هل يمكن فهم الآية ﴿وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة﴾، بمعنى أن كافة تشمل العسكريين والمدنيين وكل الطوائف لدى أمم الشرك التي تقاتلنا أيضًا عسكريين ومدنيين ورجال ونساء وكل الطوائف كما نرى مثلًا عندما تقصف طائرة لدى قوات الشرك أحد الأهداف في بلادنا ويموت من يموت؟
ج / لا ليس هذا هو المعنى، فقد حرم الإسلام قتال من لم يقاتل المسلمين من أعدائهم. فلا يقتل طفل، ولا امرأة، ولا شيخ، ولا عاجز، ولا راهب في صومعته، ولا من اعتزل القتال. كما قال تعالى: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا﴾، فحصر القتال بمن قاتل وحرم العدوان على من لم يشارك في القتال.
والمعنى في قوله تعالى: ﴿وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة﴾ أي قاتلوا أعداءكم الذين اعتدوا عليكم أيها المؤمنون مجتمعين كلكم صفا واحدا، كما يقاتلونكم مجتمعين عليكم صفًّا واحدًا. أو قاتلوا كل أعدائكم جميعًا، ولا توالوا منهم أحدًا ما داموا يحاربونكم مجتمعين على عدواتكم.
فعاملوهم بالمثل ولا يتولى أحد منكم أحدًا منهم وهو عدو لبعضكم؛ فيفترق صفكم، وتتفرق كلمتكم، بينما عدوكم يرميكم عن قوس واحدة، فأنتم أحق بالاجتماع منهم، وأولى باتحاد الكلمة ووحدة الصف.
الشيخ حاكم المطيري
▪️#الجهاد
▪️ تيلغرام | فيسبوك | تويتر | ويب
>>Click here to continue<<