TG Telegram Group & Channel
🌱 الـعـطـش الـعـرفـانـي 🌱 | United States America (US)
Create: Update:

فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثمّ قال: سلني عن حاجتك.
فقال: أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم فتأمر لهم به. قال: أفعل. ثمّ قال: يا جارية ائتني بالتحفة. فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلّفه بيده وانصرف، فاتبعته، فقلت: يا ابن رسول الله، أتيت بك ولا أشكّ أنّه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرّك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو؟ قال: قلت: اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَاحْفَظْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، وَلَا تُهْلِكْنِي‏ وَأَنْتَ رَجَائِي…»(13).
استشهاده(ع)
استُشهد في الخامس والعشرين من شوال 148ﻫ بالمدينة المنوّرة.
دفنه(ع)
تولّى الإمام الكاظم(ع) تجهيز جثمان أبيه(ع)، وبعد تشييعه دُفن بجوار مرقد أبيه الإمام محمّد الباقر، وجدّه الإمام علي زين العابدين، والإمام الحسن المجتبى(عليهم السلام) بمقبرة البقيع.
من وصاياه(ع)
1ـ قال(ع): «إِيَّاكُمْ وَالخُصُومَةَ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهَا تَشْغَلُ الْقَلْبَ عَنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتُورِثُ النِّفَاقَ، وَتُكْسِبُ الضَّغَائِنَ، وَتَسْتَجِيزُ [تَسْتَجِيرُ] الْكَذِب»(14).
2ـ قال(ع): «مَنْ أُعْطِيَ ثَلَاثاً لَمْ يُمْنَعْ ثَلَاثاً، مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الإِجَابَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ التَّوَكُّلَ أُعْطِيَ الْكِفَايَةَ.
ثُمَّ قَالَ: أتَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه﴾، وقَالَ: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾، وقَالَ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾»(15).
3ـ قال(ع): «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّه شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاه فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، ولَا يَكُونُ لَه رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ الله، فَإِذَا عَلِمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِه لَمْ يَسْأَلِ اللَه شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاه»(16).
4ـ قال(ع): «لَا تَمْزَحْ فَيَذْهَبَ نُورُكَ، وَلَا تَكْذِبْ فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ، وَإِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ: الضَّجَرَ وَالْكَسَلَ، فَإِنَّكَ إِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَى حَقٍّ، وَإِنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقّاً»(17).
رثاؤه(ع)
ممّن رثاه السيّد محسن الأمين(رحمه الله) بقوله:
«تَبكِي العُيونُ بِدمعِها المتورِّدِ  **  حُزناً لِثَاوٍ في بَقيعِ الغَرقدِ
تَبكي العُيونُ دَماً لِفقدِ مُبرَّزٍ  **  مِن آلِ أحمدَ مِثلُه لم يُفقدِ
أيُّ النَّواظِرِ لا تَفيضُ دُمُوعُها  **  حُزناً لمأتمِ جَعفرِ بنِ مُحمَّدِ
الصَّادقُ الصِّدّيقُ بَحرُ العِلمِ مِصـ  **  باحُ الهُدى والعَالِمُ المتهجّدِ
رُزءٌ لهُ أركانُ دِينِ مُحمَّدٍ  **  هُدَّتْ ونابَ الحُزنُ قَلبَ مُحمَّدِ
رُزءٌ لهُ تَبكِي شَريعةُ أحمدٍ  **  وتَنوحُ مُعوِلَةً بِقلبٍ مُكمدِ
رُزءٌ بِقلبِ الدِّينِ أثبتَ سَهمَهُ  **  ورَمى حُشاشةَ قلبِ كُلِّ مُوحِّدِ
ماذا جَنَتْ آلُ الطَّليقِ وما الذي  **  جَرَّت على الإسلامِ من صُنعٍ رَدِي
كَم أنزَلَتْ مُرَّ البَلاءِ بِجعفرٍ  **  نَجمِ الهُدى مَأمونِ شِرعةِ أحمدِ
كَم شَرَّدَتهُ عن مَدينةِ جدِّهِ  **  ظُلماً تجشِّمُه السرى في فدفد
كَمْ قد رَأى المنصورُ منهُ عَجائباً  **  ورَأى الهُدَى لَكنَّهُ لم يَهتدِ
لَم يَحفظُوا المختارَ في أولادِهِ  **  وسِواهُمُ مِن أحمدٍ لم يُولَد
لَم يَكفِ مَا صَنَعَتْ بِهم أعداؤهُم  **  زَمنَ الحَياةِ ومَا اعتَدَاهُ المُعتدي
حَتَّى غَدَتْ بَعدَ المماتِ خَوارجٌ  **  في الظُّلمِ بالماضينَ منهُم تَقتَدِي
هُدِمَتْ ضَرائحُ فوقَهُم قد شُيِّدَتْ  **  مَعقودةً مِن فَوقِ أشرفِ مَرقدِ»(18).
ــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: إعلام الورى بأعلام الهدى 1/ 513، الأنوار البهية: 147.
2ـ كفاية الأثر: 83.
3ـ اُنظر: الإرشاد 2/ 179.
4ـ اُنظر: رجال النجاشي: 12 رقم7.
5ـ رجال النجاشي: 40 رقم80.
6ـ الكافي 1/ 53 ح14.
7ـ الإرشاد 2/ 179.
8ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 436.
9ـ الأمالي للصدوق: 636 ح852.
10ـ المصدر السابق: 234 ح247.
11ـ الفصول المهمّة 2/ 907.
12ـ الكامل لابن عدي 2/ 132.
13ـ سير أعلام النبلاء 6/ 266.
14ـ الأمالي للصدوق: 503 ح691.
15ـ الكافي 2/ 65 ح6.
16ـ المصدر السابق 2/ 148 ح2.
17ـ الأمالي للصدوق: 636 ح853.
18ـ المجالس السنية 5/ 516.

🌱 الـعـطـش الـعـرفـانـي 🌱
Photo
فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثمّ قال: سلني عن حاجتك.
فقال: أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم فتأمر لهم به. قال: أفعل. ثمّ قال: يا جارية ائتني بالتحفة. فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلّفه بيده وانصرف، فاتبعته، فقلت: يا ابن رسول الله، أتيت بك ولا أشكّ أنّه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرّك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو؟ قال: قلت: اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَاحْفَظْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، وَلَا تُهْلِكْنِي‏ وَأَنْتَ رَجَائِي…»(13).
استشهاده(ع)
استُشهد في الخامس والعشرين من شوال 148ﻫ بالمدينة المنوّرة.
دفنه(ع)
تولّى الإمام الكاظم(ع) تجهيز جثمان أبيه(ع)، وبعد تشييعه دُفن بجوار مرقد أبيه الإمام محمّد الباقر، وجدّه الإمام علي زين العابدين، والإمام الحسن المجتبى(عليهم السلام) بمقبرة البقيع.
من وصاياه(ع)
1ـ قال(ع): «إِيَّاكُمْ وَالخُصُومَةَ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهَا تَشْغَلُ الْقَلْبَ عَنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتُورِثُ النِّفَاقَ، وَتُكْسِبُ الضَّغَائِنَ، وَتَسْتَجِيزُ [تَسْتَجِيرُ] الْكَذِب»(14).
2ـ قال(ع): «مَنْ أُعْطِيَ ثَلَاثاً لَمْ يُمْنَعْ ثَلَاثاً، مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الإِجَابَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ، ومَنْ أُعْطِيَ التَّوَكُّلَ أُعْطِيَ الْكِفَايَةَ.
ثُمَّ قَالَ: أتَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه﴾، وقَالَ: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾، وقَالَ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾»(15).
3ـ قال(ع): «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّه شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاه فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، ولَا يَكُونُ لَه رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ الله، فَإِذَا عَلِمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِه لَمْ يَسْأَلِ اللَه شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاه»(16).
4ـ قال(ع): «لَا تَمْزَحْ فَيَذْهَبَ نُورُكَ، وَلَا تَكْذِبْ فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ، وَإِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ: الضَّجَرَ وَالْكَسَلَ، فَإِنَّكَ إِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَى حَقٍّ، وَإِنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقّاً»(17).
رثاؤه(ع)
ممّن رثاه السيّد محسن الأمين(رحمه الله) بقوله:
«تَبكِي العُيونُ بِدمعِها المتورِّدِ  **  حُزناً لِثَاوٍ في بَقيعِ الغَرقدِ
تَبكي العُيونُ دَماً لِفقدِ مُبرَّزٍ  **  مِن آلِ أحمدَ مِثلُه لم يُفقدِ
أيُّ النَّواظِرِ لا تَفيضُ دُمُوعُها  **  حُزناً لمأتمِ جَعفرِ بنِ مُحمَّدِ
الصَّادقُ الصِّدّيقُ بَحرُ العِلمِ مِصـ  **  باحُ الهُدى والعَالِمُ المتهجّدِ
رُزءٌ لهُ أركانُ دِينِ مُحمَّدٍ  **  هُدَّتْ ونابَ الحُزنُ قَلبَ مُحمَّدِ
رُزءٌ لهُ تَبكِي شَريعةُ أحمدٍ  **  وتَنوحُ مُعوِلَةً بِقلبٍ مُكمدِ
رُزءٌ بِقلبِ الدِّينِ أثبتَ سَهمَهُ  **  ورَمى حُشاشةَ قلبِ كُلِّ مُوحِّدِ
ماذا جَنَتْ آلُ الطَّليقِ وما الذي  **  جَرَّت على الإسلامِ من صُنعٍ رَدِي
كَم أنزَلَتْ مُرَّ البَلاءِ بِجعفرٍ  **  نَجمِ الهُدى مَأمونِ شِرعةِ أحمدِ
كَم شَرَّدَتهُ عن مَدينةِ جدِّهِ  **  ظُلماً تجشِّمُه السرى في فدفد
كَمْ قد رَأى المنصورُ منهُ عَجائباً  **  ورَأى الهُدَى لَكنَّهُ لم يَهتدِ
لَم يَحفظُوا المختارَ في أولادِهِ  **  وسِواهُمُ مِن أحمدٍ لم يُولَد
لَم يَكفِ مَا صَنَعَتْ بِهم أعداؤهُم  **  زَمنَ الحَياةِ ومَا اعتَدَاهُ المُعتدي
حَتَّى غَدَتْ بَعدَ المماتِ خَوارجٌ  **  في الظُّلمِ بالماضينَ منهُم تَقتَدِي
هُدِمَتْ ضَرائحُ فوقَهُم قد شُيِّدَتْ  **  مَعقودةً مِن فَوقِ أشرفِ مَرقدِ»(18).
ــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: إعلام الورى بأعلام الهدى 1/ 513، الأنوار البهية: 147.
2ـ كفاية الأثر: 83.
3ـ اُنظر: الإرشاد 2/ 179.
4ـ اُنظر: رجال النجاشي: 12 رقم7.
5ـ رجال النجاشي: 40 رقم80.
6ـ الكافي 1/ 53 ح14.
7ـ الإرشاد 2/ 179.
8ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 436.
9ـ الأمالي للصدوق: 636 ح852.
10ـ المصدر السابق: 234 ح247.
11ـ الفصول المهمّة 2/ 907.
12ـ الكامل لابن عدي 2/ 132.
13ـ سير أعلام النبلاء 6/ 266.
14ـ الأمالي للصدوق: 503 ح691.
15ـ الكافي 2/ 65 ح6.
16ـ المصدر السابق 2/ 148 ح2.
17ـ الأمالي للصدوق: 636 ح853.
18ـ المجالس السنية 5/ 516.


>>Click here to continue<<

🌱 الـعـطـش الـعـرفـانـي 🌱






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)