TG Telegram Group & Channel
الزبير أبو معاذ الفلسطيني | United States America (US)
Create: Update:

📝


أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..*


* مقال منشور ضمن العدد 59 لمجلة بلاغ الشهرية

صـ [2/1]



قبل أيام نشرتُ عن خطورة ترك غزة بعد الحرب نهشا للأنظمة العربية والأعجمية التي ستعمل على زيادة الخنق والتضييق على المسلمين الغزيين لدفعهم إلى الهجرة القسرية في ثوب الهجرة الطوعية، عندما لا يتمكن الغزيون من إصلاح ما أفسدته آلة الدمار اليهودية، فلا مقومات للحياة في قطاع غزة، فلقد دمرت يهود كل ما استطاعت تدميره لكي تصبح الحياة في غزة قطعة من العذاب، دمروا الطرق والمؤسسات العامة والمنازل الخاصة وقطاع التعليم وقطاع الصحة وشبكات الاتصالات والصرف الصحي وتغذية المياه والكهرباء وكل ما أمكنهم تدميره.

وقلتُ أن أغلب من احتككت بهم يتحدثون عن الهجرة خارج غزة حال تمكنهم من ذلك، هربا من جحيم المعاناة ما بعد الحرب؛ التي توشك أن تضع أوزارها مرحليا، وحذّرتُ المسلمين من خطر ترك الغزيين يواجهون هذا المصير، وأنه يتعين على المسلمين أفرادا وجماعات أن يتفكروا في وضع الخطط لإمداد الغزيين بأسباب الثبات على أرضهم دون انتظار المشاريع الرسمية لإعادة الإعمار، لأن دول العالم بما فيها الأنظمة العربية ستضيّق الخناق وتطيل أمد الإعمار لتتحصل يهود على ما تصبو إليه من تهجير للمسلمين.

ولقد نقلتُ ما رأيتُه وسمعتُه مما بات حقيقةً واقعية لا يجادل فيها إلا جاهل بالواقع أو منتفع مدلّس، وفعلا لم يصبر بعض المنتفعين فثارت ثائرتهم في محاولة لإظهار تحذيري في ثوب تشويه أهل بلدي! هؤلاء الذين لا يتقون الله لا يتورعون أن يطمسوا معاناة الناس في غزة لكي تَسلم الصورة الملائكية الحالمة التي يريدون أن يرسموها عن مجتمعٍ فيه مئات الآلاف؛ ما بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات؛ كحال سائر المجتمعات البشرية، يريدون أن يدفنوا المعاناة التي نحياها في غزة لكي يصنعوا حالةً مجتمعية لم تكن في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم ولعن الرافضة الذين يلعنونهم.

ومن قبيح ما وجدتُ هؤلاء يتهمونني به أنني "أتسول المسلمين" بكلامي هذا! وهذه الطعون والتنقيب في القلوب من رقة ديانتهم حسبي الله عليهم، ويعلم الله أنني منذ بدء هذه الحرب أوصلتُ ما يقرب من مليون شيكل إلى مصارفها التي جاءت لأجلها، حتى ما أُرسِل مخصوصا لي ولأهلي أنفقتُ أغلبه على غيري، ولم أترك منه شيئا، وكان هذا مرةً وبعدها مَن تواصل يريد أن يرسل لي شخصيا أعتذر منه بلباقة وحياء، رغم حاجتي ومن أعُول؛ خاصة بعد هذه الحرب التي قُصِف خلالها بيتي وتحول مصدر رزقي إلى كومة أحجار، ورغم كامل قناعتي أن هذا واجب على المسلمين لا منة فيه؛ وثمن يسير جدا يشاركنا به المعركةَ مَن أراد مِن المسلمين أن يرفع عن نفسه إثم الخذلان، وكل من سألني عن طريقةٍ لدعم أهل غزة وضحتُ له السُبل المتوفرة دون أن أوجهه إلى نفسي، ومن أراد أن يرسل عن طريقي أستفسر منه عن المصرف الذي يود أن تكون فيه أموالُه ثم أعطيها لمن يقوم على ذلك ممن أعلم أمانتهم، ولا أتصرف فيها من تلقاء نفسي، وأقول هذا من باب "على رسلكما إنها صفية" بعد أن حاول من لا يتقِ الله أن يرميني بما كان غارقا فيه، وأعتذر من قراء المجلة ومتابعيّ على قناتي أنني أقحمتهم في مثل هذا، لكن قديما قالوا إن لصاحب الحق مقالا.

إن المسلمين في غزة كسائر البشر، لحم ودم وعظام، يتعبون ويتألمون ويُحسّون بالوجع والقهر، ويبكون ويخافون ويتمنون الخلاص من الحرب والدمار، ليسوا كائنات خارقة أو ماكينات فائقة! ولا يقدح هذا في صبرهِم ورباطهِم وثباتهِم كما يحاول المدلسون أن يفعلوا، فنماذج الصبر الفريدة التي رآها العالم موجودة؛ في غزة وسائر بلاد المسلمين، وستبقى بعون الله، لكن هل هذا يعني أن الجميع على نفس درجة الصبر؟! هل يجب أن نَبقى نكتم آلام شعبنا لكي نعيش وهم المجتمع الملائكي؟! إن الذي يفعل هذا عاقٌّ لبلده وشعبه، والمصيبة أنه يطمس آلام الغزيين عن الأمة التي ما فتأ يهاجمها جمعاء؛ ويتهمها بالتخاذل والركون والسكون!! يعني يستسهل الطعن في أمة الإسلام جميعها بسبب تخاذلها في نظره وفي المقابل تنتفض فرائصه ويرمينا بكل نقيصة ظلما وافتراءً وبهتانا وعدوانا بغير حق عندما ننقل بصدقٍ بعض معاناة شعبنا؛ لنحذر الأمة من مغبة استمرار تركنا دون نصرة حقيقية! وحجة هؤلاء ذوي القلوب المريضة أننا نشوه الحالة الطهرية! فأي تناقضٍ هذا الذي يستطيعه أمثال هؤلاء! لكن من تعوّد التلوّن والتنقل بين التنظيمات والتيارات بحثا عن مصلحته لن يرى ذلك من نفسه، والموعد بين يدي الله لا سامحهم الله.


يُتبَع صـ [2/2]

📝


أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..*


* مقال منشور ضمن العدد 59 لمجلة بلاغ الشهرية

صـ [2/1]



قبل أيام نشرتُ عن خطورة ترك غزة بعد الحرب نهشا للأنظمة العربية والأعجمية التي ستعمل على زيادة الخنق والتضييق على المسلمين الغزيين لدفعهم إلى الهجرة القسرية في ثوب الهجرة الطوعية، عندما لا يتمكن الغزيون من إصلاح ما أفسدته آلة الدمار اليهودية، فلا مقومات للحياة في قطاع غزة، فلقد دمرت يهود كل ما استطاعت تدميره لكي تصبح الحياة في غزة قطعة من العذاب، دمروا الطرق والمؤسسات العامة والمنازل الخاصة وقطاع التعليم وقطاع الصحة وشبكات الاتصالات والصرف الصحي وتغذية المياه والكهرباء وكل ما أمكنهم تدميره.

وقلتُ أن أغلب من احتككت بهم يتحدثون عن الهجرة خارج غزة حال تمكنهم من ذلك، هربا من جحيم المعاناة ما بعد الحرب؛ التي توشك أن تضع أوزارها مرحليا، وحذّرتُ المسلمين من خطر ترك الغزيين يواجهون هذا المصير، وأنه يتعين على المسلمين أفرادا وجماعات أن يتفكروا في وضع الخطط لإمداد الغزيين بأسباب الثبات على أرضهم دون انتظار المشاريع الرسمية لإعادة الإعمار، لأن دول العالم بما فيها الأنظمة العربية ستضيّق الخناق وتطيل أمد الإعمار لتتحصل يهود على ما تصبو إليه من تهجير للمسلمين.

ولقد نقلتُ ما رأيتُه وسمعتُه مما بات حقيقةً واقعية لا يجادل فيها إلا جاهل بالواقع أو منتفع مدلّس، وفعلا لم يصبر بعض المنتفعين فثارت ثائرتهم في محاولة لإظهار تحذيري في ثوب تشويه أهل بلدي! هؤلاء الذين لا يتقون الله لا يتورعون أن يطمسوا معاناة الناس في غزة لكي تَسلم الصورة الملائكية الحالمة التي يريدون أن يرسموها عن مجتمعٍ فيه مئات الآلاف؛ ما بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات؛ كحال سائر المجتمعات البشرية، يريدون أن يدفنوا المعاناة التي نحياها في غزة لكي يصنعوا حالةً مجتمعية لم تكن في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم ولعن الرافضة الذين يلعنونهم.

ومن قبيح ما وجدتُ هؤلاء يتهمونني به أنني "أتسول المسلمين" بكلامي هذا! وهذه الطعون والتنقيب في القلوب من رقة ديانتهم حسبي الله عليهم، ويعلم الله أنني منذ بدء هذه الحرب أوصلتُ ما يقرب من مليون شيكل إلى مصارفها التي جاءت لأجلها، حتى ما أُرسِل مخصوصا لي ولأهلي أنفقتُ أغلبه على غيري، ولم أترك منه شيئا، وكان هذا مرةً وبعدها مَن تواصل يريد أن يرسل لي شخصيا أعتذر منه بلباقة وحياء، رغم حاجتي ومن أعُول؛ خاصة بعد هذه الحرب التي قُصِف خلالها بيتي وتحول مصدر رزقي إلى كومة أحجار، ورغم كامل قناعتي أن هذا واجب على المسلمين لا منة فيه؛ وثمن يسير جدا يشاركنا به المعركةَ مَن أراد مِن المسلمين أن يرفع عن نفسه إثم الخذلان، وكل من سألني عن طريقةٍ لدعم أهل غزة وضحتُ له السُبل المتوفرة دون أن أوجهه إلى نفسي، ومن أراد أن يرسل عن طريقي أستفسر منه عن المصرف الذي يود أن تكون فيه أموالُه ثم أعطيها لمن يقوم على ذلك ممن أعلم أمانتهم، ولا أتصرف فيها من تلقاء نفسي، وأقول هذا من باب "على رسلكما إنها صفية" بعد أن حاول من لا يتقِ الله أن يرميني بما كان غارقا فيه، وأعتذر من قراء المجلة ومتابعيّ على قناتي أنني أقحمتهم في مثل هذا، لكن قديما قالوا إن لصاحب الحق مقالا.

إن المسلمين في غزة كسائر البشر، لحم ودم وعظام، يتعبون ويتألمون ويُحسّون بالوجع والقهر، ويبكون ويخافون ويتمنون الخلاص من الحرب والدمار، ليسوا كائنات خارقة أو ماكينات فائقة! ولا يقدح هذا في صبرهِم ورباطهِم وثباتهِم كما يحاول المدلسون أن يفعلوا، فنماذج الصبر الفريدة التي رآها العالم موجودة؛ في غزة وسائر بلاد المسلمين، وستبقى بعون الله، لكن هل هذا يعني أن الجميع على نفس درجة الصبر؟! هل يجب أن نَبقى نكتم آلام شعبنا لكي نعيش وهم المجتمع الملائكي؟! إن الذي يفعل هذا عاقٌّ لبلده وشعبه، والمصيبة أنه يطمس آلام الغزيين عن الأمة التي ما فتأ يهاجمها جمعاء؛ ويتهمها بالتخاذل والركون والسكون!! يعني يستسهل الطعن في أمة الإسلام جميعها بسبب تخاذلها في نظره وفي المقابل تنتفض فرائصه ويرمينا بكل نقيصة ظلما وافتراءً وبهتانا وعدوانا بغير حق عندما ننقل بصدقٍ بعض معاناة شعبنا؛ لنحذر الأمة من مغبة استمرار تركنا دون نصرة حقيقية! وحجة هؤلاء ذوي القلوب المريضة أننا نشوه الحالة الطهرية! فأي تناقضٍ هذا الذي يستطيعه أمثال هؤلاء! لكن من تعوّد التلوّن والتنقل بين التنظيمات والتيارات بحثا عن مصلحته لن يرى ذلك من نفسه، والموعد بين يدي الله لا سامحهم الله.


يُتبَع صـ [2/2]


>>Click here to continue<<

الزبير أبو معاذ الفلسطيني




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)