TG Telegram Group & Channel
مُلهَمٌ°~♡ | United States America (US)
Create: Update:

فقه إفطار رمضان لدواعي الأنوثة - وقفة تدبُّريّة
"هذه أيَّامُ سموٍّ للروحِ على الجسدِ وشهواتِه، أيَّامٌ يُتعبَّدُ اللهُ فيها بالصيامِ وتُستنزَلُ الفتوحُ فيها بهذه العبادةِ الجليلة، لكنَّني محرومةٌ لأيَّامٍ من هذه العبادة ومن استنزال الفتوحِ الربانيةِ بها، أُريدُ أن تسموَ روحي لكنَّ جسدي يثقلُ ويمنعُها من الارتفاع، أكرهُه"!
كانَ هذا مُلخَّصَ حوالي أربع رسائل وصلتني منذ أول ليلةٍ في رمضان، اختلفت ألفاظُهنّ وكانَ المعنى مُتقاربا، والشيءُ الثابتُ في الرسائلِ الأربعةِ أنهنّ -عفا اللهُ عنهنّ- كرهن أجسادَهنّ وأنوثتَهن، بل إنَّ منهنَّ واحدةً أخبرتني أنها امتنعتْ طوالَ اليومِ عن الأكلِ حسرةً على العبادةِ التي فاتتها فلقيتْ من هذا مشقّة!

ذكرني قولُ إحداهنّ "أريدُ لروحي أن تطيرَ في هذه الأيام لكنّ جسدي يمنعُها" بقولِ فان جوخ في رسالتِه إلى أخيه: "أريدُ أن أُسافرَ إلى النجومِ وهذا البائسُ جسدي يُعيقُني"، كانت رسالةَ انتحار، ولا تفعلُ الأنثى التي لا تفقهُ الغايةَ من الصيامِ والغايةَ من الإفطارِ لدواعي أنوثتِها أقلَّ من الانتحارِ النفسيّ، هل تُدرِكن ماذا تكرهن يا حُلوات إذ تكرهنَ أنوثتَكنّ؟ تكرهن شيئين:
الأول: أمومتَكنّ بالتبعيّة.
والثاني: إرادةَ اللهِ الذي سوَّاكنّ إناثًا!
والأولى-إذا تأمّلتُنَّ- فيها شيءٌ من كفرانِ النعمة، فإنَّ بهذا الشيءِ الذي تتذمرنَ منه تصرنَ أُمهاتٌ ولو انقطعَ ما صرتُنّ، فالجديرُ بكنّ أن تشكرنَ وتقلن: "يا ربّ لا تقطعْها عنَّا قبلَ أن تُصيرنا أمّهات"، لا أن تنُئن بها من الآن!
والثانيةُ فيها سخطٌ على إرادةِ اللهِ الذي خلقَكنّ، ووجديرٌ بكنَّ أن ترضَين وتقُلن: "نحن إماؤكَ يا ربّ، نكونُ كيفما خلقتَنا حيثُما أمرتَنا".

أمَّا عن فقهِ الإفطارِ فنعم إنَّ للإفطارِ لعارضٍ فقهًا كما للصيامِ فقهٌ للغاية، والمرأةُ المُسلمةُ الحلوةُ في إسلامِها العليَّةُ به تفقهُ معنى أنوثتِها وما ينتجُ عن أنوثتِها، والطريقُ إلى فقهِ الناتجِ عن هذه الأنوثةِ من الإفطارِ يبدأُ من فقهِ غايةِ الصيام، ولستُ أجدُ أبيَنَ لشرحِ هذه الغايةِ الجميلةِ الجليلةِ من قولِ الإمامِ الطاهرِ بن عاشور عن الصيام:
"فالقصدُ منه إضعافُ القوى الماديّةِ لتنبثقَ من منافذِها أشعَّةُ النِّير الروحاني، ولما في هذا الإمساكِ من المشقّةِ في مُجاهدةِ تلك القُوى الطاغيةِ اقتنعتِ الشَّريعةُ بالمقدارِ الذي لا يخلو عنه قيامُ ماهيَّةِ هذه العبادة، فجعلتْ ما يعرضُ للصائمِ من مشاقَّ زائدةٍ عُذرًا يُخوِّلُ الترخيصَ في تركِ تلك العبادةِ ما دامت المشقَّةُ العارضةُ مُقارنةً لها، ليأتيَ المُسلمُ بعبادتِه شارهًا نشيطًا غيرَ ملولٍ من توافُرِ المشاقِّ عليه".
انتهى كلامُه -رحمه الله- وهو كلامٌ نفيسٌ نفيسٌ نفيس، للهِ درُّ هذا الفهمِ وسبحانَ من فتحَ عليه به!

إذًا فالغايةُ إضعافُ القوى الماديّة من أجلِ إخراجِ القوى الروحيّة إلى السطح، يحدثُ هذا الإضعافُ بمشقَّةٍ جسديةٍ يُوفِّرُها الصيامُ وقد يُوفِّرُها المرض، ومن حكمةِ الشريعةِ أنَّها اكتفتْ بالقدرِ الذي يخدمُ الغايةَ من المشقّةَ ولا يعوقُها، فما دامت هذه المشقَّةٌ حاصلةً بدونِ الصيامِ -بالمرضِ أو السفرِ أو الحيضِ للنساء- فقد أُسقطَ الصيامُ رُخصةً في الأولى والثانيّة ووجوبًا في الثالثة.
إذًا فإسقاطُ اللهِ الصيامَ عن الحائضِ ليسَ حرمانًا لها من السموِّ الروحيِّ في هذه الأيام، وإنما هو في الحقيقةِ على العكسِ تمامًا؛ في سبيلِ ألا تعوقَ المشقّةُ الزائدةُ الناتجةُ عن اجتماعِ المشقَّتين -الصيام والحيض- السموَّ الروحيّ! سبحانَ الحكيمِ العليم! سبحان الله!

إذًا فلم تُطردن من مُناسبةِ التطهيرِ والفتوحِ هذه، وإنما أخرجتُنّ أنفسَكنّ بقلَّةِ الفقهِ منها، فبخعتتُنّ أنفسَكنّ على آثارِ جسمِ العبادةِ وأهملتُنّ روحَها، وقعدتُنّ تندبن الحظَّ والأنوثةَ وفواتَ الصيامِ وتركتُنّ العباداتِ التي يحصلُ بها ذلك السموُّ الروحيّ الذي كانَ الغاية، فتركتُنّ الذكرَ وتدبُّرَ القرآنِ والدعاء، ثمّ زعمتُنّ ضمنًا أنَّكنَّ بريئاتٌ من حرمانِكنّ من هذا السموّ وأنَّ الجانيَ عليكنّ الأنوثةُ التي هي شيءٌ من يدِ اللهِ فيكنّ!

فقه إفطار رمضان لدواعي الأنوثة - وقفة تدبُّريّة
"هذه أيَّامُ سموٍّ للروحِ على الجسدِ وشهواتِه، أيَّامٌ يُتعبَّدُ اللهُ فيها بالصيامِ وتُستنزَلُ الفتوحُ فيها بهذه العبادةِ الجليلة، لكنَّني محرومةٌ لأيَّامٍ من هذه العبادة ومن استنزال الفتوحِ الربانيةِ بها، أُريدُ أن تسموَ روحي لكنَّ جسدي يثقلُ ويمنعُها من الارتفاع، أكرهُه"!
كانَ هذا مُلخَّصَ حوالي أربع رسائل وصلتني منذ أول ليلةٍ في رمضان، اختلفت ألفاظُهنّ وكانَ المعنى مُتقاربا، والشيءُ الثابتُ في الرسائلِ الأربعةِ أنهنّ -عفا اللهُ عنهنّ- كرهن أجسادَهنّ وأنوثتَهن، بل إنَّ منهنَّ واحدةً أخبرتني أنها امتنعتْ طوالَ اليومِ عن الأكلِ حسرةً على العبادةِ التي فاتتها فلقيتْ من هذا مشقّة!

ذكرني قولُ إحداهنّ "أريدُ لروحي أن تطيرَ في هذه الأيام لكنّ جسدي يمنعُها" بقولِ فان جوخ في رسالتِه إلى أخيه: "أريدُ أن أُسافرَ إلى النجومِ وهذا البائسُ جسدي يُعيقُني"، كانت رسالةَ انتحار، ولا تفعلُ الأنثى التي لا تفقهُ الغايةَ من الصيامِ والغايةَ من الإفطارِ لدواعي أنوثتِها أقلَّ من الانتحارِ النفسيّ، هل تُدرِكن ماذا تكرهن يا حُلوات إذ تكرهنَ أنوثتَكنّ؟ تكرهن شيئين:
الأول: أمومتَكنّ بالتبعيّة.
والثاني: إرادةَ اللهِ الذي سوَّاكنّ إناثًا!
والأولى-إذا تأمّلتُنَّ- فيها شيءٌ من كفرانِ النعمة، فإنَّ بهذا الشيءِ الذي تتذمرنَ منه تصرنَ أُمهاتٌ ولو انقطعَ ما صرتُنّ، فالجديرُ بكنّ أن تشكرنَ وتقلن: "يا ربّ لا تقطعْها عنَّا قبلَ أن تُصيرنا أمّهات"، لا أن تنُئن بها من الآن!
والثانيةُ فيها سخطٌ على إرادةِ اللهِ الذي خلقَكنّ، ووجديرٌ بكنَّ أن ترضَين وتقُلن: "نحن إماؤكَ يا ربّ، نكونُ كيفما خلقتَنا حيثُما أمرتَنا".

أمَّا عن فقهِ الإفطارِ فنعم إنَّ للإفطارِ لعارضٍ فقهًا كما للصيامِ فقهٌ للغاية، والمرأةُ المُسلمةُ الحلوةُ في إسلامِها العليَّةُ به تفقهُ معنى أنوثتِها وما ينتجُ عن أنوثتِها، والطريقُ إلى فقهِ الناتجِ عن هذه الأنوثةِ من الإفطارِ يبدأُ من فقهِ غايةِ الصيام، ولستُ أجدُ أبيَنَ لشرحِ هذه الغايةِ الجميلةِ الجليلةِ من قولِ الإمامِ الطاهرِ بن عاشور عن الصيام:
"فالقصدُ منه إضعافُ القوى الماديّةِ لتنبثقَ من منافذِها أشعَّةُ النِّير الروحاني، ولما في هذا الإمساكِ من المشقّةِ في مُجاهدةِ تلك القُوى الطاغيةِ اقتنعتِ الشَّريعةُ بالمقدارِ الذي لا يخلو عنه قيامُ ماهيَّةِ هذه العبادة، فجعلتْ ما يعرضُ للصائمِ من مشاقَّ زائدةٍ عُذرًا يُخوِّلُ الترخيصَ في تركِ تلك العبادةِ ما دامت المشقَّةُ العارضةُ مُقارنةً لها، ليأتيَ المُسلمُ بعبادتِه شارهًا نشيطًا غيرَ ملولٍ من توافُرِ المشاقِّ عليه".
انتهى كلامُه -رحمه الله- وهو كلامٌ نفيسٌ نفيسٌ نفيس، للهِ درُّ هذا الفهمِ وسبحانَ من فتحَ عليه به!

إذًا فالغايةُ إضعافُ القوى الماديّة من أجلِ إخراجِ القوى الروحيّة إلى السطح، يحدثُ هذا الإضعافُ بمشقَّةٍ جسديةٍ يُوفِّرُها الصيامُ وقد يُوفِّرُها المرض، ومن حكمةِ الشريعةِ أنَّها اكتفتْ بالقدرِ الذي يخدمُ الغايةَ من المشقّةَ ولا يعوقُها، فما دامت هذه المشقَّةٌ حاصلةً بدونِ الصيامِ -بالمرضِ أو السفرِ أو الحيضِ للنساء- فقد أُسقطَ الصيامُ رُخصةً في الأولى والثانيّة ووجوبًا في الثالثة.
إذًا فإسقاطُ اللهِ الصيامَ عن الحائضِ ليسَ حرمانًا لها من السموِّ الروحيِّ في هذه الأيام، وإنما هو في الحقيقةِ على العكسِ تمامًا؛ في سبيلِ ألا تعوقَ المشقّةُ الزائدةُ الناتجةُ عن اجتماعِ المشقَّتين -الصيام والحيض- السموَّ الروحيّ! سبحانَ الحكيمِ العليم! سبحان الله!

إذًا فلم تُطردن من مُناسبةِ التطهيرِ والفتوحِ هذه، وإنما أخرجتُنّ أنفسَكنّ بقلَّةِ الفقهِ منها، فبخعتتُنّ أنفسَكنّ على آثارِ جسمِ العبادةِ وأهملتُنّ روحَها، وقعدتُنّ تندبن الحظَّ والأنوثةَ وفواتَ الصيامِ وتركتُنّ العباداتِ التي يحصلُ بها ذلك السموُّ الروحيّ الذي كانَ الغاية، فتركتُنّ الذكرَ وتدبُّرَ القرآنِ والدعاء، ثمّ زعمتُنّ ضمنًا أنَّكنَّ بريئاتٌ من حرمانِكنّ من هذا السموّ وأنَّ الجانيَ عليكنّ الأنوثةُ التي هي شيءٌ من يدِ اللهِ فيكنّ!


>>Click here to continue<<

مُلهَمٌ°~♡




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)