّم على خديجة الكبرى بـ:«السلام عليكِ يا أول المؤمنات، السلام عليكِ يا من أنفقت مالها في نصرة سيد الأنبياء...».

وما إن انتهينا حتى استأذنت هذه المرأة، بائعة طعام الطيور مني بأن أسمح لها بالتقاط صورة للكتاب الذي قرأنا فيه الزيارات كي تقتني مثله، لأنها قالت بما نصّه: «هذا كلام مزبور لم أسمع به من قبل»، لقد عبّرت عن هذه الزيارات بأنها كلام مزبور وتلهفت لقراءته، فأعطيتها الكتاب ليكون مُلكاً لها، فسُرّت أيّما مسرّة وأخذت تُقلّب صفحاته بشغف.

فلم أُشفق على حالها الذي اضطرها لبيع طعام الطيور وهي تضع طفلها في حضنها بقدر ما أشفقتُ على حرمانها هي والكثيرين من كلام آل محمّد (صلوات اللّه عليهم)، بل أحسستُ أنها استغنت بامتلاكها هذا الكتاب الصغير، فحديثهم غنىً للروح وسلوى للأيام، وقد استحضرتُ قول الإمام الصادق (عليه السّلام): «.. فإن النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا».
وها قد رأيتُ بأم عيني ماذا فعل كلامهم.

_ زهراء حسام.
٣ رجب الأصب، ١٤٤٥هـ.


>>Click here to continue<<

نِثارُ أَحرُف






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)