أبِنتَ الدَّهرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ
فكَيفَ وَصَلتِ أنتِ مِنَ الزِّحامِ
جَرَحتِ مُجَرَّحًا لَم يَبقَ فيهِ
مَكانٌ لِلسُّيوفِ ولا السِّهامِ
ألا يا لَيتَ شَعرَ يَدي أتُمسي
تَصَرَّفُ في عِنانٍ أو زِمامِ
وهَل أرمي هَوايَ براقِصاتٍ
مُحَلّاةِ المَقاوِدِ باللُغامِ
فرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ صَدري
بسَيرٍ أو قَناةٍ أَو حُسامِ
وضَاقَت خُطَّةٌ فخَلَصتُ مِنها
خَلاصَ الخَمرِ مِن نَسجِ الفِدامِ
وفارَقتُ الحَبيبَ بلا وَداعٍ
ووَدَّعتُ البِلادَ بلا سَلامِ
- أبو الطيّب المتنبّي ✨️
بنت الدّهر: أي الحمىٰ وبنات الدّهر شدائده ومصائبه. هَوايَ: أي ما أهواه وأطلبه، والمراد بالراقصات: الإبل، يقال للبعير إذا أسرع: رَقصَ، مُحلّاة: من الحليّة وهو التّزيين، والمقاود ما تقاد به الدّابة أو غيرها من حبلٍ ونحوه، واللّغام زبد يخرج من فم البعير عند الجري. الخطّة: الأمر والقصّة، الفدام: ما يُجعَل علىٰ فم الإبريق ونحوه ليصفىٰ ما فيه. والمعنىٰ: وربّما ضاق الأمر عليَّ فخلصت منه كما تصفىٰ الخمر من النّسيج الّذي علىٰ الإبريق.
>>Click here to continue<<