«في نهاية المطاف، لا يخرج التعلّم عن كونه ضربًا من الحفظ، ولا يتحقق الفهم إلا إذا تمكّن الحفظ واستحكم، وصارت المعاني مترابطة في الذهن ترابطًا يثريها، ومتشربة في النفس تشربًا يُثبّتها. فإذا قيل إن المرء “يحفظ فحسب ولا يفهم”، فالحقيقة أنه لم يبلغ من تراكم المعارف في ذاكرته مبلغًا يُنبت الفهم ويغذيه؛ إذ إن الربط بين المفاهيم إنما هو حفظٌ في جوهره، تُخزّن روابطه كما تُخزّن المفردات.
وهذا، وإن بدا ظاهرًا لكل ذي عقل، إلا أن كثيرًا من المتعلمين لا يفقهون ما يلزمه. فإن لم يُدرِك الطالب أن التعلم هو الحفظ، فلن يُدرِك أن أعظم طرائقه نفعًا هي تلك التي تُقوّي الذاكرة وتُغذيها، كالمراجعة المتقطعة، والاسترجاع المتكرر، والتدريب المتنوع.
ومن غلبت عليه الغفلة، توهّم أن “الفهم الحق” مخالف لـ”الحفظ”، فزهد في أساليب التعلّم القائمة على تقوية الذاكرة، واستبدل بها طرائق يسيرة ممتعة، لكنها ضعيفة الجدوى، فلا يلبث أن يخرج بعلم ضامر، وقد أضاع كثير جهدٍ فيما لا يُغني ولا يُثمر»
- Justin Skycak
>>Click here to continue<<