بمناسبة انتشار الأسئلة من طلاب البناء المنهجي حول كيفية اختيار المذهب الفقهي عند الدراسة، لوقوف الدفعة الجديدة عند مرحلة اختيار المذهب حسب تنظيمات إدارة البرنامج، أقول:
كل المذاهب الفقهية وسيلة للتفقه، وليست غاية في ذاتها، فهي أشبه بمدارس تاريخية منظمة مخدومة لتحصيل الفقه في الدين، بمعنى أنها وسيلة لتصور مسائل الفقه، وعامتها مشتركة مكررة في كل المذاهب، ثم معرفة أحكامها بناء على مذهب، وأدلة تلك الأحكام، ووجه دلالة الدليل على ذلك الحكم في المذهب، وطرق الجمع بين أدلة المذهب والأدلة التي يظهر منها حكما يخالف الحكم في المذهب، ثم الترقي للنظر في أحكام المخالفين وأدلتهم ومداركهم، والوقوف المنهجي على معارك الفقهاء فيما بينهم التي بها وبممارستها بفهم ووعي تحصل ملَكة الفقه، لا فرق بين مذهب وآخر من تلك الحيثية، وفي كلٍّ خير.
فمن سبق له الشروع في دراسة مذهب ما لأي سبب كان، أو ارتبطت دراسته النظامية بمذهب، أو كان في بلد يظهر فيه الالتزام الواضح بمذهب في الفتوى أو العمل: فليَمض فيما هو فيه، فهو أقرب لسرعة إتقانه وتحصيله، ولا يكثر التنقل.
>>Click here to continue<<