أولاً..
سأقول : آسفة
آسفة للأيام الكثيرة التي قضيتِها
وأنت لا ترغبين في رؤية المزيد منها
آسفة لهذا القدر من الألم ، لاضطرارِك
جره خلفك في كل مكان
آسفة حتى للأوقات التي لم تشعري فيها بالألم ، وما تبقى -اللاشيء- كان أشد رعباً
آسفة لخوفَكِ
لتعبكِ
آسفة للحظات التي فاتتك بينما ترقدين في السرير ، تقنعين نفسكِ بمواصلة التنفس
آسفة..
ثانياً
سأقول : شُجاعَة
هذه أنتِ
ليس هناك ما هو أشجع من عيش تلك الأيام والأغطية تلتف بإحكام حول صدرك ، تلك الليالي عندما لا تمنحك أية شمعة تشعلينها الضوء الكافي
للعثور على طريقك
ليس هناك ما هو أشجع من العيش مع مشاعر كتِلك
أنتِ محاربة في جسد غافل ، تحاربين يومياً - فقط - ليكون لكِ وجود
وأنا أعرف
أعرف ذلك الشعور ، عندما تخوضين معركة مع نفسك ، مع ذكرياتك
مع صدمتك ، مع هواجسِك
أعرف شعور التوسل لعقلك كي يهدأ دقيقة فحسب
شعور البحث بين صفحات كل كتاب ،
ولعب الغميضة مع السكينة ، بينما تُغير هي القواعد باستمرار
أنت شجاعة للغاية لإصرارك على المُحاولة!
ثالثاً
سأقول : غداً
-وهو ما أريدكِ أن تعدينني به-
أعرف أن الغدٌ أمر لا تفكرين فيه كثيراً
وإن فعلتِ لن يكون من خلال نظارة وردية
أحيانًا يبدو الغد مستحيلاً ، لن يأتى حتى!
يطول الليل عندما تشعرين برغبة في الموت ويبدو الفجر وكأنه على بعد أميال
أعرف هذا ، قضيتُ ليالي كثيرة متكورة في السرير أصارع القلق الذي يتحرك بسرعة ليفسح مكاناً للاكتئاب ،
الذي دائماً ما يطلب أفضل وسادة لينام عليها
وها أنا ، ركبتاي للحائط ، أتوسُّل إليهما أن يتركاني وشأني
مرة أخرى ، آسفة
آسفة لأن هذه الليالي تزوركِ أكثر مما تغيب
آسفة لأنها زائرة وقحة
تبقيك مستيقظة حتى الصباح ، تترككِ خائفة من النوم خشية
أن توقعك في مشاكل إن غفلتِ عنها
الوعد الذي أطلبه منكِ :
أن نلتقي غداً
الليلة عادة لا تحفظ وعودها ، لكن الغد يفعل
اعثري على شيء جميل ، اقبضي عليه بأصابعك جيداً ، وانتظري غداً
أعرف أنه تفاؤل مني أن أطلب هذا ، لكن، هل يمكن أن أراكِ غدًا؟
الغد ، هو مكان يمكن أن تعالج فيه الأمور ، أن تعد فيه القهوة ، كما بإمكانك تناول عشاءك المفضل فيه
إنه مكان يمكن أن تجدي فيه طريقة أفضل للعيش
الغد هو - يومٌ ماً - عندما لن نضطر للتكيف ، بل سنعيش
الغد هو عندما سوف أراكِ.
| سوف نراكَ غداً - ترجمة ضي رحمي
#فورتيسا_لاتيفي💜
>>Click here to continue<<