من سؤال: "ماذا قدم الإسلام لي؟" إلى سؤال: "ماذا يمكنني أن أقدم للإسلام؟"
في جلسة "هل ظلم الإسلام المرأة؟" التي أقمنا في الصيف، وبعدما ناقشنا التعامل مع الشبهات، ومفاهيم الظلم والعدل والحقوق، كانت واحدة من اللافتات الختامية هي الدعوة للانتقال من سؤال"ماذا قدم الإسلام لي؟" إلى: "ماذا يمكنني أن أقدم للإسلام؟"، لنعيد توجيه أنظارنا من البحث عن أهوائنا في شرع الله إلى التجرد لدين الله وخدمته ونصرته..
وهذا ما أظنه محورياً في طريقة تعاملنا مع محتوى الشريعة بغض النظر رجالاً كنا أم نساءً، لكن أهميته تتجلى بصورة أوضح -برأيي- بالنسبة للخطاب الموجه للمرأة الذي بات عبر سنواتٍ طويلة يغلب عليه طابع "الطبطبة" ونبرة الحذر المبالغ به من تنفير الفتيات، كأن الطبيعي والمقبول فينا أن يكون ديننا على شفا جرفٍ هارٍ يحتاج أي أحدٍ يقترب منه لكثير من الانتباه والحيطة وإلا انقلبنا على أعقابنا -معاذ الله-!
لقد بتنا نتحدث مع النساء كطفلاتٍ لا نريد إحزانهنّ ولا تنفيرهنّ على الدوام، وإن اضطررنا في سبيل ذلك لإخفاء بعض الأحكام والاعتذار عن غيرها والتعامل معها بأسلوب التبرير بدل الشرح والتفصيل والبيان الذي تحتاجه النساء..
كامرأة، أود أن يقول لي الشيخ والعالم والمتصدر للدعوة ما محتوى الشريعة فعلاً وكما هو دون تنميق ولا تجميلٍ كأنني أبسط من أن أفهم، أود أن يقال لي أن في الدين ابتلاء لصبري وتسليمي واستسلامي لأمر الله، وأود أن يقدّم الأمر لي بأسلوب البناء المنهجي الذي يعلمني كيف أتعامل مع شرع الله بعين الرضا التي تنقلني للعمل لا للعودة للسبات والغفلة..
لا أقصد أن نكون مخيفين للفتيات ولا أن نبحث عما يصدمهن قصداً، لكننا اليوم في عصرٍ مليءٍ بالشبهات والفتن، نحتاج فيه لبناء النفوس على القوة بالله والاعتزاز بالدين والتسليم له والانطلاق منه، وهذا لا يكون بإقناع المرأة أن الدين موجود ليناسب هواها ولا يخالف رغباتها، إنما بتعليمها مكانتها الحقيقية في الوجود كأمةٍ لله وفردٍ من الأمة مسؤولةٍ ومحاسبة وممتحنة.
>>Click here to continue<<