TG Telegram Group & Channel
📚🕊 على جناحيّ كتاب🕊📚 | United States America (US)
Create: Update:

#هبة

( يزوجهم : أي: يجعلهم) والصواب يصنّفهم؛ لأن التزويج بمعنى التصنيف، فهذه أربعة أصناف: 
الأول: أن يهب لمن يشاء إناثًا.
الثاني: أن يهب ذكورًا.
الثالث: أن يهب ذكورًا وإناثًا.
الرابع: أن يجعل الإنسان عقيمًا لا ذكور ولا إناث. 
ذلك لأن الأمر أمر الله عز وجل، ولا أحد يستطيع أن يخلق شيئًا من هذا، بل الله وحده هو الخالق.
قيل أن هذه الآية نزلت في الأنبياء خصوصاً وإن عمّ حكمها. وهب للوط الإناث ليس معهن ذكر، ووهب لإبراهيم الذكور ليس معهم أنثى، ووهب لإسماعيل وإسحاق الذكور والإناث، وجعل عيسى ويحيى عقيمين؛ قال القاضي أبو بكر العربي: وأما ظاهر القرآن فلا ينفي وجود الخنثى؛ لأن الله تعالى قال: لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء . فهذا عموم مدح فلا يجوز تخصيصه؛ لأن القدرة تقتضيه. وأما قوله :  يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما فهذا إخبار عن الغالب في الموجودات، وسكت عن ذكر النادر لدخوله تحت عموم الكلام الأول، والوجود يشهد له والعيان يكذب منكره.
ثم تلاحظ أن الحق سبحانه قدّم الإناث على الذكور، لماذا؟ لأن الإناث كان النوعَ المبغوض غير المرغوب فيه في الجاهلية لم ينته الأمر عند حَدِّ الكراهية للبنات، بل تعدَّاه إلى قتلهن، ذلك لأن البنت ضعيفة لا تَقْوى على العمل ولا تشارك قومها في حروبهم المستمرة، وهي عِرْض ينبغي المحافظة عليه.

فلما جاء الإسلام غيَّر هذه الصورة تماماً، ورفع من شأن الأنثى، وجعل النساء شقائق الرجال؛ لذلك قدَّم هنا الإناث على الذكور، ورقَّق قلوب هؤلاء الغلاظ نحو الأنثى، وحبَّبهم فيها وعلّمهم أنها وعاؤكم الذي خرجتم منه، فهي صاحبة فضل على كل ذكَر.
علَّمهم أن الأنثى لا يستقيم أمرها في مجتمعها إلا حين تُرْعى ويحافظ عليها ويهتم بها وليُّها؛ لأن كراهية الأنثى تحملها على الاعوجاج وتُرغمها على التخلِّي عن دورها، فالبنت حين يحبها أهلها ويكرمونها ويحنُّون عليها تتعود على الكرامة وعزة النفس ولا تقبل الإهانة من أحد، لأنها شبَّت على أنها غالية عند أهلها عزيزة لديهم، فلا يجرؤ أحد على التعدِّي عليها ولو بكلمة.
لاحظ أن هذه المسألة هبة من الله الخالق سبحانه { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ } يعني: ليستْ حقاً لأحد، وليست حقاً لكل مَنْ ملَك أسبابها، فقد تتوافر الحياة الزوجية ولا يأتي لها ثمرة إنجاب ويُبتلَى الزوجان بالعقم وهو أيضاً هبة من الله.
والذي يرضى بهذه الهبة ويؤمن أنها من الله يُعوِّضه الله ويرى من أولاد الآخرين من البر ما لا يراه الآباء، ويتمتع بهذا البر دون تعب ودون مشقة في تربية هؤلاء الأولاد، وفي واقع حياتنا قد يأتي الابن ويكون عاقاً لوالديه.
وحتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يتعالى أحد على أحد يُعلِّمنا ربنا عز وجل أن مسألة الإنجاب لا تؤثر على منازل العباد عند الله تعالى، فحين أهَب الذكور أو الإناث أو أزواج بينهما لا يعني هذا رضاي عن عبدي، وحين أحرمه لا يعني هذا سخطي على عبدي، إنما هي سنتي في خَلْقي أنْ أهبَ الذكور وأنْ أهبَ الإناث، وأنْ أجعل مَنْ أشاء عقيماً، { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } والعليم يهب على قَدْر علمه بالأمور، وبما يصلح عبده وما لا يصلحه.

#هبة

( يزوجهم : أي: يجعلهم) والصواب يصنّفهم؛ لأن التزويج بمعنى التصنيف، فهذه أربعة أصناف: 
الأول: أن يهب لمن يشاء إناثًا.
الثاني: أن يهب ذكورًا.
الثالث: أن يهب ذكورًا وإناثًا.
الرابع: أن يجعل الإنسان عقيمًا لا ذكور ولا إناث. 
ذلك لأن الأمر أمر الله عز وجل، ولا أحد يستطيع أن يخلق شيئًا من هذا، بل الله وحده هو الخالق.
قيل أن هذه الآية نزلت في الأنبياء خصوصاً وإن عمّ حكمها. وهب للوط الإناث ليس معهن ذكر، ووهب لإبراهيم الذكور ليس معهم أنثى، ووهب لإسماعيل وإسحاق الذكور والإناث، وجعل عيسى ويحيى عقيمين؛ قال القاضي أبو بكر العربي: وأما ظاهر القرآن فلا ينفي وجود الخنثى؛ لأن الله تعالى قال: لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء . فهذا عموم مدح فلا يجوز تخصيصه؛ لأن القدرة تقتضيه. وأما قوله :  يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما فهذا إخبار عن الغالب في الموجودات، وسكت عن ذكر النادر لدخوله تحت عموم الكلام الأول، والوجود يشهد له والعيان يكذب منكره.
ثم تلاحظ أن الحق سبحانه قدّم الإناث على الذكور، لماذا؟ لأن الإناث كان النوعَ المبغوض غير المرغوب فيه في الجاهلية لم ينته الأمر عند حَدِّ الكراهية للبنات، بل تعدَّاه إلى قتلهن، ذلك لأن البنت ضعيفة لا تَقْوى على العمل ولا تشارك قومها في حروبهم المستمرة، وهي عِرْض ينبغي المحافظة عليه.

فلما جاء الإسلام غيَّر هذه الصورة تماماً، ورفع من شأن الأنثى، وجعل النساء شقائق الرجال؛ لذلك قدَّم هنا الإناث على الذكور، ورقَّق قلوب هؤلاء الغلاظ نحو الأنثى، وحبَّبهم فيها وعلّمهم أنها وعاؤكم الذي خرجتم منه، فهي صاحبة فضل على كل ذكَر.
علَّمهم أن الأنثى لا يستقيم أمرها في مجتمعها إلا حين تُرْعى ويحافظ عليها ويهتم بها وليُّها؛ لأن كراهية الأنثى تحملها على الاعوجاج وتُرغمها على التخلِّي عن دورها، فالبنت حين يحبها أهلها ويكرمونها ويحنُّون عليها تتعود على الكرامة وعزة النفس ولا تقبل الإهانة من أحد، لأنها شبَّت على أنها غالية عند أهلها عزيزة لديهم، فلا يجرؤ أحد على التعدِّي عليها ولو بكلمة.
لاحظ أن هذه المسألة هبة من الله الخالق سبحانه { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ } يعني: ليستْ حقاً لأحد، وليست حقاً لكل مَنْ ملَك أسبابها، فقد تتوافر الحياة الزوجية ولا يأتي لها ثمرة إنجاب ويُبتلَى الزوجان بالعقم وهو أيضاً هبة من الله.
والذي يرضى بهذه الهبة ويؤمن أنها من الله يُعوِّضه الله ويرى من أولاد الآخرين من البر ما لا يراه الآباء، ويتمتع بهذا البر دون تعب ودون مشقة في تربية هؤلاء الأولاد، وفي واقع حياتنا قد يأتي الابن ويكون عاقاً لوالديه.
وحتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يتعالى أحد على أحد يُعلِّمنا ربنا عز وجل أن مسألة الإنجاب لا تؤثر على منازل العباد عند الله تعالى، فحين أهَب الذكور أو الإناث أو أزواج بينهما لا يعني هذا رضاي عن عبدي، وحين أحرمه لا يعني هذا سخطي على عبدي، إنما هي سنتي في خَلْقي أنْ أهبَ الذكور وأنْ أهبَ الإناث، وأنْ أجعل مَنْ أشاء عقيماً، { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } والعليم يهب على قَدْر علمه بالأمور، وبما يصلح عبده وما لا يصلحه.


>>Click here to continue<<

📚🕊 على جناحيّ كتاب🕊📚




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)