TG Telegram Group & Channel
• إِلْهَـاْمْ • | United States America (US)
Create: Update:

"لا ينسى الإنسانُ أبداً
بل و يتخطى مرحلة "اللانسيان"
فتنقلِبَ ذكراهُ لعنة
و هُنا تتغير الصورة ! "

كلٌّ يَنفرُ منهُ بطريقةٍ ما، وإن كانَ هُناكَ أيَّةُ مبادرةٍ اتجاهه فستكونُ من دافعِ الشفقة أو أيٍّ دافعٍ غيرَ الحب والإنسانية.
بالنسبة لهم هُوَ غريبُ الأطوار خارجٌ عن العادة فبحفلةِ عشاءٍ قُدِّم لهُ مع الشراب صحنُ زيتون فدفع الطاولة و هرَب، عندما قُدِّمت له باقةٌ من التوليب أصيبَ بنوبةِ هلع لَم يتخلص من عواقبها لأيام عدة.
دخوله للمتجر يقتصرُ فقط على التوجه لقسم أدوات و حاجيات الرسم والأعمال اليدوية ليشتري بضعَ عبواتِ من اللونين الأصفرُ و الأبيض و بإطارٍ باهتٍ جداً يختارُ هو تزيينَ منزله بلوحاتٍ لا معنى لها
خطوطٌ صفراء عديدة و خلفيةٌ بيضاءُ باهتة
حيناً يتدخَّلُ ضبابٌ أسودٌ باللوحة و حيناً لا ترى إلا الخطوط الصفراء
بصوتٍ عالٍ : مُضطَّرِبٌ جداٌ و مخيفةٌ أفكاره
هُنا يُقاطعني صوته!
- و هذا الاضطرابُ ليسَ إلَّا نتاجُ ما مررتُ به
نتاجُ ذكرياتٍ تأبى أن تبرحَ ساحاتِ ذهني و مرابطةٌ فيها لآخر نفس فجعلَت مُخيَّلتي تَضجُّ بمَا حصل في وقتِ الذكرى.
الزيتون والتوليب و الألوان وغيرها، كلُّ منهم عائدٌ لحياتي و كلٌّ كانت لهُ صورةٌ مغايرة عن الذي لاحظتموه!
أشكركم على ملاحظةِ الزيتونِ حينما رُفِض
و ألومكم لاستغفالكم مَنظرَ شجرهِ عندما حُرِقَ في بلدي
دَفعتُ الطاولة كما من المفترضِ أن تُدفعَ الأيدي التي أحرقَت الغِراسَ أمامَ ناظري في ذاك الوقت
لَم أتخطى الحريقَ ولا الحادثة لذلك أنا أخافُ الزيتون و أخجلُ منه !
و باقةُ التوليب التي قُدِّمَت لي من بابِ المودَّة
كانَت تُحيطُ قبرَ أمِّي في وقتِ العزاء
اختلطت في رأسي الأفكار و حَدَث خللٌّ في التقويم والزمن فلهُنيهاتٍ عادَ إليَّ مشهدُ القبرِ و كيف يُحاطُ بباقاتِ التوليب تلك
أشكركم على تقديم الباقة لي
لكن يلومكم الطفلُ الغاضب بداخلي لأنِّهُ منذُ ثلاثينَ عاماً لَم يسأل أحدكم عمَّن سيكفلُه و كيف سيتخطَّى رحيلَ الأمِّ في أيامِ الحربِ تلك
نوبةُ الهلع ليسَت إلا ثورته على القدر و سخطه على الحضنِ الذي لم يحتويه وغضبه على الأيامِ الذي كانَ يقضيها شريداً وحده
و كلُّ اللوحاتِ التي تَحتَلُ جدرانَ المنزلِ الحزين هيَ تجسيدٌ للمشهد الوحيد الذي أَذكرُ أنَّني ابتسمتُ عنده و تمنَّيتُ أن يَقفَ الزمن آنذاك
الأسهمُ و العواميد الصفراء تلك هي حقولُ قمحٍ كانت كلَّ ما أستطيع أن ألجأ إليهِ عندما يُرهقني العالم و عندما سافرت و أُجبِرتُ على الرحيلِ مرغماً ما عدتُّ أشهد السنابلَ ذاتها في أيِّ بقعةٍ كانت
و لا عدت أرى نفسَ اللونَ الأصفر ذاك
أنا ما زلتُ مُتعلِّقاً بذاكَ المشهد و أرجو كلَّ الرجاء أَن يعودَ الزمن و أتشبَّث بأحبِّ المشاهد و أن تبقى عينيَّ معلَّقًةٌ في المكانِ ذاته مهما كانت الأجواء و مهما اندلعت حروب و مهما تغيَّرت الفصول، أنا عالقٌ بثباتِ السنابلِ ذاك
الثباتُ الذي افتقدته في حياتي الهشة.
و الآنَ يجبُ أن نفهمَ كيفَ يتغيَّرُ وقعُ أحلى الأغنياتِ و أرقَّها في آذان الناس ؛أحدهم يُطرَب لأنَّها تترافقُ بإنجازٍ عنده و آخر ينتشي لأنَّها جاءَت مع أولِ رقصةِ حُبِّ في حياته و واحدٌ يبكي لأنَّها ترتبطُ بذكرًى مأساويةٍ بطريقةٍ معينة.
هل اتضحت الصورة؟ هل يمكنك أن تتخيَّل كيفَ ترى كُلُّ عينٍ ما لا تراهُ سواها؟ هل فَهمتَ لمَ يخافُ أحدهم السيارة عندما تزدادُ سرعتها لأنَّهُ فقد أعز أصدقائه بحادثٍ مروِّع و كيفَ تجدُ أنتَ الأمرَ مُسليَّاً و حماسياً؟ ..
يؤثِّرُ العالم علينا؛ يعرِضُ تفاصيلَ اللوحة نفسها بظروفٍ و أوقاتٍ مختلفة حتَّى تراها بصورةٍ أُخرى و تأثيراتٍ متناقضة، إمَّا أن تَمضيَ العُمرَ باحثاً عَن ما يُشبهُ مثاليتها مِن فرط البَهجةِ التي كانت تَملأُ نَسقَ الحياةِ حينها أو أن تمضي أيامكَ هارباً من أن تُصادفَ لقطةً واحدة شبيهةَ موقفٍ كنتَ فيهِ أَضعَفَ من أن تواجهَ نسمة.

-هَوى
هَيا خاشوق ✒️🖤

Forwarded from || هَوَى ||
"لا ينسى الإنسانُ أبداً
بل و يتخطى مرحلة "اللانسيان"
فتنقلِبَ ذكراهُ لعنة
و هُنا تتغير الصورة ! "

كلٌّ يَنفرُ منهُ بطريقةٍ ما، وإن كانَ هُناكَ أيَّةُ مبادرةٍ اتجاهه فستكونُ من دافعِ الشفقة أو أيٍّ دافعٍ غيرَ الحب والإنسانية.
بالنسبة لهم هُوَ غريبُ الأطوار خارجٌ عن العادة فبحفلةِ عشاءٍ قُدِّم لهُ مع الشراب صحنُ زيتون فدفع الطاولة و هرَب، عندما قُدِّمت له باقةٌ من التوليب أصيبَ بنوبةِ هلع لَم يتخلص من عواقبها لأيام عدة.
دخوله للمتجر يقتصرُ فقط على التوجه لقسم أدوات و حاجيات الرسم والأعمال اليدوية ليشتري بضعَ عبواتِ من اللونين الأصفرُ و الأبيض و بإطارٍ باهتٍ جداً يختارُ هو تزيينَ منزله بلوحاتٍ لا معنى لها
خطوطٌ صفراء عديدة و خلفيةٌ بيضاءُ باهتة
حيناً يتدخَّلُ ضبابٌ أسودٌ باللوحة و حيناً لا ترى إلا الخطوط الصفراء
بصوتٍ عالٍ : مُضطَّرِبٌ جداٌ و مخيفةٌ أفكاره
هُنا يُقاطعني صوته!
- و هذا الاضطرابُ ليسَ إلَّا نتاجُ ما مررتُ به
نتاجُ ذكرياتٍ تأبى أن تبرحَ ساحاتِ ذهني و مرابطةٌ فيها لآخر نفس فجعلَت مُخيَّلتي تَضجُّ بمَا حصل في وقتِ الذكرى.
الزيتون والتوليب و الألوان وغيرها، كلُّ منهم عائدٌ لحياتي و كلٌّ كانت لهُ صورةٌ مغايرة عن الذي لاحظتموه!
أشكركم على ملاحظةِ الزيتونِ حينما رُفِض
و ألومكم لاستغفالكم مَنظرَ شجرهِ عندما حُرِقَ في بلدي
دَفعتُ الطاولة كما من المفترضِ أن تُدفعَ الأيدي التي أحرقَت الغِراسَ أمامَ ناظري في ذاك الوقت
لَم أتخطى الحريقَ ولا الحادثة لذلك أنا أخافُ الزيتون و أخجلُ منه !
و باقةُ التوليب التي قُدِّمَت لي من بابِ المودَّة
كانَت تُحيطُ قبرَ أمِّي في وقتِ العزاء
اختلطت في رأسي الأفكار و حَدَث خللٌّ في التقويم والزمن فلهُنيهاتٍ عادَ إليَّ مشهدُ القبرِ و كيف يُحاطُ بباقاتِ التوليب تلك
أشكركم على تقديم الباقة لي
لكن يلومكم الطفلُ الغاضب بداخلي لأنِّهُ منذُ ثلاثينَ عاماً لَم يسأل أحدكم عمَّن سيكفلُه و كيف سيتخطَّى رحيلَ الأمِّ في أيامِ الحربِ تلك
نوبةُ الهلع ليسَت إلا ثورته على القدر و سخطه على الحضنِ الذي لم يحتويه وغضبه على الأيامِ الذي كانَ يقضيها شريداً وحده
و كلُّ اللوحاتِ التي تَحتَلُ جدرانَ المنزلِ الحزين هيَ تجسيدٌ للمشهد الوحيد الذي أَذكرُ أنَّني ابتسمتُ عنده و تمنَّيتُ أن يَقفَ الزمن آنذاك
الأسهمُ و العواميد الصفراء تلك هي حقولُ قمحٍ كانت كلَّ ما أستطيع أن ألجأ إليهِ عندما يُرهقني العالم و عندما سافرت و أُجبِرتُ على الرحيلِ مرغماً ما عدتُّ أشهد السنابلَ ذاتها في أيِّ بقعةٍ كانت
و لا عدت أرى نفسَ اللونَ الأصفر ذاك
أنا ما زلتُ مُتعلِّقاً بذاكَ المشهد و أرجو كلَّ الرجاء أَن يعودَ الزمن و أتشبَّث بأحبِّ المشاهد و أن تبقى عينيَّ معلَّقًةٌ في المكانِ ذاته مهما كانت الأجواء و مهما اندلعت حروب و مهما تغيَّرت الفصول، أنا عالقٌ بثباتِ السنابلِ ذاك
الثباتُ الذي افتقدته في حياتي الهشة.
و الآنَ يجبُ أن نفهمَ كيفَ يتغيَّرُ وقعُ أحلى الأغنياتِ و أرقَّها في آذان الناس ؛أحدهم يُطرَب لأنَّها تترافقُ بإنجازٍ عنده و آخر ينتشي لأنَّها جاءَت مع أولِ رقصةِ حُبِّ في حياته و واحدٌ يبكي لأنَّها ترتبطُ بذكرًى مأساويةٍ بطريقةٍ معينة.
هل اتضحت الصورة؟ هل يمكنك أن تتخيَّل كيفَ ترى كُلُّ عينٍ ما لا تراهُ سواها؟ هل فَهمتَ لمَ يخافُ أحدهم السيارة عندما تزدادُ سرعتها لأنَّهُ فقد أعز أصدقائه بحادثٍ مروِّع و كيفَ تجدُ أنتَ الأمرَ مُسليَّاً و حماسياً؟ ..
يؤثِّرُ العالم علينا؛ يعرِضُ تفاصيلَ اللوحة نفسها بظروفٍ و أوقاتٍ مختلفة حتَّى تراها بصورةٍ أُخرى و تأثيراتٍ متناقضة، إمَّا أن تَمضيَ العُمرَ باحثاً عَن ما يُشبهُ مثاليتها مِن فرط البَهجةِ التي كانت تَملأُ نَسقَ الحياةِ حينها أو أن تمضي أيامكَ هارباً من أن تُصادفَ لقطةً واحدة شبيهةَ موقفٍ كنتَ فيهِ أَضعَفَ من أن تواجهَ نسمة.

-هَوى
هَيا خاشوق ✒️🖤


>>Click here to continue<<

• إِلْهَـاْمْ •




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)