إلى أُمِّيّ..
مَنّ أعطت أرواحًا وكانت لِجَمِيع من يَعَرِفَها رُوحًا.
مَنّ لا مثيل لَها..
مَنّ لا شَبِيه لَها..
إلى حَائِزة الحكْمة والْقوَّة، ذاك الوطنَ الذي لا يَنْقُض العهد، ولا يَنْكُث الوعد.
إلى أوَلُ وَطنٍ حَضنني، ومن إليها أَنْتَمِي.
إلى مَنّ أحسنت تربيتي بعد تعب تسعة أشهر في أحْشَائِها.
إلى مَنّ سهرت ليالٍ طوال، وتَعِبَتْ تَعِبَ الكِبَار.
إلى أُمِّيّ رفيقتيّ في الحُزن قبل الفرح، وأَنِيستي في الدمعاتِ قبل الضحكاتِ..
مَنّ تحمل همي، ومَنّ تكونَ هي الجميع وإن نَسِيَنِي الجميعُ أو هجرني.
إلى مَنّ كانت تُناجي الله ليّ أثناء نَوْمِي حين يغفل الصديق والقريب عن ما في قلبي.
إلى صَاحِبة الوجْه البشوش، الرُّوح الطَّيِّبة والشَّعْبيَّة العميقة،
صَاحِبة الجمَال والتَّمام، مَنّ لم ولن يكون أحد قادِر على إيفاءِ حقّها على كل التضحياتِ، والحبِ الذي قدمتهُ بلا طَلبِ مُقابِل أو انتظار، فمن يَسْتَطِيعُ إيفاء حق شيء غير مشروط كحُب أُمِّيّ.
مَنّ تَستطِيع أن تَحل مَكَان أيِّ شَخْص وَلكِن لََا يُمْكِن لِكلِّ الأُناس أن تَحل مَكَانهَا.
إلى أُمِّيّ، تِمثال الرَّأْفة إِحْسان، مِن بِهَا اِفتخَر وبدعْمهَا أَعلُو وازْدَهر ، كل يَوْم أُم وأنتِ أمام ناظري وَصَوْتك يملأ أنحائيّ..!
كُل يوم أم وأنتِ لكِ العُمرَ كُلهُ والدهر دائِماً على طَوَّل اَلزَّمَن.
|سوزان الضحيك
>>Click here to continue<<