TG Telegram Group & Channel
السّيد مُحسِن المُدَرسي | United States America (US)
Create: Update:

الانتماء لا علاقة له بالنسب، ولا بالأرض، ولا بأي عُلقةٍ مادية لا دخل للإنسان فيها.. فالإنسان لا يختار أبويه، ولا عرقه، ولا جنسه، ولا بلده الذي يولد فيه.. فلا تكون علاقة الدم، أو البلد مقدَّسة، ولا تعطيه امتيازاً على غيره.

بل المقياس الأساسي هو (الاتباع).
وبمقدار ما يشابه الانسان في عقيدته، وفي عمله.. في فكره وثقافته، مع عظيمٍ من عظماء، انتمى اليه، وكان أقرب الناس اليه، وأحقُّ به.. والعكس بالعكس

وهذه الفكرة، مع بساطتها، إلا أنَّها فكرة جوهرية في ثقافة الوحي، تزخر بها الآيات القرآنية.

فلقد جعل القرآن النبيَّ الأكرم (ص) أولى الناس بالنبي إبراهيم (ع)، مع بُعدِ الزمان والمكان.. أولى به من اليهود والنصارى المدَّعين، لأنه أقرب اليه فكراً ومنهجاً.. قائلاً:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنين‏)

ولقد باهَل النبي (ص) بأهلَ بيته نصارى نجران، لا لعلقة النَسَبِ، بل لأنهم أقرب الناس اليه اتباعاً، بل صار أمير المؤمنين (ع) نفس رسول الله (ص) في مقياس الاتباع (وأنفسنا وأنفسكم)

ولقد سمّى اللهُ سبحانه أتباعَ النبي نوح (ع) (أهلَهُ) قائلاً: (فاسلك فيها من كُلٍّ زوجين اثنينِ وأهلك)، في الوقت الذي استثنى من أهله زوجته، وابنه، بل نفى صفة الأهل عن ابنه قائلاً (إنَّه ليس من أهلِكْ، إنَّه عملٌ غير صالح)..

ولقد ارتقى سلمان الفارسي المولود على دين الزردشت، البعيد آلاف الفراسخ في بلاد فارِس، ارتقى في درجاتِ القُربِ حتى صار (منّا أهلَ البيت) وصار (سلمانَ المحمدي)، رضي الله عنه.. في حين لُعن أبولَهَبٍ القرشي الهاشمي، وخُلِّد لعنُه في القرآن مع زوجته حمّالةِ الحطب.

وهنا بصيرتان:

الأولى: القرب أو البعد من أي شخصية هامة، نبياً كان، أو مرجعاً، لا يعطي ميزةً للشخص، بل إنَّ الله سبحانه وتعالى أنزل سورةً كاملة، وهي سورة التحريم لبيان هذه الحقيقة.
وفي نفس الوقت، لا يمكن مؤاخذة أيَّ شخصٍ بما فعله المنسوبين اليه نسباً، والا لجاز مؤاخذة النبي (ص) وهو أطهر الخلائق ببعض زوجاته، أو مؤاخذة النبي نوح (ع) بابنه، ولا يطعن ذلك فيهم قيد أنملة، وإلا لجاز الطعن على الأنبياء وهم المعصومون من كل خطا، المنزَّهون من كل رجس.

ثانياً:

من أراد القرب من الأنبياء والأولياء، فعليه باتباع نهجهم، ومنهجهم، وفكرهم.. يكَنْ منهم. وهذا يصدق على العلماء والصلحاء أيضا.
(فمن أبطاً به عَمَلُهْ لم يُسرِع به نَسَبُه) كما قال أمير المؤمنين (ع)
ومن أسرع به علمه، لم يضره بُعدُ نسبه.

فكن مؤمناً، حقَّ الايمان، اتَّبعهم حقَّ الاتباع، تكن معهم (ع).. ولربما تكن يوماً منهم.
ان شاء الله.
#ثقافة_قرآنية

الانتماء لا علاقة له بالنسب، ولا بالأرض، ولا بأي عُلقةٍ مادية لا دخل للإنسان فيها.. فالإنسان لا يختار أبويه، ولا عرقه، ولا جنسه، ولا بلده الذي يولد فيه.. فلا تكون علاقة الدم، أو البلد مقدَّسة، ولا تعطيه امتيازاً على غيره.

بل المقياس الأساسي هو (الاتباع).
وبمقدار ما يشابه الانسان في عقيدته، وفي عمله.. في فكره وثقافته، مع عظيمٍ من عظماء، انتمى اليه، وكان أقرب الناس اليه، وأحقُّ به.. والعكس بالعكس

وهذه الفكرة، مع بساطتها، إلا أنَّها فكرة جوهرية في ثقافة الوحي، تزخر بها الآيات القرآنية.

فلقد جعل القرآن النبيَّ الأكرم (ص) أولى الناس بالنبي إبراهيم (ع)، مع بُعدِ الزمان والمكان.. أولى به من اليهود والنصارى المدَّعين، لأنه أقرب اليه فكراً ومنهجاً.. قائلاً:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنين‏)

ولقد باهَل النبي (ص) بأهلَ بيته نصارى نجران، لا لعلقة النَسَبِ، بل لأنهم أقرب الناس اليه اتباعاً، بل صار أمير المؤمنين (ع) نفس رسول الله (ص) في مقياس الاتباع (وأنفسنا وأنفسكم)

ولقد سمّى اللهُ سبحانه أتباعَ النبي نوح (ع) (أهلَهُ) قائلاً: (فاسلك فيها من كُلٍّ زوجين اثنينِ وأهلك)، في الوقت الذي استثنى من أهله زوجته، وابنه، بل نفى صفة الأهل عن ابنه قائلاً (إنَّه ليس من أهلِكْ، إنَّه عملٌ غير صالح)..

ولقد ارتقى سلمان الفارسي المولود على دين الزردشت، البعيد آلاف الفراسخ في بلاد فارِس، ارتقى في درجاتِ القُربِ حتى صار (منّا أهلَ البيت) وصار (سلمانَ المحمدي)، رضي الله عنه.. في حين لُعن أبولَهَبٍ القرشي الهاشمي، وخُلِّد لعنُه في القرآن مع زوجته حمّالةِ الحطب.

وهنا بصيرتان:

الأولى: القرب أو البعد من أي شخصية هامة، نبياً كان، أو مرجعاً، لا يعطي ميزةً للشخص، بل إنَّ الله سبحانه وتعالى أنزل سورةً كاملة، وهي سورة التحريم لبيان هذه الحقيقة.
وفي نفس الوقت، لا يمكن مؤاخذة أيَّ شخصٍ بما فعله المنسوبين اليه نسباً، والا لجاز مؤاخذة النبي (ص) وهو أطهر الخلائق ببعض زوجاته، أو مؤاخذة النبي نوح (ع) بابنه، ولا يطعن ذلك فيهم قيد أنملة، وإلا لجاز الطعن على الأنبياء وهم المعصومون من كل خطا، المنزَّهون من كل رجس.

ثانياً:

من أراد القرب من الأنبياء والأولياء، فعليه باتباع نهجهم، ومنهجهم، وفكرهم.. يكَنْ منهم. وهذا يصدق على العلماء والصلحاء أيضا.
(فمن أبطاً به عَمَلُهْ لم يُسرِع به نَسَبُه) كما قال أمير المؤمنين (ع)
ومن أسرع به علمه، لم يضره بُعدُ نسبه.

فكن مؤمناً، حقَّ الايمان، اتَّبعهم حقَّ الاتباع، تكن معهم (ع).. ولربما تكن يوماً منهم.
ان شاء الله.
#ثقافة_قرآنية


>>Click here to continue<<

السّيد مُحسِن المُدَرسي




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)