"النفوس بيوت أصحابها، فإن طرقتموها، فأطرِقوها برفق."
- الإمام علي ابن أبي طالب
القلوب ليست أبوابًا تُفتح بالقوة، ولا نوافذ نُطلّ منها كما نشاء
هي بيوت يسكنها أصحابها، بعضها مليء بالطمأنينة، وبعضها مهجور من الداخل رغم الزحام.
حين تقترب من أحد، اقترب بأدب الروح لا بحشرية الفضول
اقترب بحذر من لا يعرف ماذا تخبئ هذه النفس، ربما كان الداخل مكسورًا، أو ربما كانت ابتسامته حاجزًا يمنع السقوط، أو ربما أيضا كان صمته دليلًا على حرب لا يراها أحد.
و لا تسأل بأسلوب التحقيق، ولا تفتح الجروح بظنّك أنك "تنصح"
لا تُعبّر عن رأيك في أوج الضعف، ولا تُسقِط تجربتك على حياة لا تعرف ظروفها.
حين ترى ملامح الحزن على وجه أحدهم، لا تسأله أمام الجميع: "مالك؟ شكلك مضايق!"
بل اقترب بصوت منخفض، وقل له: "أنا هنا إن أحببت الحديث"
فالمساندة أحيانًا تكون في السكوت، لا في الأسئلة.
وفي نقاشاتنا اليومية، حين يخطئ أحدهم أو يقول ما لا يعجبك
تذكّر أنك تطرق بابه الآن، ف لا تُدخل نفسك بعنف ولا تُصحّح له كأنك القاضي، قل رأيك بلُطف، وانسحب إن شعرت أن الباب لا يريد أن يُفتَح لك اليوم.
في العلاقات القريبة: الأصدقاء، الإخوة، الأحباب كل كلمة نرميها بلا تفكير قد تتحول إلى شوكة تظل مغروسة في القلب لسنوات لأننا لم نحسن طرق الباب.
تذكر دائما: إن الحوار لا يحتاج إلى صوت مرتفع بل إلى نبرة متفهمة، وإلى احتواء يسبق التوجيه، وحرص على ألا نخدش من نحب تحت عنوان "الصدق".
تعامل مع الناس وكأنك تمرّ على بيوتهم، طرقك للكلام، نظراتك، تعليقاتك، حتى مزاحك كلها تقتحم عالمًا لا تراه فاختر ألطف الأساليب حتى لا تترك خلفك شعورًا بالندم أو الأذى.
فربما كلمة منك توقظ ألمًا ظنه صاحبه قد دفن، وربما ابتسامة منك تُعيد الحياة لقلب تآكل من الخذلان.
نحن لا نُطالب بالكثير، نُطالب فقط أن نكون رُفقاء في المرور ببعضنا وأن نضع أيدينا على الأبواب برقة وأن ندخل – إن سُمح لنا – بهدوء يليق بأصحاب البيوت.
اجعل وجودك خفيفًا، وصوتك مطمئنًا، وحديثك سببًا في السكينة لا ضجيجًا في القلب.
الناس يا صديقي، ما عادوا يحتملون قسوة الكلمات، فلا تكن سببًا في اختناق أحدهم دون أن تدري!
وانشر في محيطك خلق الإمام:
"حين تمر على النفوس، مرّ كما يمر النسيم، لا كالعاصفة".
محمد عمر
استراحتك… مساحة للعبور اللطيف
>>Click here to continue<<