ـ ✍🏽
أذكر أنني قبل عدَّة سنوات كُنتُ ألقي درساً في أحد المساجدٍ عن أحكام رمضان وما يتعلُّق به من أحكام صيام وقيام وزكاة.
قَدَراً كان درسي يومها عن أحكام الجماع والمباشرة والفطر متعمدا بمنيٍ وهل لذلك كفارة؟
أثناء حديثي قامَ أحد الأشخاص وكان زائراً للمسجد، ورفع صوته بين عموم الحاضرين وقال:
الأمَّة تتحدثُ عن المكُّوك الفضائي، وعن اختراعات حديثة، ولا زلتَ تتحدث عن أحكام الجماع والمباشرة، وكل حديثك عن المذي والمني والوذي والحيض وكل ما له علاقة بين السرة والركبة!!
كنتُ أعرفُ هذا الشخص معرفة سطحية، وأعرف أنّه طبيب مختص بإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية؛ فقلتُ له حينها: معنى ذلك أن تتوقف عن عملك وتنتقل للبحث في قضايا المكوك الفضائي، وتترك مجال عملك.
أليس مجال عملك هو أخذ عينات البول والبراز والدم والسائل المنوي وفحص الانتصاب الليلي وما له علاقة بذلك، لفحصها وتحليلها؟!
ما الذي جعلك تقتنع بمجالك، وتريد من الناس أن تحترم تخصصك، وأنت لا تحترم تخصص أهل الفقه والعلم، وليس حديثهم إلا لأجل إقامة شعائر الدين كما يحب الله ويرضاه؛ فما يرضاه الله تعالى في إصلاح الأديان، يجب أن تحترمه ، كما نحترم تخصصك في مجال إصلاح الأبدان...؟!!
أتذكّر جيداً أنَّ صاحبنا صمت صمتاً مطبقاً، وكأنّه لأول مرَّة يسمع هذه المقارنة التي وجدتُ نفسي ملجئاً لذكرها !
الشيخ خباب الحمد
>>Click here to continue<<