متمم العبدي و الجويرية.
أعجب بفصاحة لسان الجويرية ورقة ألفاظها.
أخبرني الحسين بن يحيى المرادي عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال حدثني متمم العبدي قال :
خرجت من مكة زائرا لقبر النبي فإني لبسوق الجحفة إذا جويرية(تصغير جارية، وهي الفتيّة من النساء) تسوق بعيرا وتترنم بصوت مليح طيب حلو في هذا الشعر
ألا أيها البيتُ الذي حِيل دونه
بنا أنت من بيتٍ وأهلُك من أهل
بنا أنت من بيت وحولك لَذةٌ
وظِلُّكَ لو يُسْطاع بالبارد السهل
ثلاثة أبيات فبيتٌ أحِبُّه
وبيتان ليسَا من هواي ولا شكلي.
- فقلت لمن هذا الشعر يا جويرية ؟
- قالت أما ترى تلك الكوة(النافذة)الموقاة بالكلة الحمراء.
- قلت أراها.
- قالت من هناك نهض هذا الشعر؟
- قلت أو قائله في الأحياء ؟
- قالت هيهات لو أن لميت أن يرجع لطول غيبته لكان ذلك. فأعجبني فصاحة لسانها ورقة ألفاظها.
- فقلت لها ألك أبوان ؟
- فقالت فقدت خيرهما وأجلهما ولي أم.
- قلت وأين أمك؟
- قالت منك بمرأى ومسمع.
- قال فإذا امرأة تبيع الخرز على ظهر الطريق بالجحفة فأتيتها فقلت يا أمتاه استمعي مني.
- فقالت لها يا أمه فاستمعي من عمي ما يلقيه إليك.
- فقالت حياك الله هيه هل من جائية خبر(خبر منتشر).
- قلت أهذه ابنتك ؟
- قالت كذا كان يقول أبوها.
- قلت أفتزوجينها؟
- قالت ألِعلّة رغبت فيها فما هي والله من عندها جمال ولا لها مال ؟
- قلت لحلاوة لسانها وحسن عقلها؟
- فقالت أينا أملك بها أنا أم هي بنفسها؟
- قلت بل هي بنفسها؟
- قالت فإياها فخاطب (تكلم معها هي).
- فقلت لعلها أن تستحي من الجواب في مثل هذا.
- فقالت ما ذاك عندها أنا أخبر بها.
- فقلت يا جارية أما تستمعين ما تقول أمك؟
- قالت قد سمعت.
>>Click here to continue<<