كنت أريد أن أكتب رؤوس أقلام سريعة حول الأحداث؛ فلو طالت قليلا ليتكم تتحملون 🙂
أولا: من عنده اطلاع على واقع العالم الإسلامي يعلم جيدا أننا في كل الأحوال في موقع المفعول به؛ ولا نستطيع أن نبني مخيالنا السياسي إلا على ما يتيحه لنا الغرب من معلومات وحقائق.
ثانيا: كل تجربة قد تؤدي إلى الانعتاق من النظام العالمي ولو بنسبة طائلة لابد من وأدها والقضاء عليها؛ إن لم يكن بالطرق الخشنة فبالخداع والألاعيب والعمالة وسوى ذلك من وسائل التفيير الناعمة.
ثالثا: لن يسمح الغرب لنظام ذي مشروع أن يستمر مهما كلف الأمر؛ وعموما هم لا يتكلفون من جيوبهم شيء إنما هي أموال المسلمين التي تخرب بها بيوتهم!
رابعا: الصراع سنة من سنن الله الكونية التي لا تتوقف أبدا بين الحق والباطل.
خامسا: ليس ثمة حضارة تتربع عرش العالم طول الزمان وإنما هي دورات وتداول؛ يعلو فيه من فهم سنن الله وأخذ بأسباب القوة واستطاع أن يلعب على أحبال التوازنات.
سادسا: ليس هناك نظام يمكن أن يقيم حكما مثاليا فلسنا في خلافة راشدة إنما النظر لغلبة الخير ومآلات الأمور وعموما فالملك عقيم...
سابعا: الأمة المسلمة وهبها الله أرضا وثروات لا تتوفر لأمة أخرى وليس بينها وبين أن تكون شيئا إلا أن تتوحد وتقف صفا واحدا؛ وهذا ممكن لو توفرت النية لذلك وكان هناك تجرد وحب للأمة وحرص على مستقبل أبنائها.
ثامنا: ما حدث مؤخرا من تغول الكي...ان المجرم كان سببه خذلان أسود الأمة في أرض العزة؛ فلما خلا الجو كانت لبنان فاليمن فسوريا فإيرا..ن
تاسعا: لم يكن النظام الإيراني يوميا حاميا للأمة ولا محبا للسنة وخصومته مع دول الجوار معروفة؛ ولم يكن مشروعه لنصرة دين ولكنه لتثبيت أركان نظام فوق أسنة الدين والفكر وليس الأمر كذلك.
عاشرا: جرائم إيرا..ن وتهديدها لدول الجوار ودولزالعالم الإسلامي؛ وفسادها في دول الهلال لا يخفى!
حادي عشر: إيران ليست دولة ضعيفة رغم كل الاختراقات وعامة أوجه الفس..اد التي رأيناها ولكنها أوجعت عدوها ولولا ذاك ما سعت أمريكا وبنتها المدللة لعقد تلك الهدنة.
ثاني عشر: النظر للمآلا والموازنة بين المصالح والمفاسد يقتضي أن نسعد بما حصل وإهانة الكي::ان للمرة الثانية بعد إهانته على يد الأبطال كان فيه مصالح جمة؛ منها بدء النزوح لعشرات الآلاف ووالهجرة العكسية، وتمريغ كرامتهم في الطين، والخسارات المهولة في الأرواح والأموال وهدم أسطورة الدولة الآمنة.
ثالث عشر: سيكون هناك إفاقة حقيقية لكافة الأنظمة في المنطقة فالكل علم الآن أنه لا أمان مع هذا الكي..ان الذي ليس له سقف في التوسع والعدوان مهما سالمه المسالمون فليس هناك أمان من هذه الجهة.
رابع عشر: لا مناص لأي دولة إسلامية من السعي لامتلاك كل أنواع القوة كل القوة بما في ذلك السلا...ح النووي وذاك مهم وضروري جدا للردع.
خامس عشر: تحتاج الأنظمة العربية والإسلامية إلى إحداث تصالح وتقوية عاجلة للجبهة الداخلية والتوحد حول العدو المشترك؛ فالمصائب تزيل االأحقاد.
سادس عشر: لا يظنن ظان أنه بانتهاء هذه الجولة؛ أن الأمور سيطول استقرارها؛ فهذا في عرف التاريخ وما رأيناه من دول الاستعمار محال؛ إنما هي استراحة للاستعداد والتقاط الأنفاس ثم الانقضاض بوحشية لا تبقي ولا تذر.
سابع عشر: الشعوب العربية والإسلامية في الوقت الحالي شعوب غير فاعلة؛ وفي حالة مرض شديد؛ لكن طبيعة التاريخ تأبى أن تموت فلابد لها من هبة واستعادة للعافية فالتاريخ. معلم وذاكرة الأمم لا تنخرم؛ والأيام دول.
ثامن عشر: الحالة الإسلامية حالة في غاية الضعف والتشرذم والتآكل؛ وتحتاج إلى وقت طويل لإعادة توازنها وإصلاح ما فسد منها.
تاسع عشر: التقارير الغربية الحقيقية تقول إن اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي بخير ويمكن استعادة المفقود خلال أشهر وأظن أن النظام تعلم الدرس وسيسرع بإعلان اكتمال المشروع.
عشرون: هل مصر مستهدفة؛ نعم يقينا بعيدا عن السخرية والاستهزاء؛ فإن مصر مستهدفة؛ لكن الح،،رب أثبتت أنه من الصعب القضاء على دولة بحجم مصر؛ فالدول الكبيرة يصعب هزيمتها بهذه الصورة.
حادي وعشرون: أثبتت الأحداث أن ما فعله أبطال غز..ة كان صوابا برغم كل ما حصل ويحصل والعاقبة لهم بإذن الله تعالى.
حادي وعشرون: رفض مصر للتهجير كان موقفا مشرفا وينفي كثيرا من الشائعات التي يروجها بعض معارضة الخارج؛ وإن حصل أخطاء عنيفة في عدم معاونة المقاومة لكن النظام يرمم نفسه وسيعيد كما أعادت المنطقة كلها حساباتها؛ ولابد من إدراك أن هناك أشياء ربما لا يدركها إلا الموجودون في قلب المعمعة.
ثاني وعشرون: اللعبة واضحة جدا قوة مستعمرة غاشمة تنهب المقدرات؛ وقوة تحاول النهوض؛ وقوة لا تبرح مكانها تابعة خانعة؛ والنظر في المآلات وموازنة الأمور والتروي قبل إصدار الأحكام والتخلص من ادعاء الطهرانية والمثالية سيجعلك تزن الأمور بميزانها الصحيح.
هرجع لكم تاني عشان أنا وعدت ألا أطيل.
والله وحده من وراء القصد.
>>Click here to continue<<