TG Telegram Group & Channel
ČãFFëiÑé💜 | United States America (US)
Create: Update:

كثيرٌ من الناس لا يدخلون الزواج ، بل يدخلون جرحُهم ..
يُرتّبون اللقاء، يختارون الملابس، يُحفظون الأسئلة، يتدرّبون على اللطف، لكنهم يتركون الجرح واقفًا خلف الباب، متنكّرًا في هيئة حنان زائد، أو شكٍّ مُقنَّع بالغيرة، أو رغبة مبالغ فيها في الاطمئنان ...

وما إن تبدأ العلاقة في الاقتراب… حتى يدخل الجرح أولًا ...

يدخل حين يتردد الطرف الآخر في الردّ، فيُعيد لك صوتًا قديمًا قال: "أنت غير مهم" يدخل حين لا يُفهم تعبك من أول كلمة، فيُفتح بابٌ قديم كنت قد أغلقته على نفسك: "أنا دايمًا مش مفهوم"، يدخل حين تشعر أن الطرف الآخر ليس واضحًا تمامًا، فتتذكر من استخفّ بك، من استغلك، من انسحب دون تفسير، وتبدأ في الشك، لا فيه، بل في وجودك كله: "أنا مش كفاية؟"

الجرح القديم لا يحتاج دعوة… هو يحفظ الطريق جيدًا ...
يعرف كيف يلبس بدلته النظيفة، ويتكلم باسم الحب،
ويُقدّم نفسه على أنه "حساسية عالية" أو "شفافية زائدة" أو "وعي بالعلاقات"، بينما هو في الحقيقة… مجرد وجعٍ لم يُحزن عليه كما ينبغي ..

الذين لا يُعالجون جروحهم… يُبالغون في مطالبهم، ويُفسدون حلاوة اللقاء بالحساب القديم ...
لو بتحبني… ليه عملت كده؟
أنا كنت بحب أكتر، واديت أكتر، واستنيت أكتر… ومفيش مقابل ...

ثم يُقنِعون أنفسهم أنهم ضحايا لعلاقات لا تُقدّرهم،
بينما الحقيقة أنهم دخلوا العلاقة أصلاً وهم يبحثون عن إنصاف لشيءٍ لم ينصفوه في أنفسهم ...

فهل أنت واحدٌ من هؤلاء؟

هل تحب الآن لأنك جاهز… أم لأنك مُثقل؟
هل تبحث عن علاقة جديدة… أم عن محاكمة غير مُعلنة لعلاقة قديمة؟
هل ترى مَن أمامك كما هو… أم ترى عليه ملامح من جرحك القديم؟
هل تصدّق أنك محبوب كما أنت… أم أنك تنتظر من كل من يُحبك أن يُقسم لك كل يوم أنك لا تُرفَض؟
هل أنت هنا… أم ما زلت هناك؟

لا أحد يُخبرنا أن الجراح العاطفية تعيش فينا بأسماء مستعارة .... تُصبح طريقة في الكلام، أو في التوقّع، أو في التفسير ... ولا أحد يُخبرنا أن الجرح الذي لم يُواجَه، يُعاد تمثيله ... نُعيد نفس المشهد، بوجهٍ مختلف، في قصة جديدة، مع شخصٍ لا علاقة له بالماضي، لكننا نطلب منه ضمنًا أن يُغيّر النهاية... وهذا ظلم ..

لأننا نحمّل من نُحبّه الآن، ثقل الذين لم يعرفوا كيف يُحبّونا من قبل....نطلب منه أن يُداوي، أن يُصلح، أن يُطمئن، أن يُبالغ، أن يُعطي، أن يتحمّل .. ثم نندهش حين يختنق، ويقول: "أنا مش عارف أحبك… وانت بتفتّش فيا طول الوقت"

الجرح القديم، حين لا نُعالجه، يُطالب العلاقة الجديدة أن تكون خارطة نجاة ...لا حبًا… بل علاجًا ، لكن العلاقات لا تُشفى تحت الضغط، والحب لا يُزهر تحت المراقبة ..

قالت الكاتبة الأمريكية بيل هوكس:
"الحب ليس دواءً للجراح… بل هو مساحة لا تُحارب فيها،
بل تُحسن فيها التعبير عن ألمك دون أن تجعل الآخر هو المُذنِب"
فهل تقدر أن تقول:
أنا خائف… لكني لا أتهمك، أنا أحتاج… لكني لا أطالب،
"طأنا موجوع… لكنك لست سببًا في هذا ...
هل تملك أن تُفكّك لغتك؟
أن تفرّق بين الألم والاتهام؟
أن تفهم أن ردّ فعلك ليس دومًا عن الموقف، بل عن جرحٍ قديم يصرخ داخلك: مش عايز أتكرر ...

لا تدخل الزواج ومعك ذاكرة مليئة بالمقارنات، لا تدخل ومعك مفكرة في ذهنك تكتب فيها: "كان لازم يقول كذا… كان المفروض يعمل كذا… أهو طلع زي اللي قبله ...

تلك المفكرة… هي مقبرة العلاقة
ادخل بقلبٍ جديد، لا لأنه بلا تاريخ، بل لأنه تعلّم أن يحزن،
أن يُسامح، أن يدفن ما يجب دفنه، لا أن يُلبسه ثياب "المستقبل" فالذين يُلبّسون جراحهم فساتين الأعراس،
يقفون في الممرّ المزيّن، وهم يحملون في جيوبهم سكاكين الذكرى، وما إن تُثار لحظةُ خوف، حتى يخرج السكين،
ويضرب دون أن يدري....

أحبّ نفسك بما يكفي أن تعالجها، وأحبّ الآخر بما يكفي أن لا تجعل منه طبيبك النفسي، وأحبّ العلاقة بما يكفي أن تدخلها وأنت قد أغلقت دفترك القديم، وكتبت عليه: هذا كان… وتعلّمت ...

فإذا سألتك النفس: هل شفيت؟
قل: أنا على الطريق…
لكن لن أُحوّل من يُحبّني الآن إلى شهيد قصة لم يُشارك فيها .. هذه، وحدها… من علامات النُضج ..

أن تُدرك أن الجرح لا يمنعك من الحب، لكنه إن لم يُعرَف… يُفسده ..

#جغرافيا_النفوس

-Mohamed Fadaly

كثيرٌ من الناس لا يدخلون الزواج ، بل يدخلون جرحُهم ..
يُرتّبون اللقاء، يختارون الملابس، يُحفظون الأسئلة، يتدرّبون على اللطف، لكنهم يتركون الجرح واقفًا خلف الباب، متنكّرًا في هيئة حنان زائد، أو شكٍّ مُقنَّع بالغيرة، أو رغبة مبالغ فيها في الاطمئنان ...

وما إن تبدأ العلاقة في الاقتراب… حتى يدخل الجرح أولًا ...

يدخل حين يتردد الطرف الآخر في الردّ، فيُعيد لك صوتًا قديمًا قال: "أنت غير مهم" يدخل حين لا يُفهم تعبك من أول كلمة، فيُفتح بابٌ قديم كنت قد أغلقته على نفسك: "أنا دايمًا مش مفهوم"، يدخل حين تشعر أن الطرف الآخر ليس واضحًا تمامًا، فتتذكر من استخفّ بك، من استغلك، من انسحب دون تفسير، وتبدأ في الشك، لا فيه، بل في وجودك كله: "أنا مش كفاية؟"

الجرح القديم لا يحتاج دعوة… هو يحفظ الطريق جيدًا ...
يعرف كيف يلبس بدلته النظيفة، ويتكلم باسم الحب،
ويُقدّم نفسه على أنه "حساسية عالية" أو "شفافية زائدة" أو "وعي بالعلاقات"، بينما هو في الحقيقة… مجرد وجعٍ لم يُحزن عليه كما ينبغي ..

الذين لا يُعالجون جروحهم… يُبالغون في مطالبهم، ويُفسدون حلاوة اللقاء بالحساب القديم ...
لو بتحبني… ليه عملت كده؟
أنا كنت بحب أكتر، واديت أكتر، واستنيت أكتر… ومفيش مقابل ...

ثم يُقنِعون أنفسهم أنهم ضحايا لعلاقات لا تُقدّرهم،
بينما الحقيقة أنهم دخلوا العلاقة أصلاً وهم يبحثون عن إنصاف لشيءٍ لم ينصفوه في أنفسهم ...

فهل أنت واحدٌ من هؤلاء؟

هل تحب الآن لأنك جاهز… أم لأنك مُثقل؟
هل تبحث عن علاقة جديدة… أم عن محاكمة غير مُعلنة لعلاقة قديمة؟
هل ترى مَن أمامك كما هو… أم ترى عليه ملامح من جرحك القديم؟
هل تصدّق أنك محبوب كما أنت… أم أنك تنتظر من كل من يُحبك أن يُقسم لك كل يوم أنك لا تُرفَض؟
هل أنت هنا… أم ما زلت هناك؟

لا أحد يُخبرنا أن الجراح العاطفية تعيش فينا بأسماء مستعارة .... تُصبح طريقة في الكلام، أو في التوقّع، أو في التفسير ... ولا أحد يُخبرنا أن الجرح الذي لم يُواجَه، يُعاد تمثيله ... نُعيد نفس المشهد، بوجهٍ مختلف، في قصة جديدة، مع شخصٍ لا علاقة له بالماضي، لكننا نطلب منه ضمنًا أن يُغيّر النهاية... وهذا ظلم ..

لأننا نحمّل من نُحبّه الآن، ثقل الذين لم يعرفوا كيف يُحبّونا من قبل....نطلب منه أن يُداوي، أن يُصلح، أن يُطمئن، أن يُبالغ، أن يُعطي، أن يتحمّل .. ثم نندهش حين يختنق، ويقول: "أنا مش عارف أحبك… وانت بتفتّش فيا طول الوقت"

الجرح القديم، حين لا نُعالجه، يُطالب العلاقة الجديدة أن تكون خارطة نجاة ...لا حبًا… بل علاجًا ، لكن العلاقات لا تُشفى تحت الضغط، والحب لا يُزهر تحت المراقبة ..

قالت الكاتبة الأمريكية بيل هوكس:
"الحب ليس دواءً للجراح… بل هو مساحة لا تُحارب فيها،
بل تُحسن فيها التعبير عن ألمك دون أن تجعل الآخر هو المُذنِب"
فهل تقدر أن تقول:
أنا خائف… لكني لا أتهمك، أنا أحتاج… لكني لا أطالب،
"طأنا موجوع… لكنك لست سببًا في هذا ...
هل تملك أن تُفكّك لغتك؟
أن تفرّق بين الألم والاتهام؟
أن تفهم أن ردّ فعلك ليس دومًا عن الموقف، بل عن جرحٍ قديم يصرخ داخلك: مش عايز أتكرر ...

لا تدخل الزواج ومعك ذاكرة مليئة بالمقارنات، لا تدخل ومعك مفكرة في ذهنك تكتب فيها: "كان لازم يقول كذا… كان المفروض يعمل كذا… أهو طلع زي اللي قبله ...

تلك المفكرة… هي مقبرة العلاقة
ادخل بقلبٍ جديد، لا لأنه بلا تاريخ، بل لأنه تعلّم أن يحزن،
أن يُسامح، أن يدفن ما يجب دفنه، لا أن يُلبسه ثياب "المستقبل" فالذين يُلبّسون جراحهم فساتين الأعراس،
يقفون في الممرّ المزيّن، وهم يحملون في جيوبهم سكاكين الذكرى، وما إن تُثار لحظةُ خوف، حتى يخرج السكين،
ويضرب دون أن يدري....

أحبّ نفسك بما يكفي أن تعالجها، وأحبّ الآخر بما يكفي أن لا تجعل منه طبيبك النفسي، وأحبّ العلاقة بما يكفي أن تدخلها وأنت قد أغلقت دفترك القديم، وكتبت عليه: هذا كان… وتعلّمت ...

فإذا سألتك النفس: هل شفيت؟
قل: أنا على الطريق…
لكن لن أُحوّل من يُحبّني الآن إلى شهيد قصة لم يُشارك فيها .. هذه، وحدها… من علامات النُضج ..

أن تُدرك أن الجرح لا يمنعك من الحب، لكنه إن لم يُعرَف… يُفسده ..

#جغرافيا_النفوس

-Mohamed Fadaly


>>Click here to continue<<

ČãFFëiÑé💜




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)