Warning: mkdir(): No space left on device in /var/www/hottg/post.php on line 59

Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/2024-05-30/post/MaherAmeer/--): Failed to open stream: No such file or directory in /var/www/hottg/post.php on line 72
"الحجة الإبراهيمية تبني على الغياب دون غيره، واستنادها إلى الغياب خصيصى يقرره ابن قتيبة (تـ 276) قائلًا: «فَلَمَّا أَفَلَ أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، ف قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد» @قناة || ماهر أمير
TG Telegram Group & Channel
قناة || ماهر أمير | United States America (US)
Create: Update:

"الحجة الإبراهيمية تبني على الغياب دون غيره، واستنادها إلى الغياب خصيصى يقرره ابن قتيبة (تـ 276) قائلًا: «فَلَمَّا أَفَلَ أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، ف قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد»
وغاية ما يفهم من الآية، أنه أبطل ربوبيتها واستحقاقها للعبادة بأنها ينقطع نفعها وأثرها المحسوس حين تغيب، وينقطع تدبيرها واطلاعها الذي يعتقدونه فيها حال غيابها فيلجأون للأصنام بديلًا، والله شاهدٌ حاضرٌ قيومٌ لا يغيب ولا يزول، ولا يحتاج إلى من ينوب عنه حال غيابه كنيابة الهياكل والأصنام عن تلك الكواكب، ثم إن أفولها غيابٌ وانقطاعٌ لا تملك أن تتصرف فيه، لأنها مسيّرةٌ بُسُنَنٍ لا تملك أن تخرج عنها، فهي غائِبَةٌ في وقتٍ معلومٍ بكيفٍ معلوم، ثم تشرق بنفس سنتها التي لم تخرج عنها مذ عرفوها، وكُلُ من قيده غيره بسُنَةٍ لا يَملِكُ تغييرها أو فعل غيَرِها، وكل منقطع النفع والتدبير والاطلاع= محكومٌ مفتقرٌ ليس برب، ويتجه ما سبق إن قلنا بأنهم اعتقدوا تدبيرها الذاتي، فيستلزم إبطال ذلك بطلان استحقاقها للعبادة، أما إن كانوا يتخذونها زلفى إلى الله لا أكثر، فمقارنتها بالله الذي يؤمنون به ويؤمنون بأنه حاضر مدبر لكل شيء= يبين بطلان عبادتها، فكيف يُعبَدُ الكوكب الذي لعبادته وقتٌ معلوم ينتهي بغيابه، بعبادة مدبر الكوكب الذي لا يغيب، والذي يشهد عبادة مخلوقه ودعاءه ليلَ نهار؟ وكيف يٌعبَدُ الكوكب الذي لا يملك لنفسه ما يملكه الإنسان من حركةٍ إراديةٍ وقصد، وتترك عبادة خالق الكوكب والإنسان نفسه؟
فليس استدلالهُ مبنيًا على كونها تتحرك أو تنتقل أو تتحيز، بل هو مبنيٌ على كونها تغيب، وما يلزم عن هذا الغياب، وأن غيابها سنةٌ لا تملك الخروج عنها وتبديلها، فإنها كما يقول ابن كثير (تـ 774): «مسخرةٌ مقدرةٌ بسيرٍ معين، لا تزيغ عنه يميناً ولا شمالاً، ولا تملك لنفسها تصرفاً»( )
ويكمل بأنها: «مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة، تطلع تارة وتأفل أخرى، فتغيب عن هذا العالم، والرب تعالى لا يغيب عنه شئ ولا تخفى عليه خافية، بل هو الدائم الباقي بلا زوال، لا لا إله إلا هو ولا رب سواه»( )
ويقول القاضي ابن العربي المالكي: «فلما أفلت قال: ما هذا الباطل؟ لا سجود لمصرف محكوم، على مقدار معلوم، متداول مع غيره، معاقب له. بينهما برزخ لا يبغيان، دل على أنهما محكومان. وما قدر هؤلاء الثلاث في جنب سائر المكونات من السفليات والعلويات؟ ومع أنكم تقولون: إن الشمس دون زحل في الرتبة وإن زحلا قد حاز العلو، فما هذه الآراء المتهافتة، التي لا يضم نشرها رأي، ولا يحيط بأخبارها وعي؟ ارجعوا بعبادتكم إلى الذي دبر الكل، وفطر الجميع، ولا تشتغلوا بالوسائط، فليس لها حكم، وإنما هي أمثالكم في التسخير والتقدير»( ).
ولك أن تستفيد وجوهًا أخرى من من كلام إبراهيم عليه السلام، فيزيد الطاهر بن عاشور قائلًا: «ووجه الاستدلال بالأفول على عدم استحقاق الإلهية: أن الأفول مغيب وابتعاد عن الناس، وشأن الإله أن يكون دائم المراقبة لتدبير عباده، فلما أفل النجم كان في حالة أفوله محجوبا عن الاطلاع على الناس، وقد بنى هذا الاستدلال على ما هو شائع عند القوم من كون أفول النجم مغيبا عن هذا العالم، يعني أن ما يغيب لا يستحق أن يتخذ إلها لأنه لا يغني عن عباده فيما يحتاجونه حين مغيبه. وليس الاستدلال منظورا فيه إلى التغير...»( ).
قلت: فغياب اطلاعها وعلمها بعُبَّادها حتى تحوجهم إلى الهياكل والأصنام بديلًا إلى أن تطلع= نقصٌ يتنزه عنه الإله الكامل المستحق للعبادة.
ومن الوجوه المهمة أيضًا ما نقله مكي بن أبي طالب في تفسيره: « قال إبراهيم بن عرفة: كان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام والحجارة، وكانوا يجادلونه، فأراهم مِنْ خَلقِ الله تعالى ما هو أعظم مما يعبدون، فقال: {هذا ربي} -لو كان رباً يعبد من دون الله- لأن هذا أعظم وأعلى مما تعبدون. فلما أفل، قال: لا أحب الآفلين، فأراهم أن الكوكب يغيب إذا غلب عليه ضوء النهار، والمعبود لا يكون مغلوباً»( ).
وهو ما نقله أبو حيان (تـ 745) عن الماتريدي (تـ 333) أنه قال: « الاختيار أن يقال: استدل على عدم صلاحيتها للإلهية لغلبة نور القمر نور الزهرة، ونور الشمس لنوره، وقهر تيك بذاك، وهذا بتلك، والرب لا يقهر، والظلام غلب نور الشمس وقهره»( ).
قلت: فلما غلب ضوءٌ على ضوء هذه الكواكب، وقُهِرَت بغيرها مما يملك نورًا من جنس نورها، علم أنها ناقصة ضعيفة، وكمثلها أشياءٌ، بل تغلبها أشياء، خلا الشمس فإنه وإن لم يغلب نورها نور غيرها إلا أنها قُهِرَت وزالَت بالاحتجاب والمغيب."
————————————
جزء من نفس الرسالة السابقة في تبرئة إبراهيم عليه السلام من دليل الحدوث بصيغته الكلامية المانعة من تجدد الأفعال الوجودية

"الحجة الإبراهيمية تبني على الغياب دون غيره، واستنادها إلى الغياب خصيصى يقرره ابن قتيبة (تـ 276) قائلًا: «فَلَمَّا أَفَلَ أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، ف قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد»
وغاية ما يفهم من الآية، أنه أبطل ربوبيتها واستحقاقها للعبادة بأنها ينقطع نفعها وأثرها المحسوس حين تغيب، وينقطع تدبيرها واطلاعها الذي يعتقدونه فيها حال غيابها فيلجأون للأصنام بديلًا، والله شاهدٌ حاضرٌ قيومٌ لا يغيب ولا يزول، ولا يحتاج إلى من ينوب عنه حال غيابه كنيابة الهياكل والأصنام عن تلك الكواكب، ثم إن أفولها غيابٌ وانقطاعٌ لا تملك أن تتصرف فيه، لأنها مسيّرةٌ بُسُنَنٍ لا تملك أن تخرج عنها، فهي غائِبَةٌ في وقتٍ معلومٍ بكيفٍ معلوم، ثم تشرق بنفس سنتها التي لم تخرج عنها مذ عرفوها، وكُلُ من قيده غيره بسُنَةٍ لا يَملِكُ تغييرها أو فعل غيَرِها، وكل منقطع النفع والتدبير والاطلاع= محكومٌ مفتقرٌ ليس برب، ويتجه ما سبق إن قلنا بأنهم اعتقدوا تدبيرها الذاتي، فيستلزم إبطال ذلك بطلان استحقاقها للعبادة، أما إن كانوا يتخذونها زلفى إلى الله لا أكثر، فمقارنتها بالله الذي يؤمنون به ويؤمنون بأنه حاضر مدبر لكل شيء= يبين بطلان عبادتها، فكيف يُعبَدُ الكوكب الذي لعبادته وقتٌ معلوم ينتهي بغيابه، بعبادة مدبر الكوكب الذي لا يغيب، والذي يشهد عبادة مخلوقه ودعاءه ليلَ نهار؟ وكيف يٌعبَدُ الكوكب الذي لا يملك لنفسه ما يملكه الإنسان من حركةٍ إراديةٍ وقصد، وتترك عبادة خالق الكوكب والإنسان نفسه؟
فليس استدلالهُ مبنيًا على كونها تتحرك أو تنتقل أو تتحيز، بل هو مبنيٌ على كونها تغيب، وما يلزم عن هذا الغياب، وأن غيابها سنةٌ لا تملك الخروج عنها وتبديلها، فإنها كما يقول ابن كثير (تـ 774): «مسخرةٌ مقدرةٌ بسيرٍ معين، لا تزيغ عنه يميناً ولا شمالاً، ولا تملك لنفسها تصرفاً»( )
ويكمل بأنها: «مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة، تطلع تارة وتأفل أخرى، فتغيب عن هذا العالم، والرب تعالى لا يغيب عنه شئ ولا تخفى عليه خافية، بل هو الدائم الباقي بلا زوال، لا لا إله إلا هو ولا رب سواه»( )
ويقول القاضي ابن العربي المالكي: «فلما أفلت قال: ما هذا الباطل؟ لا سجود لمصرف محكوم، على مقدار معلوم، متداول مع غيره، معاقب له. بينهما برزخ لا يبغيان، دل على أنهما محكومان. وما قدر هؤلاء الثلاث في جنب سائر المكونات من السفليات والعلويات؟ ومع أنكم تقولون: إن الشمس دون زحل في الرتبة وإن زحلا قد حاز العلو، فما هذه الآراء المتهافتة، التي لا يضم نشرها رأي، ولا يحيط بأخبارها وعي؟ ارجعوا بعبادتكم إلى الذي دبر الكل، وفطر الجميع، ولا تشتغلوا بالوسائط، فليس لها حكم، وإنما هي أمثالكم في التسخير والتقدير»( ).
ولك أن تستفيد وجوهًا أخرى من من كلام إبراهيم عليه السلام، فيزيد الطاهر بن عاشور قائلًا: «ووجه الاستدلال بالأفول على عدم استحقاق الإلهية: أن الأفول مغيب وابتعاد عن الناس، وشأن الإله أن يكون دائم المراقبة لتدبير عباده، فلما أفل النجم كان في حالة أفوله محجوبا عن الاطلاع على الناس، وقد بنى هذا الاستدلال على ما هو شائع عند القوم من كون أفول النجم مغيبا عن هذا العالم، يعني أن ما يغيب لا يستحق أن يتخذ إلها لأنه لا يغني عن عباده فيما يحتاجونه حين مغيبه. وليس الاستدلال منظورا فيه إلى التغير...»( ).
قلت: فغياب اطلاعها وعلمها بعُبَّادها حتى تحوجهم إلى الهياكل والأصنام بديلًا إلى أن تطلع= نقصٌ يتنزه عنه الإله الكامل المستحق للعبادة.
ومن الوجوه المهمة أيضًا ما نقله مكي بن أبي طالب في تفسيره: « قال إبراهيم بن عرفة: كان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام والحجارة، وكانوا يجادلونه، فأراهم مِنْ خَلقِ الله تعالى ما هو أعظم مما يعبدون، فقال: {هذا ربي} -لو كان رباً يعبد من دون الله- لأن هذا أعظم وأعلى مما تعبدون. فلما أفل، قال: لا أحب الآفلين، فأراهم أن الكوكب يغيب إذا غلب عليه ضوء النهار، والمعبود لا يكون مغلوباً»( ).
وهو ما نقله أبو حيان (تـ 745) عن الماتريدي (تـ 333) أنه قال: « الاختيار أن يقال: استدل على عدم صلاحيتها للإلهية لغلبة نور القمر نور الزهرة، ونور الشمس لنوره، وقهر تيك بذاك، وهذا بتلك، والرب لا يقهر، والظلام غلب نور الشمس وقهره»( ).
قلت: فلما غلب ضوءٌ على ضوء هذه الكواكب، وقُهِرَت بغيرها مما يملك نورًا من جنس نورها، علم أنها ناقصة ضعيفة، وكمثلها أشياءٌ، بل تغلبها أشياء، خلا الشمس فإنه وإن لم يغلب نورها نور غيرها إلا أنها قُهِرَت وزالَت بالاحتجاب والمغيب."
————————————
جزء من نفس الرسالة السابقة في تبرئة إبراهيم عليه السلام من دليل الحدوث بصيغته الكلامية المانعة من تجدد الأفعال الوجودية


>>Click here to continue<<

قناة || ماهر أمير




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)


Warning: Undefined array key 3 in /var/www/hottg/function.php on line 115

Notice: file_put_contents(): Write of 112617 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/hottg/function.php on line 109