TG Telegram Group & Channel
📕 مكتبة منهَج 📕 | United States America (US)
Create: Update:

تعريف :

إن الله عز وجل قد منح الأمة الإسلامية من العطاء والبركة ، وحباها من علم أبنائها وجهادهم ، ما تفخر به على غيرها من الأمم ، وإنك لتجد في سيرة كل علم من أعلامها ما يستوقفك للعظة والتدبر ، بل إن من أفرادهم ما يلفت نظرك، بكونه أمة وحده ، ومن هذه الأمثلة الفريدة الإمام الرباني أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، الذي ضرب أروع المثل في الصبر على طلب العلم ، والإجلال لأساتذته ، وتحري الدقة والأمانة في النقل عنهم ، وفي القيام بنصر السنة ونشرها ، ثم قام داعيا للحق قامعا للبدعة ، وثبت في محنة لم يثبت لها أحد على مثاله ، فصمد فيها صابرا محتسبا ، وتحمل الأذى فلم تلن قناته ، حتى فرج الله عنه ، ثم جعل كل من آذاه في حل من أمره إلا صاحب بدعة ، وتلك غاية لا يصل إليها إلا أمثاله ، رضي الله عنه .

لقد امتحن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه - بالفتنة المشهورة ، في عهد المأمون والمعتصم والواثق ، وهي القول بخلق القرآن الذي تزعمه المعتزلة ، فثبت على موقفه الحق ، وأصر على رأيه الصريح، ولم يغير من جوابه الذي يردده كلما صحا من إغماءة التعذيب والتنكيل ، فيقول : هو کلام الله تعالى ، غير مخلوق . .
ولبث في السجن عامين ونصفا ، ولما يئسوا من إخضاعه لما يريدون ،ودالت دولة الرأى الباطل ، أخرجوه من السجن واهي القوة مريضا مثخنا بالندوب والآلام.
ولقد بلغ الإمام أحمد في هذه المحنة قمة الصبر والثبات على الأذى ، ولم يستطع أهل الباطل أن يصرفوه عن الحق الذي آمن به ، فكانت محنته مشعل هداية للسارين ، وانتصارا رائعا لأهل السنة الأبرار المتقين ، ولقد قيل البشر الحافي زاهد عصره ، حين ضرب أحمد بن حنبل في المحنة : يابشر ، لو قمت فتكلمت كما تكلم أحمد ، فقال : لا أقوى عليه ، إن أحمد قد قام في ذلك مقام الأنبياء .
وما أصدق كلمة الإمام الكبير المحدث الشهير علي بن المديني في ذلك : إن الله عز وجل أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة ، وبعمر ابن عبد العزيز يوم رد المظالم ، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة . "
فإذا كان الله عز وجل لا يترك الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، فإن في اختبار العلماء المجاهدين بالمحن ، ونصبهم مثالا للحق ، كيف يصبر ، وكيف ينتصر ، معالم هادية للمؤمنين ، تنير لهم طريق الخير ، وتسلك بهم دروب الرشاد ، وتمثل لهم المبادىء في أشخاص يحيون بها ، وتقوم بهم ، فلا يضل المؤمن بعد ذلك ولا ينسى ، ولعل فيما تزخر به محنة الإمام أحمد من حوادث ، وما ترشح به من عظات ، وما تتضمنه من جلاء للعقيدة الصحيحة ، وثبات على الحق ، ما يكشف للعلماء الذين يقضون حياتهم بين الكتب ، ولا يتمثلون ما فيها ، حركة حية ، ونشاطا متدافعا ، عن أن العالم المسلم مكلف بأن يقف مواقف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما أمكنه ذلك .

#منهج 📖

📕 مكتبة منهَج 📕
47_فوائد_وشواهد_من_محنة_الإمام_أحمد.pdf
تعريف :

إن الله عز وجل قد منح الأمة الإسلامية من العطاء والبركة ، وحباها من علم أبنائها وجهادهم ، ما تفخر به على غيرها من الأمم ، وإنك لتجد في سيرة كل علم من أعلامها ما يستوقفك للعظة والتدبر ، بل إن من أفرادهم ما يلفت نظرك، بكونه أمة وحده ، ومن هذه الأمثلة الفريدة الإمام الرباني أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، الذي ضرب أروع المثل في الصبر على طلب العلم ، والإجلال لأساتذته ، وتحري الدقة والأمانة في النقل عنهم ، وفي القيام بنصر السنة ونشرها ، ثم قام داعيا للحق قامعا للبدعة ، وثبت في محنة لم يثبت لها أحد على مثاله ، فصمد فيها صابرا محتسبا ، وتحمل الأذى فلم تلن قناته ، حتى فرج الله عنه ، ثم جعل كل من آذاه في حل من أمره إلا صاحب بدعة ، وتلك غاية لا يصل إليها إلا أمثاله ، رضي الله عنه .

لقد امتحن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه - بالفتنة المشهورة ، في عهد المأمون والمعتصم والواثق ، وهي القول بخلق القرآن الذي تزعمه المعتزلة ، فثبت على موقفه الحق ، وأصر على رأيه الصريح، ولم يغير من جوابه الذي يردده كلما صحا من إغماءة التعذيب والتنكيل ، فيقول : هو کلام الله تعالى ، غير مخلوق . .
ولبث في السجن عامين ونصفا ، ولما يئسوا من إخضاعه لما يريدون ،ودالت دولة الرأى الباطل ، أخرجوه من السجن واهي القوة مريضا مثخنا بالندوب والآلام.
ولقد بلغ الإمام أحمد في هذه المحنة قمة الصبر والثبات على الأذى ، ولم يستطع أهل الباطل أن يصرفوه عن الحق الذي آمن به ، فكانت محنته مشعل هداية للسارين ، وانتصارا رائعا لأهل السنة الأبرار المتقين ، ولقد قيل البشر الحافي زاهد عصره ، حين ضرب أحمد بن حنبل في المحنة : يابشر ، لو قمت فتكلمت كما تكلم أحمد ، فقال : لا أقوى عليه ، إن أحمد قد قام في ذلك مقام الأنبياء .
وما أصدق كلمة الإمام الكبير المحدث الشهير علي بن المديني في ذلك : إن الله عز وجل أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة ، وبعمر ابن عبد العزيز يوم رد المظالم ، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة . "
فإذا كان الله عز وجل لا يترك الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، فإن في اختبار العلماء المجاهدين بالمحن ، ونصبهم مثالا للحق ، كيف يصبر ، وكيف ينتصر ، معالم هادية للمؤمنين ، تنير لهم طريق الخير ، وتسلك بهم دروب الرشاد ، وتمثل لهم المبادىء في أشخاص يحيون بها ، وتقوم بهم ، فلا يضل المؤمن بعد ذلك ولا ينسى ، ولعل فيما تزخر به محنة الإمام أحمد من حوادث ، وما ترشح به من عظات ، وما تتضمنه من جلاء للعقيدة الصحيحة ، وثبات على الحق ، ما يكشف للعلماء الذين يقضون حياتهم بين الكتب ، ولا يتمثلون ما فيها ، حركة حية ، ونشاطا متدافعا ، عن أن العالم المسلم مكلف بأن يقف مواقف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ما أمكنه ذلك .

#منهج 📖


>>Click here to continue<<

📕 مكتبة منهَج 📕




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)