TG Telegram Group & Channel
#روايات_سودانيةة📚🔐 | United States America (US)
Create: Update:

الحلقة الخامسة....
قبل الحرب عندما تتم سرقة منزلك ستذهب لقسم الشرطة لإبلاغهم ونادر ما تسترد مسروقاتك ولكن الآن عندما تتم سرقتك تقوم بالذهاب إلى السوق وتشتري نفس أشيائك التي سرقوها وأحياناً توفر عناء الترحيل وتدفع لهم قبل أن يسرقوها وانتشرت هذه الأسواق فيما يسمى بـ "سوق دقلو" حيث يوجد به كل المقتنيات المسروقة بسعر زهيد واقترح بأن يسموه سوق التأمين لأن كل الأشياء تُباع بربع قيمتها ولولا الضرورة لما اشترينا منه أبدا!....
اخذنا جولة بالسوق نشتري كل الأشياء التي سجلناها فكل الباعه هنا باسلحتهم حتى من يبيع المصاحف والكتب الدينية.
قال خطاب في صوت خافت: محمد عاين ده سرق الحله بملاحها وجاي يبيعها!
الحله براها؟ شوف الدولاب داك بملابسو والله وبعدين ده خضرجي ولا جزار ولا بتاع عدة؟ عندو أي صنف في بالك.
يا حاج البامبرز ده بكم؟
رد علينا البائع : ما بنختلف جيب ألف شيل الباكت ده وهاك ديل تلاته لكن بدون أكياس.
_ طيب جيب التلاته ديل عندنا كيس.
خطاب: مالهم مكرفسات كده.
عمر : انا شامي ريحة.
والله انا زاتي شاكي دقيقة افتحهم..... اعععع ديل بي خر**اهم.
يا حاج خاف الله البامبرز ده مستعمل!
اردف البائع بثقة : غسلهم بس بتلبسو كم مرة ولو م عجبك خليهم.
إن العشوائية تطغى على هذا السوق فهذا ما سيحدث عندما يستولى مجموعة من الجهلة بزمام الأمور، صالون حلاقة بالقرب من بائع الاطعمة المكشوفة وبائع المواد البترولية بالقرب من طاجن السمك الملتهب حتماً سيموت هؤلاء الأوغاد قريباً فكل شيء ٍ عشوائي.
اخذنا ما نحتاجه وغادرنا المكان لأنه أصبح خطراً فأحدهم قتل شخص آخر لأنه غمز لبائعة الشاي بوقاحة أو ربما رمشت عيناه سهوا فالقتل هنا بسبب تافه او بدون سبب، كانت الأكياس ثقيلة اقتسمناها ثلاثتنا ووصلنا لطريق الارتكاز مرة ثانية لأنه لا يوجد طريق غيره مما يعني بأننا قد نُعذب مجدداً وهذه المرة قررنا بالذهاب إليهم مباشرة.
عمر : Ah shit here we go again!.
ما تخافوا يا شباب ان شاء الله ما بسألونا تاني لانو كده بتأكدو انو كلامنا صاح وما كذابين.
اقتربنا منهم فصاح أحدهم لقائدهم : يا جنابو ديل جماعتك الأمس تاني جو!.
ليرد قائدهم : شايلين معاهم حاجات ولا ساي؟
_شايلين اي اخليهم يمشوا؟
فرد القائد : تخليهم يمشوا شنو انت بليد؟ قول ليهم الملابس دي نشفت تعالو المكوه جاهزه.!
همس خطاب بغضب: ينعل.... نحن خدامين ابوك!.
كنت أتوقع حدوث هذا لذا لم اندهش فقلت لخطاب: تفتكر اشتريت علبه البوهية دي لشنو؟
ابتسم خطاب وكأنه فهم ما كنت  اعنيه فتحمس للفكرة وقال لهم : طوالي يا شباب نخدمكم م مشكله بس الا نكويهم جوا عشان الهوا وكده.
فوافقوا على الفور وذهبنا نضع الطلاء في كل الملابس ومن ثم نكويها من الخارج وبعد أن انتهينا اخبرناهم بذلك وسمحوا لنا بالذهاب فرحلنا بسرعة قبل أن يفكر أحدهم بالاستحمام ويكتشف بأن جميع الملابس مطليه بلون اسود ومشوهة.
دائماً ما تأتينا الفرصة لنثأر ولنرد الصاع صاعين فقط علينا إنتظار اللحظة المثالية، لقد كان ثأرنا مقابل ما فعلوه بنا ثأر لطيف ولكنها كانت فرصة ولا يتوجب علينا تضييعها.
أمي واسرة خطاب وحوالي عشرة أشخاص كانوا بإنتظارنا تحت شجرة عند مدخل الحي فقد أخبرتهم مسبقاً بأن الأمر سيكلفنا يوماً فقط ذهاباً وإياباً، الكثير من نظرات الإحترام والحب كانوا حاضرين في استقبالنا وبالطبع قلق أمي وتوترها الدائم أيضاً.
باشرنا بتوزيع كل المستلزمات لأصحابها وتبقى منها القليل ولكن خطاب شعر بالتعب وقال بأنه لن يستطيع أن يكمل..
خطاب شد حيلك معاي ياخ باقي اربعه بيوت بس ودي كلها بنات ما ظريفه نخليهم يجو يستلموها!.
_ والله ما قادر انا ضهري انهرد بالجلد وحاسي بحمى خلي نتمها بكره.
لالا ما ينفع بكره لانو في ادوية الأنسولين دي ما بتتحمل الحراره وبكونو محتاجين ليها لكن ما حنك ح امشي براي.
انا أيضاً متعب ولكن أشعر بطاقة تدفعني لإكمال ما تبقى وربما هذه الطاقة منبعثة من فضولي لرؤية تلك الفتاة مجدداً، وها أنا عند بابها وكم أرغب بأن تفتح لي الباب مجددًا لأشبع من تفاصيلها ولكن هذا لم يحدث فقد استقبلني شقيقها الأصغر عمره حوالي عشر سنوات فتملكني الإحباط وناولته ما كانوا يحتاجونه وشعرت بخيبة لم أشعر بها من قبل فأدبرت مبتعداً عن منزلهم فصاح الصبي.. : ابوي قال ليك تعال عايزك!.
تذكرت بأن أبيهم مريض ولا يقوى على الحركة فربما يحتاج ادوية أخرى، دخلت المنزل فوجدته مفعم بالحياة والورود ونباتات الزينة في كل ركن فيه إنه المنزل المثالي لعزلتك بكل تأكيد وأخذت أتلفت كسائق " الركشة"  بحثاً عن شيءٍ ما ريما أبحث عن اميرة الورود بهذا البيت، طلب مني الصبي بأن أدخل لغرفة ابيه فوجدته ممدد فحييتها بتحية حارة لأن هذا ليس بمجرد أب إنه أب لأميرة الورود تلك..

الحلقة الخامسة....
قبل الحرب عندما تتم سرقة منزلك ستذهب لقسم الشرطة لإبلاغهم ونادر ما تسترد مسروقاتك ولكن الآن عندما تتم سرقتك تقوم بالذهاب إلى السوق وتشتري نفس أشيائك التي سرقوها وأحياناً توفر عناء الترحيل وتدفع لهم قبل أن يسرقوها وانتشرت هذه الأسواق فيما يسمى بـ "سوق دقلو" حيث يوجد به كل المقتنيات المسروقة بسعر زهيد واقترح بأن يسموه سوق التأمين لأن كل الأشياء تُباع بربع قيمتها ولولا الضرورة لما اشترينا منه أبدا!....
اخذنا جولة بالسوق نشتري كل الأشياء التي سجلناها فكل الباعه هنا باسلحتهم حتى من يبيع المصاحف والكتب الدينية.
قال خطاب في صوت خافت: محمد عاين ده سرق الحله بملاحها وجاي يبيعها!
الحله براها؟ شوف الدولاب داك بملابسو والله وبعدين ده خضرجي ولا جزار ولا بتاع عدة؟ عندو أي صنف في بالك.
يا حاج البامبرز ده بكم؟
رد علينا البائع : ما بنختلف جيب ألف شيل الباكت ده وهاك ديل تلاته لكن بدون أكياس.
_ طيب جيب التلاته ديل عندنا كيس.
خطاب: مالهم مكرفسات كده.
عمر : انا شامي ريحة.
والله انا زاتي شاكي دقيقة افتحهم..... اعععع ديل بي خر**اهم.
يا حاج خاف الله البامبرز ده مستعمل!
اردف البائع بثقة : غسلهم بس بتلبسو كم مرة ولو م عجبك خليهم.
إن العشوائية تطغى على هذا السوق فهذا ما سيحدث عندما يستولى مجموعة من الجهلة بزمام الأمور، صالون حلاقة بالقرب من بائع الاطعمة المكشوفة وبائع المواد البترولية بالقرب من طاجن السمك الملتهب حتماً سيموت هؤلاء الأوغاد قريباً فكل شيء ٍ عشوائي.
اخذنا ما نحتاجه وغادرنا المكان لأنه أصبح خطراً فأحدهم قتل شخص آخر لأنه غمز لبائعة الشاي بوقاحة أو ربما رمشت عيناه سهوا فالقتل هنا بسبب تافه او بدون سبب، كانت الأكياس ثقيلة اقتسمناها ثلاثتنا ووصلنا لطريق الارتكاز مرة ثانية لأنه لا يوجد طريق غيره مما يعني بأننا قد نُعذب مجدداً وهذه المرة قررنا بالذهاب إليهم مباشرة.
عمر : Ah shit here we go again!.
ما تخافوا يا شباب ان شاء الله ما بسألونا تاني لانو كده بتأكدو انو كلامنا صاح وما كذابين.
اقتربنا منهم فصاح أحدهم لقائدهم : يا جنابو ديل جماعتك الأمس تاني جو!.
ليرد قائدهم : شايلين معاهم حاجات ولا ساي؟
_شايلين اي اخليهم يمشوا؟
فرد القائد : تخليهم يمشوا شنو انت بليد؟ قول ليهم الملابس دي نشفت تعالو المكوه جاهزه.!
همس خطاب بغضب: ينعل.... نحن خدامين ابوك!.
كنت أتوقع حدوث هذا لذا لم اندهش فقلت لخطاب: تفتكر اشتريت علبه البوهية دي لشنو؟
ابتسم خطاب وكأنه فهم ما كنت  اعنيه فتحمس للفكرة وقال لهم : طوالي يا شباب نخدمكم م مشكله بس الا نكويهم جوا عشان الهوا وكده.
فوافقوا على الفور وذهبنا نضع الطلاء في كل الملابس ومن ثم نكويها من الخارج وبعد أن انتهينا اخبرناهم بذلك وسمحوا لنا بالذهاب فرحلنا بسرعة قبل أن يفكر أحدهم بالاستحمام ويكتشف بأن جميع الملابس مطليه بلون اسود ومشوهة.
دائماً ما تأتينا الفرصة لنثأر ولنرد الصاع صاعين فقط علينا إنتظار اللحظة المثالية، لقد كان ثأرنا مقابل ما فعلوه بنا ثأر لطيف ولكنها كانت فرصة ولا يتوجب علينا تضييعها.
أمي واسرة خطاب وحوالي عشرة أشخاص كانوا بإنتظارنا تحت شجرة عند مدخل الحي فقد أخبرتهم مسبقاً بأن الأمر سيكلفنا يوماً فقط ذهاباً وإياباً، الكثير من نظرات الإحترام والحب كانوا حاضرين في استقبالنا وبالطبع قلق أمي وتوترها الدائم أيضاً.
باشرنا بتوزيع كل المستلزمات لأصحابها وتبقى منها القليل ولكن خطاب شعر بالتعب وقال بأنه لن يستطيع أن يكمل..
خطاب شد حيلك معاي ياخ باقي اربعه بيوت بس ودي كلها بنات ما ظريفه نخليهم يجو يستلموها!.
_ والله ما قادر انا ضهري انهرد بالجلد وحاسي بحمى خلي نتمها بكره.
لالا ما ينفع بكره لانو في ادوية الأنسولين دي ما بتتحمل الحراره وبكونو محتاجين ليها لكن ما حنك ح امشي براي.
انا أيضاً متعب ولكن أشعر بطاقة تدفعني لإكمال ما تبقى وربما هذه الطاقة منبعثة من فضولي لرؤية تلك الفتاة مجدداً، وها أنا عند بابها وكم أرغب بأن تفتح لي الباب مجددًا لأشبع من تفاصيلها ولكن هذا لم يحدث فقد استقبلني شقيقها الأصغر عمره حوالي عشر سنوات فتملكني الإحباط وناولته ما كانوا يحتاجونه وشعرت بخيبة لم أشعر بها من قبل فأدبرت مبتعداً عن منزلهم فصاح الصبي.. : ابوي قال ليك تعال عايزك!.
تذكرت بأن أبيهم مريض ولا يقوى على الحركة فربما يحتاج ادوية أخرى، دخلت المنزل فوجدته مفعم بالحياة والورود ونباتات الزينة في كل ركن فيه إنه المنزل المثالي لعزلتك بكل تأكيد وأخذت أتلفت كسائق " الركشة"  بحثاً عن شيءٍ ما ريما أبحث عن اميرة الورود بهذا البيت، طلب مني الصبي بأن أدخل لغرفة ابيه فوجدته ممدد فحييتها بتحية حارة لأن هذا ليس بمجرد أب إنه أب لأميرة الورود تلك..


>>Click here to continue<<

#روايات_سودانيةة📚🔐




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)