وأموت دون أن أزور قبر الزّهراء (عليها السّلام)؟ ولا تخرجني من قبري حينما يبنيه حجّتك؟ وأظلّ في جهنّمٍ بعيدة عن نور حنانها؟ هيهات، أنت أكرم من أن تحرمنا من رائحتها..

قاتل، اصفع نفسك ورغباتك علىٰ وجهها..

لا تسمح، لا تقبل بأن يتمّ التجاوز علىٰ ألمك، الاستهزاء به وتقليله.. أنت وحدك تعلم كيف تتقطّع روحك؛ ولهذا قولك لهم لن يزيد الموضوع إلّا وجعًا؛ اذهب لسيّد الشّهداء، يعرف هو كلّ الأوجاع الممكنة، سيتفّهم، سيحمي، سيردع.

صلّحوا علاقاتكم مع أخوانكم؛ الأخوّة جبل، الأخوّة جيش.. هيج تعلّمنا من العبّاس (عليه السّلام).

ولأنّ الإمام عليّ (عليه السّلام) قال "أصحاب المهديّ شباب" كان ينتظر منّا شجاعة فعليّة، جهاد، صبر وعِلم.. لكن تكاسلنا هذا، مُخجلٌ والله!

"وتولج النّهار في اللّيل"..

يقوم بذلك حتّىٰ داخل قلبك!

لا تأسَ إن قلّدوا عملك الصّالح وخدمتك لآل محمّد (عليهم الصّلاة والسّلام)؛ لأنَّ "من سنَّ سُنّة حسنة؛ كان له أجرها، وأجر من عمل بها".

دائمًا، هناك متسع في قلب صاحب العصر؛ لكي يضمّك فيه.

كانت مجروحة، لكنّها كذلك تُحاول أن تُداوي من حولها؛ اقتداءً بتلك الّتي كانت تضمّ الأيتام، ومتنها من السّوط متورّمُ..