-تحدث في الفصل الثالث عن المعاناة من الفراغ العاطفي ومحاولات ملئه بأي شيء وعن شعورنا الدائم بالاستحقاق.
"أذا أدرنا ان نتفكر في مسألة (الفراغ) بشكل أعمق فإننا سننتقل من إشكال الفراغ العاطفي إلى الفراغ الوجودي ؛فمعظم جيل المراهقين لا يدري لماذا يعيش!!
فالإنسان في العصر الحالي منهمك في التفاصيل اليومية دون التفكر في الصورة الكلية ؛فهو إما في رفاه مطلق ولم يجد فيها الطمأنينة أو معاناة دائمة دون أن يعرف ما الغاية من مواجهة تلك التحديات"
-ما الحل للهروب من مواجهة خواء العدم وعبثية الحياة؟
يقدِّم العالم الرأسمالي الحديث الإجابة : الترفيه والتشتيت .
فلا داعٍ للتساؤلات الوجودية بل أن تعيش اللحظة الراهنة !
وهذا هو المغزى من صناعة الأفلام وبرامج الألعاب وغيرها من السخافات.
وللحق فليس الجميع غارقاً في هذا التيار من اللاشيء ؛فهما حصل سيظل هناك بقية من الخير في الأمة"
والعاقل الموفق من أدرك حقيقة ذلك ، فاغتنم عمره في علمٍ نافعٍ يحفظه ، ويحفظ الأمة من نفسها ومن عدوها ، ويجعلها أمة يدها هي العليا وليست هي السفلى ، في جهادٍ مبارك : قلماً ولساناً وسناناً ، في أمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن منكر ، في تربية لعقولٍ وأفئدة وأحاسيس تنفع الناس وتمكث في الأرض لتُؤتي أُكلها كل حينٍ بإذن ربها .
إنَّ مَنْ أمضى يومه في غير حقٍ قضاه ، أو فرضٍ أدَّاه ، أو مجد أثَّلَه ، أو حمدٍ حَصَّله ، أو خيرٍ أسسه ، أو علمٍ اقتبسه ، فقد عقَّ يومه ، وظلم نفسه .
ثم عرج في الفصل الرابع على السوشيل ميديا وكيف أصبح الناس يقيمون أنفْسهم بعدد الليكات وعدد المتابعين إضافة إلى مقارنة حياتهم بحياة الآخرين.
الفصل الخامس " لا تحكم على الآخرين"وصلنا لزمن انعدم فيه تقريبا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعليك أن تكون متحفظًا وتترك كل في حاله ولا تنصح بالتي هي أحسن ولا تتدخل والله سيحاسب الجميع وليس أنت ولكن الله سيحاسبنا نحن أيضا لأننا لم ننصح! يقول ابن مسعود رضي الله عنه " إن من أبغض الكلام عند الله أن يقول الرجل للرجل: اتق الله ، فيقول عليك نفسك"
في الفصل السادس تحدث عن عدم تحكيم الأمور بالمشاعر فقط وتحدث عن فكرة تعطيل العقل واتباع العاطفة، فهي ستتزوج من تحب فقط لأنها تحبه مع أنه غير كفؤ اجتماعيًا أو ماديا ولكنها تحبه وهكذا قرارات عديدة مصيرية تتخذ بعاطفة دون إعمال العقل تؤدي إلي نتائج غير مرغوب بها.
أما في الفصل السابع فقد تحدث عن ما يسمى بمخدرات الشغف وهو أن تتبع شغفك فقط دون دراسة لقدراتك ولسوق العمل ولما يتطلبه أسلوب حياتك واستعرض هنا النموذج الياباني إيكيجاي وهو نموذج يتكون من أربعة دوائر ' ماذا تحب؟' ' ما الذي تجيده؟' 'ما يحتاجه العالم' والدائرة الرابعة هي ' ما تفعله وتحصل على مقابل مالي بسببه' وتكون الحالة المثلى عندما تملئ الدوائر الأربعة بعمل واحد ولكن هذا بالطبع ليس متاحًا للجميع وعليه وجب الحرص على التوازن بين هذه الدوائرة الأربعة لا يجب أن تطغي دائرة علي الأخري.
أما في الفصل الثامن فقد تحدث الكاتب عن شي مهم وهو عذر المرض النفسي فالكل أصبح يرتكب الجرائم ويؤذي من حوله ويهدم بيته ويفتن بين الناس تحت غطاء كونه مريضا نفسيا وليس عليه حرج دون أن يخضع لفحص يثبت ذلك لتُلغي عقوبته!.
ختامًا:
هذا الكتاب إذن يحلل ما يحدث لفئة من الشباب والفتيات الذين تأثروا بظاهرة الهشاشة النفسية، ثم يقدم الحلول العملية المقترحة لتقوية النفس وتدريبها على الصبر وتحمل المسؤولية.
▪︎ « وإحدى نتائج هشاشتنا النفسية هي أننا نقوم أحيانا بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية، في عملية تسمى في علم الننفس.
▪︎ هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك،
فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك، ثم ماذا؟!......
ثم تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا ، وتستسلم لألمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة.
▪︎ كما تتجلى الهشاشة النفسية في أشكال أخرى في تعاملاتنا اليومية: فنحن نعظم مشاعرنا ونجعلها حكماً نهائيا على كل شيءٍ تقريبا ونقرر اعتزال كل ما يؤذي مشاعرنا ولو بكلمة بسيطة .. نكره نقد أفكارنا لأن النقد بالنسبة إلينا صار كالهجوم .. نعشق اللجوء إلى الأطباء النفسيين في كل شعور سلبي في حياتنا ونهرع إليهم طلبًا للعلاج ..
لا نتقبل النصيحة ولا نرغب في أن يحكم أحد علينا .. نلتمس العذر لأي خطأ أو إجرام بدعوى أن مرتكبه متأذي نفسيًا .
>>Click here to continue<<