بروتوكولات صهيون وسورة الروم
سألني شابٌ عن "بروتوكولات حكماء صهيون" .. كتاب يحكي عن اجتماعات مغلقة لقادة، قرروا فيها مستقبل البشر حتى يوم الدين.. وأن ما يحدث في زماننا، من فِسقِ النساءِ الى تهتُّك الشباب الى .. كُلَّه ما قرروه هم قبل قرنٍ أو قرون.
قلت له:
اذا كنتُ عادة أنصح بقراءة كتب معينة .. فإن هذا الكتاب مما أدعو لعدم قراءَتِه! لأنه بالإضافة الى كونه مشكوكاً فيه لعدم رصانته.. فإنه كُلُّه سطرٌ واحد، ولتأصيل فكرة واحدة:
أن ما يحدث في هذا العالَم، إنّما هو بتخطيط شِرّير، من قبل أعداءِ عباقِرَةٍ حدَّ الجنون، وأقوياء حدَّ العظمة، وأثرياء بلا حدود.. ومنذ فترةٍ طويلة قد أحكموا سيطرتهم على هذا العالَم.
إذا؟
ليس لك سوى الجلوس ولعنهم ولعن التاريخ الذي جعلهم أعداءَك..
فلا شيءَ ينفع معهم
لا مقاومة
لا مواجهة
لا عمل
لا تخطيط
..
وما عليك سوى الاستسلام لهم.. علَّهم يعطفون عليك و ينقلوك من طبقة عبيدِ الحقِل عندهم الى عبيد البيوت!
والحديث ليس عن "الصهيونية" و ربيبتها اسر1ئيل فحسب، بل عن الغرب بصورة عامة.. ويشابهها كتب تذكر مذكرات سرية لمستر همفر أو مسيز بل و ..
وأتعجب ممن يرى مدى فشلهم و وهنهم في زمان الناس هذا، ثم يصدِّق أمثال هذه الكتب التي هي مجرَّد أساليب دعائية لقوتهم و جبروتهم، وتقع في اطار الحرب النفسية..
إنها دعاية تشابه تماماً - في الأهداف- أفلام "جيمس بوند" أو "توم كروز" و أصدقائهم، في رسمِ هالةٍ خَيالية عنهم وعن قوتهم.
أقول:
لا شك بأن الأعداء أقوياء .. لكن جزء كبير من قوتهم في ضعفنا.. وفي تفرُّقنا.. وفي جهلنا.
لأنهم في عدائهم لنا على باطل.. والباطل مهما تصنَّع ظاهر القوة، الا انَّه يبقى ضعيفاً.. ضعيفاً في نفسه، وفي أهله وفي جوهره.. و ما عربدته الا فترة غياب الحق، كما تعربِد الحيَّة اذا غاب عنها عقابها..
وحتى لو كانوا قادرين .. فهم ليسوا قَدَراً.
من يقول؟
الله سبحانه وتعالى.
هلّا تأملت في سورة الروم؟
بدايتها آيات تتحدث عن نبوءَةٍ بيَّن الله فيها قرب انتصار الروم المسيح على الفرس المجوس في ذلك اليوم.. ثم بيّن أن ذلك الانتصار ليس حالة خاصة بتلك الحادثة التاريخية.. بل تطبيقٌ لسنة الهية الهية عامة:
"للهِ الأمرُ من قَبلُ ومِن بَعد" (الروم/3)
فالله ربُّ هذا الكون والهه.. لا بضع أنظمة و بشرٍ ضعفاء هنا وهناك. وما دامت الأمور بيده، وهو المهيمن والمسيطر، وما دام قد وعد أولياءَه بالنصر، فماذا تعني بعدها بروتوكولات صهيون؟
رياضيا: الصِفر المطلق!
فمتى ما فهمت ذلك... سترى الواقع كما هو.
ستعرف أن "أبا ناجي" الذي كان يُنسب اليه كل شيء حتى صراع الحيتان في البحر .. ذلك الثعلب المكّار المتحكم بخيوطِ الوجود حتى.. تبيَّن أنه محتارٌ في وقودِ شتاءِ شعبه.. وصار يستهلك رؤساء الوزراء أكثر من معدِّل استهلاك قناني الغاز في بيوتنا!
وستعرف أن العم "سام" يشابهه... متى ما واجَه خصماً مؤمناً قوياً موحَّداً، تراجع الى الوراء، و خابَت مساعيه. أما مؤامراته فأغلبها تؤول الى الفشل ..
والتاريخ القريب منه والبعيد كله شاهدٌ على ذلك.
أما المستقبل القريب .. وكُلُّ قادِمٍ قريب
"أنَّ الأرض يرثها عِباديَ الصالحون"
#أفكار
>>Click here to continue<<