TG Telegram Group Link
Channel: مُلهَمٌ°~♡
Back to Bottom
Forwarded from إيــلـاف~©💛
كل صباحٍ أقول «الحمد لله» وأنا أعنيها من كل قلبي؛ لأن شمسه تُشرق عليَّ وأنا مستورة في بيتي، معافاة في جسدي، لم أزل على ديني، بجانبي زجاجة ماء وعندي خبز وجبن، وفي رأسي ما يمكنني أن أبذله، وأهلي بخير وعلى ملة الإسلام.

«الحمد لله» ليست مجرد كلمة نُجريها على ألسنتنا كنوع من الواجب، إنها شعورنا الصادق والعميق بالأمان والامتنان والغبطة، نجاتُنا يومًا آخر وامتلاكنا فرصة جديدة، دخولنا اليوم ونحن نقول لأنفسنا: نحن أحياء؛ إذًا هناك أمل.

-شيماء هشام سعد

https://hottg.com/Eelaaf/515
أذكار الصباح والمساء هي الصيانة اليومية لروح الإنسان وكل مقصر معها دائما متوتر، وروحه بها عطب ما، لا يدري سببه

-شيخ محمد خيري
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا

فلعل الخير على أبوابك قد تأهب لطرقه فدونك الرضا سلاحاً وعُدة.

من لقاء🍃رزق🍃
سلسة عطور السكينة
صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ بالقومِ صلاةً أخفَّها ، فَكأنَّهم أنْكروها ! فقالَ : ألم أُتمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ ؟ قالوا : بلى ، قالَ أمَّا أنِّي دعوتُ فيها بدعاءٍ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يدعو بِهِ اللَّهمَّ بعِلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي وأسألُكَ خشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ وَكلمةَ الإخلاصِ في الرِّضا والغضبِ وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ وقرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ وأسألُكَ الرِّضاءَ بالقضاءِ وبردَ العيشِ بعدَ الموتِ ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ والشَّوقَ إلى لقائِكَ وأعوذُ بِكَ من ضرَّاءٍ مُضرَّةٍ وفتنةٍ مضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعَلنا هداةً مُهتدين.
عرض مختصر..
الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 1305 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

https://hottg.com/Molhamn/953
ليلة جمعة سعيدة. يجيء على المرء وقتٌ تكون علاقته بربه كعلاقة طفل تائه بوالده وقد رآه في السوق فهو يناديه ليلفتَه إليه، يريد أن يقول له: انظر ما فُعلَ بي! فهو بين فرحٍ برؤيته وقد كان تائها، وبكاءٍ مما حصلَ له وهو يبحث عنه ويلتمسه، وقد أحكمت المصيبة إمساك عينيه على الدمع لأنه وحده ودمعُ التائه الوحيد مُغرٍ به شرار الخلق، وشفقتُه على نفسه مشغلةٌ عن النجاة بنفسه، حتى إذا نجا ووجد حبيبه انفلت الدمع الذي كان مخزونا، وأشار له إلى مواضع جراحه -وهو بها أعلم- لأنه محتاجٌ إلى الربت والعلاج وسماعِ: "لا بأس عليك".
يا رب؛ أنا الطفل التائه الذي يلتمسك في كربته وغربته، وأنت اللهُ البصير السميع تراني وتعرف مكاني وإن ذهبت المُلِمّات بي كل مذهب، أشهدني قربَك مني ونظرك إلي، لأنني لا مواساة لي سواهما، ولأن في العينين بكاء كثير وفي القلب جروح لن تبرأ إلا أن أقول لك: انظر يا رب ما فعلت الدنيا بي!

- شيماء هشام سعد

https://hottg.com/Molhamn/954
Forwarded from إيــلـاف~©💛
صباح الخير 🍃🤍


ذاتَ صباح..
سيكون صباحك أنت، مصنوعًا على عينِ الله لك، تغفو مهمومًا لأمرٍ كان في المساء يؤرقك، فتصحو مجبورًا بذات الأمر وقد قضى الله حاجتك، ستخلع عنك رداء انتظارك للفرج، وترتدي عباءة الفرح المُطرزة بالحمد بعد العناءِ والتعب، ذاكَ الصباح سيُشرق على قلبك بالجبر، ولن يأتي بعده كسرٌ مرةً أخرى، ذاك بالله يقيني؛ يجبُرني، يسترني، يرحمني، يُغنيني، فاجعله يقينك..

فاللهُم صباحًا منك شافيًا كافيًا نحكي عنه: أنَّا كُنا مكسورين ليلًا، وأصبحنا بفضلكَ وجود كرمك ذات صباحٍ بالجبر. ❤️

صلي على النبى وتبسم 🌿💙
جمعه عطره💜
لا تنسوا كهفكم♥️

https://hottg.com/Eelaaf/520
هناك معنى أكبر من هذه الدنيا ومقاييسها في بدء المسلم يومه من الفجر؛ من لحظة انسلاخ النهار من أحلك نقطة في الليل، معنى يخبرك كإنسان لا تني الحياة تصارعه وتميت فيه أشياء كل يوم أن الله الذي يفلق هذا الصبح من رحم العتمة لا يصعب عليه أن يبدل حالك.

في كل فجر تذكير متجدد بتلك القدرة المعجزة المتجاوزة لمحدودية أسباب الدنيا، شهودُك هذا الحدث المعجز بداية كل يوم يقول لك: أيها الإنسان الضعيف الصغير العاجز الذي تلوكه الحياة كل يوم، مهما بلغ ما مات في قلبك، مهما حلكت عتمتك أو يئست من تغيُّر حالك، مهما اختنقتَ وعركتك الحياة حتى قطعت نفَسَك، هناك دائما إمكانٌ لأن تتنفس من رئة جديدة تماما كما يتنفس كل يوم صبح جديد من رحم ليل طويل.

كل يوم هو معركة عيش جديدة، أن تبدأه بصلاة الفجر يعني أن تدخل أرض المعركة ومعك مسبقًا ترياق جروحك وأمل بعثك من رمادك.
ليلة جمعة سعيدة. تتمثل معركتك الكبرى في أن تكون أفضل نسخة ممكنة من الإنسان الذي تفترضه ظروف حياتك ونشأتك، في أن تتوقف عن الشفقة على نفسك بسبب ما تعرضت له وتجاهد لتعالج نفسك، في أن تختار الطريق الصحيح لا الطريق السهل، وتتحمل مسؤوليتك عن تربية نفسك وإصلاح أعطابك بدلًا من الانشغال بإلقاء اللوم واستطياب دور الضحية.

لقد جُبلت الحياة على ذلك؛ أن يفسد فيك الآخرون أشياء ما حين لا تكون مُدركًا بعدُ أنك تفسد، لكنك متى ما كبرت أصبحت مسؤولًا عن نفسك، ولن ينجيك من الحساب على مساوئك أنك لم تكن مَن تسبب فيها، ستُنجيك محاولاتُك لكسر الدائرة، لأن تكون إنسانًا صالحًا لنفسه ومَن يقترب منه.

ليلة جمعة سعيدة، ألفُ لا بأس على مَن تعب من إصلاحِ ما أُفسد من قديمٍ في نفسه، وألف احترامٍ وغبطةٍ لمن يجتهد ليكون أفضلَ ما يُمكن له قلبًا وعقلًا ونفسًا وإيمانًا رغم محيطٍ لا يعينه على ذلك، وألفُ بشرى لمن دخلَ هذا الطريق بقلب صادقٍ وإن كان ينظر خلفَه فلا يزال يرى بدايتها.
يا إلهي؛ علِّمني كيف أعرفُكَ حتى أحبَّك، وكيف أعرفُ نفسي حتى أقبلَ نقصَها وأُتِمَّ تسليمي لك، وكيف أعرفُ الناسَ حتى أُحسِن إليهم وأنفُضَ يدي منهم.

يا إلهي؛ كم قُلتُ «يا رب» أجرتْها على لساني حاجتي وانكساري وفقري، لقد تعلمتُ أخيرًا أن أقولَ «يا إلهي» يجريها على لساني حبي وعبوديتي وخضوعي لك. عبِّدني لكَ بالمحبةِ والتسليم، وثبَّت قلبي فيما تمتحنُني به، وأخرجني من الدنيا وأنتِ راضٍ عني وقد رضيتُ عنك.
الخميسُ أول رمضان، يا بشرى!

مَن لم يغسِل سجادة صلاته بعد فليبادر إليها بالغسل والتعطير، جهزوا المصاحف والمسابح والحاجاتِ والدعاء، وحفّزوا قلوبكم الآن بدرسٍ أو تلاوة، ضعوا خطة مُمكنة وليكن وعدكم فيها أن تُروا الله من أنفسكم خيرا.

كلُّ عام أنتم بخير، عساكم تخرجون من رمضان جديدي القلوب، مجبوري الخواطر، ثقيلي الحسنات في الصحائف.
كواحدةٍ من النساء تعني لي ليالي رمضان أشياء أكثر من مجرد العبادة -والعبادة كثير-، إنها السعة التي أحاول من أجلها تفريغ أكبر مكانٍ ممكن في كل شيء يخصني؛ بدءًا من غرفتي الضيقة، وحتى قلبي المتكدس.

إن ليلةً في رمضان تعني كثيرًا لامرأة في زمنٍ مُنهِك؛ تعني إجاباتٍ لأسئلة وجودية، هداياتٍ إلى طرقٍ لاجتياز امتحانات الهوية والدين، شفاءاتٍ لأمراض التقطناها بالعدوى من محيطٍ ضاغط أو خرجنا بها من اختبارات صعبة. إن ليلةً في رمضان هي ليلة في السماء؛ حيث الأجوبة كلها، الأدوية التي لا نتخيل وجودها، والإمكانات الهائلة المختبئة في الدعاء.

كلما نظرتُ لوجه امرأةٍ في الصفِّ قلتُ لنفسي: من المؤكد أن لها خلوةً في بيتها، أنها رتبت ركنًا صغيرًا في غرفة نومها وأعدَّت عُدة. فأبتسم لهذا الخاطر وأقول: يا إلهي؛ إذا جاءتك أمتُك هذه الليلةَ وحدَها في خلوة فانظر إليها وارضَ عنها وافتح لها أبواب رحمتك.

ليلة أولى مباركة. إنني مهتمة أكثر بأحوال النساء الليلة، لأن الرجال يجدون على الخير أعوانًا أكثر مما نجد. ليكن لكلٍّ منا خلوة وعدة، لتكن لها ولو ربع ساعة في قعر بيتِها تصل فيها حبلها بالله وتقرأ كلامه وتصلي؛ لأنني لا أتصور ما يُمكن أن تفعلُه امرأة غير ذلك لتُشفى من آلام العام ولتتعافى من القلق المُلحِّ والأسئلةِ الضاغطة على القلب.
بينما أنتَ تلهو يُعتقُ كثيرون من النار الليلة، كيف طابتْ نفسُك ألا تكون منهم؟!

الناسُ الليلة أشغال؛ أهلُ المسلسِلاتِ مع مُسلسِلاتهم، وأهل النوم في نومهم، وأهلُ اللعب في ملاعبِهم، وثمة ناسٌ مع مصاحفِهم وعلى سجاجيد الصلاة؛ أولئك أغارُ منهم ولا أرى سعداءَ في رمضان سواهم.

- شيماء هشام سعد ☔️

https://hottg.com/Molhamn/961
إنك إذا كنتَ تصلي بقلبِك وتقرأ كل يومٍ «إياك نعبدُ وإياكَ نستعين» فمن غير المتسقِ مع هذا عقلًا وقلبًا أن تقفَ عند قبرٍ وتطلب المدد، أو تذهب لضريحٍ وتدعو، أو تزعمُ أن أحدًا غير الله ينفعُك أن تستعين به.

سبحان الله؛ قال الله: «إياكَ نستعين» ولم يقُل: نستعينُ بك، وهذا التقديم والتأخير يفيد الحصر، أي: لا نستعين بغيرك ولا نطلب المدد إلا منك، ومع ذلك ما زال قومٌ يزعمون أن الإمام الحسين يُمدّهم بمدد أو أن غيره يسمعهم وينفعهم!
في مرضك تُدرك قيمة كل لحظة عافية، وفي مرض مَن تُحب تُدرك قيمة كل لحظة كنت تسمع فيها صوتَه خاليًا من الألم، كل لحظة كان ينظر فيها إليك فيعرفك ويضحك لك، كل لحظة كنتما تتبادلان فيها حديثًا عن تفاصيل في حياتكما يعرفها كل منكما جيدا.

تربّيكَ أروقة المشافي وروائح الأدوية كما لم يُربِّكَ شيءٌ من قبل، تكسرُك لله وتقلب الدنيا في قلبك رأسًا على عقب، تُرسل عينَك الزائغة إلى الآخرة فلا ترجع بعدها أبدًا كما كنت.
مع التقدم في العمر ستدرك قيمة الحياة الرتيبة، لن تتأفَّف من تكرار الأشياء نفسها كلَّ يوم، بل ستحمد الله أنَّ مصيبةً مفاجئةً لا تقطع تكرارك، أنك لا تمرضُ مرضًا يُرقِدُك فتتوقف عن فعل الأشياء التي تفعلها كلَّ يوم، أنك آمِنٌ ومُعافى ومستور.

مع التقدم في العمر نُثمِّن أكثر أشياء بسيطة لم تكن تلفتنا؛ السكينة في البيت، امتلاك وقت ولو قصير، انسياب الأيام هادئةً ومعتادة، نتوقف عن انتظار المفاجآت السعيدة وننغمس في الشعور بنعم اللحظة الحاضرة.

-شيماء هشام سعد🥀

https://hottg.com/Molhamn/964
الكلامُ سهل، والتجربةُ فضَّاحة، والواقفُ على البرِّ عوَّام.

الحكمة الحقيقيّة هي ما خرجَ من معامل الاختبار لا من أفواه المتشدّقين، وحبُّ المعاني المجرَّدة لا يكفي لخوض التجربة الحيَّة، والحماسةُ لشيءٍ ليست قياسًا دقيقًا لحسن البلاء فيه، ولربما كانَ أعذبُ الناس حديثًا في موضوعٍ ما هو أسوأ الناس مثالًا عليه.
فقه إفطار رمضان لدواعي الأنوثة - وقفة تدبُّريّة
"هذه أيَّامُ سموٍّ للروحِ على الجسدِ وشهواتِه، أيَّامٌ يُتعبَّدُ اللهُ فيها بالصيامِ وتُستنزَلُ الفتوحُ فيها بهذه العبادةِ الجليلة، لكنَّني محرومةٌ لأيَّامٍ من هذه العبادة ومن استنزال الفتوحِ الربانيةِ بها، أُريدُ أن تسموَ روحي لكنَّ جسدي يثقلُ ويمنعُها من الارتفاع، أكرهُه"!
كانَ هذا مُلخَّصَ حوالي أربع رسائل وصلتني منذ أول ليلةٍ في رمضان، اختلفت ألفاظُهنّ وكانَ المعنى مُتقاربا، والشيءُ الثابتُ في الرسائلِ الأربعةِ أنهنّ -عفا اللهُ عنهنّ- كرهن أجسادَهنّ وأنوثتَهن، بل إنَّ منهنَّ واحدةً أخبرتني أنها امتنعتْ طوالَ اليومِ عن الأكلِ حسرةً على العبادةِ التي فاتتها فلقيتْ من هذا مشقّة!

ذكرني قولُ إحداهنّ "أريدُ لروحي أن تطيرَ في هذه الأيام لكنّ جسدي يمنعُها" بقولِ فان جوخ في رسالتِه إلى أخيه: "أريدُ أن أُسافرَ إلى النجومِ وهذا البائسُ جسدي يُعيقُني"، كانت رسالةَ انتحار، ولا تفعلُ الأنثى التي لا تفقهُ الغايةَ من الصيامِ والغايةَ من الإفطارِ لدواعي أنوثتِها أقلَّ من الانتحارِ النفسيّ، هل تُدرِكن ماذا تكرهن يا حُلوات إذ تكرهنَ أنوثتَكنّ؟ تكرهن شيئين:
الأول: أمومتَكنّ بالتبعيّة.
والثاني: إرادةَ اللهِ الذي سوَّاكنّ إناثًا!
والأولى-إذا تأمّلتُنَّ- فيها شيءٌ من كفرانِ النعمة، فإنَّ بهذا الشيءِ الذي تتذمرنَ منه تصرنَ أُمهاتٌ ولو انقطعَ ما صرتُنّ، فالجديرُ بكنّ أن تشكرنَ وتقلن: "يا ربّ لا تقطعْها عنَّا قبلَ أن تُصيرنا أمّهات"، لا أن تنُئن بها من الآن!
والثانيةُ فيها سخطٌ على إرادةِ اللهِ الذي خلقَكنّ، ووجديرٌ بكنَّ أن ترضَين وتقُلن: "نحن إماؤكَ يا ربّ، نكونُ كيفما خلقتَنا حيثُما أمرتَنا".

أمَّا عن فقهِ الإفطارِ فنعم إنَّ للإفطارِ لعارضٍ فقهًا كما للصيامِ فقهٌ للغاية، والمرأةُ المُسلمةُ الحلوةُ في إسلامِها العليَّةُ به تفقهُ معنى أنوثتِها وما ينتجُ عن أنوثتِها، والطريقُ إلى فقهِ الناتجِ عن هذه الأنوثةِ من الإفطارِ يبدأُ من فقهِ غايةِ الصيام، ولستُ أجدُ أبيَنَ لشرحِ هذه الغايةِ الجميلةِ الجليلةِ من قولِ الإمامِ الطاهرِ بن عاشور عن الصيام:
"فالقصدُ منه إضعافُ القوى الماديّةِ لتنبثقَ من منافذِها أشعَّةُ النِّير الروحاني، ولما في هذا الإمساكِ من المشقّةِ في مُجاهدةِ تلك القُوى الطاغيةِ اقتنعتِ الشَّريعةُ بالمقدارِ الذي لا يخلو عنه قيامُ ماهيَّةِ هذه العبادة، فجعلتْ ما يعرضُ للصائمِ من مشاقَّ زائدةٍ عُذرًا يُخوِّلُ الترخيصَ في تركِ تلك العبادةِ ما دامت المشقَّةُ العارضةُ مُقارنةً لها، ليأتيَ المُسلمُ بعبادتِه شارهًا نشيطًا غيرَ ملولٍ من توافُرِ المشاقِّ عليه".
انتهى كلامُه -رحمه الله- وهو كلامٌ نفيسٌ نفيسٌ نفيس، للهِ درُّ هذا الفهمِ وسبحانَ من فتحَ عليه به!

إذًا فالغايةُ إضعافُ القوى الماديّة من أجلِ إخراجِ القوى الروحيّة إلى السطح، يحدثُ هذا الإضعافُ بمشقَّةٍ جسديةٍ يُوفِّرُها الصيامُ وقد يُوفِّرُها المرض، ومن حكمةِ الشريعةِ أنَّها اكتفتْ بالقدرِ الذي يخدمُ الغايةَ من المشقّةَ ولا يعوقُها، فما دامت هذه المشقَّةٌ حاصلةً بدونِ الصيامِ -بالمرضِ أو السفرِ أو الحيضِ للنساء- فقد أُسقطَ الصيامُ رُخصةً في الأولى والثانيّة ووجوبًا في الثالثة.
إذًا فإسقاطُ اللهِ الصيامَ عن الحائضِ ليسَ حرمانًا لها من السموِّ الروحيِّ في هذه الأيام، وإنما هو في الحقيقةِ على العكسِ تمامًا؛ في سبيلِ ألا تعوقَ المشقّةُ الزائدةُ الناتجةُ عن اجتماعِ المشقَّتين -الصيام والحيض- السموَّ الروحيّ! سبحانَ الحكيمِ العليم! سبحان الله!

إذًا فلم تُطردن من مُناسبةِ التطهيرِ والفتوحِ هذه، وإنما أخرجتُنّ أنفسَكنّ بقلَّةِ الفقهِ منها، فبخعتتُنّ أنفسَكنّ على آثارِ جسمِ العبادةِ وأهملتُنّ روحَها، وقعدتُنّ تندبن الحظَّ والأنوثةَ وفواتَ الصيامِ وتركتُنّ العباداتِ التي يحصلُ بها ذلك السموُّ الروحيّ الذي كانَ الغاية، فتركتُنّ الذكرَ وتدبُّرَ القرآنِ والدعاء، ثمّ زعمتُنّ ضمنًا أنَّكنَّ بريئاتٌ من حرمانِكنّ من هذا السموّ وأنَّ الجانيَ عليكنّ الأنوثةُ التي هي شيءٌ من يدِ اللهِ فيكنّ!
إنَّ الأنثى الفقيهةَ لَتكونُ حيثُ أمرَها الربُّ الذي خلقَها وكيفما أمرَها، فهي في أيامِ وفرةِ الصحةِ آخذةٌ بنصيبِها من الصيامِ والصلاةِ والقرآنِ والقيام، وفي أيامِ ضعفِها ونَزفِها آخذةٌ بنصيبِها مما لم تُعوِّضْ عنه مشقَّةُ الضعفِ والنَّزفِ ومما أُسقِطَ الصيامُ والصلاةُ من أجلِ ألا يُعجزا عنه فهي تذكرُ اللهَ وتدعوه وتتدبَّرُ آياتِه وتُهذِّبُ نفسَها بها، لا يضرُّها فطرُها في نهارِ رمضان بل تَبَرُّ هذا الجسدَ الضعيفَ وتحنو عليه وترعاهُ وتتقصَّدُه بالطعامِ الذي يلزمُه والشرابِ الذي يُعوِّضُ مفقودَه وتتعهَّدُه بالعنايةِ كما تتعهَّدُ الطفلَ الصغيرَ إذا مرض، وهذا شيءٌ من أمومتِها التي جُبلتْ عليها تُنفقُها على نفسِها، وهو بعدٌ مفقودٌ عند النساءِ إلا من رحمَ الله؛ نراها تتعهَّدُ الجميعَ بالعنايةِ والأمومةِ ثمَّ تُهملُ نفسَها فتكونُ بهذا المعنى يتيمةَ نفسِها، ولو أنصفتْ لعلمتْ أنَّ أمومتَها لا تقومُ إلا بتوفُّرِها هي، وأنَّ جودةَ هذه الأمومةِ لا تحصلُ إلا بقدرتِها جسدًا وروحًا وعقلًا وقلبًا على الأمومة، وأنَّ أمومتَها لنفسِها خطوةٌ في سبيلِ أمومتِها للولدِ والزوجِ والأخِ والأبّ.

ختامُ هذا الأمر: اعقلن يا رضي اللهُ عنكنّ وارضَين صنعةَ اللهِ فيكنّ وإرادتَه، لا تتحسّرن على فواتِ الصيامِ ولا تكرهنَ تلك الأجسادَ وتُعذِّبنَها من أجلِ ذلك، فإنَّ الذي فرضَ عليكنَّ الصيامَ هو الذي كتبَ عليكنَّ أيامَ الدمِ وأسقطَ الصومَ عنكنّ فيها، فاستخدمن هذه الأيامَ في حسنِ التعبُّدِ إلى اللهِ بهذا الضعفِ وحسنِ التوجهِ إليه بهذا النَّزف.

-شيماء هشام سعد 🤍

https://hottg.com/Molhamn/966
علينا أن نجد طريقةً للتخلص من العلاقات المنتهية، القصص الميتة، الأشخاص الذين لم يكونوا مناسبين كفايةً للبقاء.

ألا ينبغي أن نكفَّ عن التعامل مع القلب كما لو كان مشرحةً لحفظ جثث الموتى أو غرفةً لتكديس الأغراض القديمة التي لم تعد صالحة للاستخدام؟

-شيماء هشام سعد 🥀

https://hottg.com/Eelaaf/466
HTML Embed Code:
2024/04/29 19:02:15
Back to Top